رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ تصويت مصر «المزدوج» في مجلس الأمن حول سوريا، هناك «تباعد» مصري ـ خليجي، خصوصًا مع السعودية، التي تحاول تجاهل دور مصر، بزعم أنه بمقدورها الحلول محلها، أو قيادة العالم العربي من دون «شراكتها»!

نتصور أن «واقعة مجلس الأمن» لم تكن الأولى، كما أن وقف «أرامكو» لشحنات النفط، أو واقعة «ثلاجة» تونس التي كان بطلها «إياد مدني» لن تكون الأخيرة، في سياق «التجاذبات» المصرية ـ السعودية!

قبل ذلك، كانت «جروزني» العاصمة الشيشانية، ساحة تجاذب أخرى، ولكن في «معركة الفقه والاعتقاد»، عبر مؤتمر «أهل السنة والجماعة»، الذي استبعد الوهابية والسلفية، ما اعتبرته الرياض انقلابًا مصريًا على هذه المدرسة ورعاتها!

قبلها، كانت الانتقادات السعودية تُصَوَّب على القاهرة، لموقفها «الغامض» من الحرب في اليمن، حيث اعتبرته الرياض نكرانًا للجميل، ولم تحاول استيعاب أن مصر تعي تداعيات التورط، في حرب لا ناقة فيها ولا جمل!

المؤسف أنه في المقابل، تابعنا مقالات وتغريدات، صدرت عن مسئولين أو أشخاص معروفين بقربهم من مؤسسات صنع القرار، تؤكد أنه «لا جدوى» من الاستمرار في تقديم المساعدات لمن «لا يستحقها»، أو «عمل المعروف في غير موضعه».. الأمر الذي ربما يعبر عما يجيش في الصدور وما يدور في الأنفس!

نعلم أن دول الخليج ـ خصوصًا المملكة ـ سعت إلى دعم مصر ماديًا وسياسيًا ـ منذ ثورة يناير ـ مدفوعة بمصالحها وأجنداتها، أو ربما لأسباب أخرى لا تبدو واضحة، ولكن ذلك لا يعطيها الحق في إملاء شروطها وتوريط مصر في حروب بالوكالة!

ربما تصورت السعودية أن مصر تعيش أوهام قيادة العالم العربي، وأنها لم تعد مهيأة لذلك، بسبب أزمتها الاقتصادية الطاحنة، ولكن تبقى مصر هي مصر، حتى لو لم تكن في أحسن حالاتها، ولا يمكن الخضوع لمزايدات في «بازار» الانتهازية والمراهقة السياسية، بعد أن تحولت المنطقة إلى ملاعب لتصفية الحسابات!

المؤسف، هو تلك المعارك الكلامية التي تحمل على مصر ـ من حين لآخر ـ واتهام القاهرة بنكرانها لجميل المساعدات النفطية والمالية والاقتصادية، التي تتدفق على القاهرة دون انقطاع، منذ ثورة يناير، وتحديدًا منذ الإطاحة بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان.

نعتقد أن القاهرة، تريد الحفاظ على علاقات وثيقة مع السعودية، لكنها لم تستطع التماهي مع الموقف السعودي من الأزمة السورية أو الملف اليمني أو العراقي، وبالطبع الاصطفاف في استعداء إيران، ما أغضب الرياض، التي تريد توافق مصر معها.

نتصور أن ثمة مؤشرات حدثت خلال الفترة الأخيرة، تدل على أن الهوة بين الدولتين تتسع وتتعمق، وأنهما مقبلتان على خريف سياسي، حتى وإن بدت قضية جزيرتي تيران وصنافير محاولة مصرية للإبقاء على العلاقة القوية مع الرياض!

أخيرًا.. يمكن القول إن مصر ليست في أحسن أحوالها، لكنها حتى وهي في أسوأ أوقاتها، تظل «لقمة كبيرة»، تعجز أي «معدة عربية» عن هضمها وابتلاعها، ولذلك نعتقد أنه لا عقوبة للمسيء أقسى من أن يراك قد أحسنت إلى غيره.. حتى لو كان إيران!