رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يشهد العالم هذه الأيام حالة من الاضطراب الأمنى حتى تلك الدول الأوروبية الحاضنة للسلام والديمقراطية، وهو ما دعانى إلى النظر لهذه الظاهرة بشكل مختلف لمحاولة تحليلها والاجتهاد لحلها. حقيقة الأمر وبعدما تم تحريم الحرب بموجب إتفاقية الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وقصر استخدام القوة على مجلس الأمن فى حالات منع العدوان أو تهديد الأمن والسلام الدولى نجد أنه منذ ذلك الحين فإن سياسات العالم قد اختلفت، فقبل أى حرب أو استخدام للسلاح نجد مبررات له – فالدول الكبرى تصطنع لنفسها حالة من المشروعية تسمح لها بذلك العدوان بحجة دفع العدوان ونظرًا لمصالحهم فى تلك المنطقة –الشرق الأوسط– والتى يغلب فيها الدين الإسلامى فقد اتخذوا من الفكر المتطرف حليفًا لهم فدعموه بالسلاح والمال للتخريب فى تلك المنطقة فحتى إذا ما شب عود تلك الجماعات وقويت شوكتهم شكلت تهديدًا لهم ولأمنهم الوطنى. وإذا نظرنا لما يحدث الآن أخذين فى الاعتبار وجهة النظر السابقة، يتبين لنا أن فى ظل انتهاء ولاية الديمقراطيين -أوباما وحزبه– وقدوم ولاية الجمهوريين مرة أخرى –بوش وحزبه– نجد أنه لا بد من وجود مثل هذه الهجمات حتى يستطيع الجمهوريون ممارسة سياستهم «استخدام القوة» بشكل يتوافق مع الشرعية الدولية، فالديمقراطيون يستخدمون أسلوبًا آخر فى الهجوم وهى القوة الناعمة من ديمقراطية وحقوق إنسان فى دول تشبعت بالديكتاتورية وإهانة الإنسان ، فببث تلك المبادئ التى هى فى طبيعتها حق فى شعب نشأ على عكسها ساعيًا وراء قوت يومه يحدث ذلك بلا شك اضطرابًا وفوضى كما هو الوضع الآن. وعليه فقد أدى الديمقراطيون دورهم كما يجب أن يكون فى ظل ما سمى بثورات الربيع العربى، والآن وقد أصبحت معظم الدول العربية تعانى من صراع داخلى مسلح يأتى الدور على من يستخدم السلاح لمواجهته «الجمهوريين»، بعدما يتوافر لهم الحجة لذلك مثلما فعلوا من قبل فى العراق. فبعد أحداث فرنسا – التى صنعوها هم بنشر ما يستفز المسلمين بالتعرض لمعتقداتهم ونبيهم بحجة حرية الرأى والتعبير «أسلوب الديمقراطيين» نجد تصريحات الرئيس الفرنسى بعد اجتماعه مع نظيره الأمريكى أنه يجب مواجهة الإرهاب فى معاقله والدول العربية الآن بما تشهده من صراع وقتال من داعش وقاعدة وإخوان وغيره هى معقل الإرهاب. لذا من المتوقع أن تزيد هذه العمليات والهجمات تمهيدًا لقدوم الجمهوريين لتصبح لهم الحجة والشرعية لاستخدام السلاح واللجوء للحرب، وهذا هو الإرهاب الفكرى. خلاصة القول: إنه يجب علينا أن نفوت عليهم الفرصة للنيل منا بأن نوحد جهودنا ليس بالعنف والقتال من أجل سلطة أو حكم بل بالدعوة إلى مكارم الأخلاق والتعايش السلمى كما قال سبحانه «وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، مع الحفاظ على القوة والهيبة فى شكل الدولة التى بانهيارها ينهار الدين والدنيا وينتشر العنف والإرهاب.

مستشار قانونى