أول من يظهر على سطح العقل عند سماع كلمة إرهابى: الخوف والقلق، وأول ما يداهم القلب فور سماع كلمة إرهابى: هو الرجفة والقشعريرة يعقبها قلق رهيب. ذلك لأن هذا المصطلح المخيف أصبح يداهمنا كثيراً الآن، فيقال: إرهاب فلان أى خوفه وأفزعه. وفى صورة الأعراف {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}.
وبالبحث عن مفهوم أو معنى كلمة إرهابى سنجده اسماً منسوباً إلى إرهاب، ومصدره أَرْهَبَ أى مجموع أعمال العنف التى تقوم بها منظّمة أو أفراد بقصد الإخلال بأمن الدَّولة وتحقيق أهداف سياسيَّة أو خاصَّة أو محاولة قلب نظام الحكم، وفى المعجم نجد مصطلح رَجُلٌ إِرْهَابِيٌّ: وهو مَنْ يَلْجَأُ إلى مُمَارَسَةِ الإِرْهَابِ بِالقَتْلِ أَوِ التَّخْرِيبِ أَوْ إِلْقَاءِ القَنَابِلِ وَالْمُتَفَجِّرَاتِ فِى أَمَاكِنَ عُمُومِيَّةٍ أَوْ خَاصَّةٍ، يضاف إلى هذا أن الإرهابى: شخص يدعو إلى الإرهاب أو يساهم فيه.
وقد دخل تعريف الإرهابى الآن خندقاً كبيراً للكثير من التعقيدات فى تعريفه سواء دينياً أو سياسياً أو ايدلوجياً، لذا أصبح هذا التعريف غامضاً أو غير مفهوم أو ملتبساً أحيانا كثيرة.
إن تاريخ العمل الإرهابى يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة، وقد وجدت تفسيراً لمعنى كلمة الإرهاب يوصف بأنه: العنف المتعمد الذى تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسى ضد أهداف غير مقاتلة ويهدف عادة للتأثير على الجمهور.
ويرى البعض أن من أحد الأسباب التى تجعل شخصاً ما إرهابياً أو مجموعة ما إرهابية، هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كانت اقتصادية أو عن طريق الاحتجاج أو الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير، ويرى البعض أن بتوفير الأذن الصاغية لما يطلبه الناس (سواء أغلبية أو أقلية) من شأنه أن ينزع الفتيل من حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية.. وهذا ما يؤكده قول المفكر المصرى الكبير فرج فودة والذى اغتيل على يد الإرهاب فيقول: انطلاق الكلاشينكوف دليل على عجز الحروف، وصوت الطلقات تعبير عن قصور الكلمات.
بجلبابه الأبيض، وبغطاء الرأس المتدلى، ولحيته الطويلة، ووجهه القاسي المتجهم، حاملاً السلاح سواء بندقيته الآلية أو سلاح أفكاره التى لا يتغير فى تكفير كل من حوله.
هذه هى الصورة التى حاولت السينما بها أن تنقل لنا صورة الإرهابى، سواء بملابسه أو شكله أو طريقه كلامه، أو بعضاً من الأفكار التى يسير بها ويعتنقها ويحاول من خلال إرهابه فرضها.
لقد وفقت السينما فى أحيان كثيرة فى عرض هذه الصورة، خاصة أن الهدف من وراء تلك الصورة هو معرفة المجتمع بهذا السرطان الذى ينتشر فى جسد الأمة المصرية وينال كثيراً من قوتها وقُوّتها وشبابها.