رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

مع عقد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد غد الثلاثاء تطفو على السطح كل الاحتمالات التى قد ترجح فوز ترامب أو السيدة الطموحة كلينتون التى تريد أن تنهى حياتها السياسية فى المكتب البيضاوى. وإذا حدث وفازت ستكون عنوانًا لمرحلة تتسلم فيها امرأة لأول مرة مقاليد الحكم فى البيت الأبيض. ومع عقد الانتخابات تثور المخاوف من أن تؤدى نتائجها إلى إغراق أمريكا فى موجة احتجاج عارمة لا سيما وأن ما عكسته صورة الانتخابات حتى الآن أنها أشبه ما تكون بحملة استعراضية بين اثنين يتباريان فى سوء الأداء ويفتقران إلى ما يؤهلهما إلى الاضطلاع بمنصب الرئاسة. وتظل كلينتون تحوم حولها علامات الاستفهام بالنسبة لتاريخها الزاخر بالفساد وتقويضها للمبادئ. وتكفى أزمة بريدها الإلكترونى التى تحاصرها حتى اليوم بعد أن استغرق التحقيق فيها عامًا كاملًا. وزاد الطين بلة تجديد اتهامها برسائل بريد أخرى كشفها مؤخرًا مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى فى وقت يضيق فيه الفارق بينها وبين خصمها ترامب.

علامات استفهام ارتسمت أمام دلالات هذا التوقيت الذى اختاره مدير «الإف بى آى» والذى يأتى قبل الانتخابات بأيام وهو ما يشى بتحولات بالغة التعقيد بالنسبة للتهمة الموجهة إلى كلينتون على أساس أنها خالفت القانون الأمريكى، وهو ما يمثل فسادًا سياسيًا على مستوى عال لا سيما أنها استخدمتها أثناء عملها وزيرة للخارجية 2009/2013 وسط اتهامات بأن بعض الرسائل ضمت أسرارًا حكومية. صحيح أنها اعتذرت وأقرت بالخطأ إلا أن اعتذارها لن يغلق ملف الفضيحة ولن تنتهى بالانتخابات لأن الكونجرس سيطالب بالتحقيق. غير أن هناك من يرى بأنها قد تفوز بعد أن وعدها رئيس اللوبى الصهيونى «جاك روزان» بالفوز فى انتخابات 2016. وهو الذى سبق ووعد أوباما عام 2012 بالفوز بولاية ثانية فى البيت الأبيض وتحقق له ذلك. كما أنه كان وراء فوز مسبق لرؤساء سكنوا البيت الأبيض. أمر آخر قد يرجح فوز هيلارى وهو أنها سليلة «آل روتشيلد» قطب الإمبراطورية الصهيونية بمعتقداتها التى تطرحها منذ ثلاثة آلاف سنة والتى تصنف اليهود كشعب الله المختار بينما غير اليهودى كافر يحل لهم دمه وماله وعرضه.

ستكون الطامة الكبرى إذا فازت كلينتون، فتكفى سياستها حيال سوريا والتى ستؤدى إلى حرب عالمية ثالثة لموقفها إزاء حل الصراع، فهى لا تركز على حرب داعش الذى شاركت فى صنعه ضمن فريق إدارة أوباما، كما أنها تدعم إقامة منطقة حظر طيران ومناطق آمنة على الأرض السورية ،وهو ما قد يؤدى عندئذ إلى مواجهة مباشرة مع الطائرات الحربية الروسية. كما أنها كانت أكثر المتآمرين ضد الدول العربية، فهى التى ضغطت بقوة للتدخل العسكرى فى ليبيا لتغيير النظام وكانت أداة نشطة لنشر الفوضى والميليشيات المسلحة فى منطقة الشرق الأوسط.

عامة لقد ثبت أن ترامب وكلينتون شر مستطير يجمعهما قاسم مشترك ألا وهو دعم إسرائيل حتى النخاع. يعزز هذا ما صرح به ترامب مؤخرًا من أنه يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وزيادة المساعدات العسكرية المخصصة لها والوعد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. واليوم نقول بإمكان أى مراقب أن يدرك بأن الانتخابات الأمريكية هذه المرة تختلف كلية عن أى انتخابات رئاسية جرت فى السابق. إذ إن انتخابات اليوم يتنافس فيها وجهان شائهان حيث إن كلا منهما طاعون قاتل وقانا الله وإياكم منه.