رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الحادى عشر من نوفمبر، أو «11/11»، يوم كغيره من الأيام.. مرَّ هادئًا بشكل اعتيادى، ولم نرَ فيه تلك الحشود الهادرة، تلبية للدعوة «المجهولة والغامضة» لما سُمى بـ«ثورة الغلابة» أو «انتفاضة الفقراء»، التى لم تكن سوى مجرد «شو» على مواقع التواصل الاجتماعي!

تلك الدعوة لم تجد قبولاً بين الناس، أو فى الشارع السياسى خلال الأيام والأسابيع التى سبقتها كما لم تجد أى تفاعل أو صدىً، أو حتى مجرد تقبل للفكرة، التى «ولدت ميتة»، رغم وجاهة ومنطقية الأسباب المطروحة!

«ثورة الغلابة»، ذكرتنى بما حدث فى 28 نوفمبر 2014، عندما فشلت الجبهة السلفية ومؤيدوها ومناصروها فى حشد الناس لـ«رفع المصاحف» فى «معركة الهوية»، فى تكرار لمشهد «الخديعة الكبرى»، بين الإمام عليّ ومعاوية!

لا نستطيع إنكار أننا نحتاج بالفعل إلى «ثورة مجتمعية» ضد الظلم والقمع والفساد والتفاوت الطبقى والغلاء والفقر والبطالة، تضع حلولاً عاجلة لمشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية، بدءًا بسعر صرف الجنيه، ولا تنتهى عند شُحِّ معظم السلع الأساسية!

ربما يجب الإقرار بوجود حالة من الغليان والاحتقان، ناجمة عن غضب شعبى عارم، أفرزته قرارات اقتصادية غبية، «نكَّدت» على الفقراء، و«نغَّصت» حياتهم بشكل أكبر مما يتخيله كثيرون من حملة المباخر والمطبلين والأفاقين والمتملقين!

الواقع الأليم الذى نعيشه، لا ينكره إلا هؤلاء الذين ختم الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم، ولكننا فى المقابل نتصور أن من يريد القيام بثورة «شعبية» لن ينتظر دعوة من أحد، أو تحديد تاريخ مسبق، فالجماهير «الواعية» متى أرادت تستطيع أن تفرض إرادتها على الجميع فى اللحظة الفاصلة.

إن «ثورة الفنكوش» التى يقودها مجموعة من ناشطى «السوشيال ميديا»، لا يمكن لها أن تكتمل أو يُكتب لها النجاح، لأن الداعين إليها ليسوا سوى مجموعة من المغيبين الواهمين، الذين يعيشون خارج الواقع، إلا إذا كنا نريد القفز فى المجهول لإبهار العالم فى القيام بثورة كل ثلاثة أعوام!

نعتقد أن جزءًا كبيرًا من المجتمع لا تحركه «السوشيال ميديا»، ولا علاقة له بنشطاء «فيسبوك»، كما أن الساحة السياسية ليس فيها أى كيان، أو شخصية لها ثقل، تستطيع الحشد، لأن المجتمع منقسم على نفسه، حتى وإن بدا ظاهريًا غير ذلك!

لا يوجد شىء اسمه حركة غلابة داخل مصر، فالغالبية العظمى بالفعل تعيش تحت خط الفقر بمراحل، ولذلك يجب على الداعين للحشد والنزول، أن يكونوا فى صدارة المشهد، وفى مقدمة الصفوف، لا أن يجلسوا فى بيوتهم «أون لاين»، أو على المقاهى فى انتظار الفرج، لعل الله يحدث أمرًا!

لقد فشلت تلك الدعوة كما ستفشل غيرها مستقبلًا، لانعدام الثقة فى «الطرف المجهول» الذى دعا إليها، والطرف الذى استغلها لتوجيه اتهاماته للشماعة المعتادة، ما دفع بالكثيرين استنادًا لتجاربهم السابقة إلى التزام بيوتهم للراحة فى يوم الإجازة!

أخيرًا.. إذا الشعب يومًا أراد «الثورة»، فلا بد أن يستجيب القدر، ولذلك فإن إشعال ثورة جديدة، لا يعتمد فقط على ركوب موجة الانتقادات، أو استخدام الاحتجاجات الصامتة على الأوضاع المعيشية المتردية، بل على إرادة الناس واختياراتها!

[email protected]