عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما زلنا نقف على أطلال البيت الشهير: «قم للمعلم وفِّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا»، رغم اعتقادنا أنه لو كان أمير الشعراء أحمد شوقي يعيش في زماننا، لما كتب «بيته الخالد»، بل ربما أطلق صرخة استغاثة مدوية، من خلال أبيات ساخرة ممزوجة بالمرارة، إلى أولي الأمر وأولياء الأمور، من فشل المنظومة التعليمية!

مقولة «شوقي»، أصبحت ـ باعتقادنا ـ مجرد «أكذوبة»، نتذكرها كل عام، في الخامس من أكتوبر، بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، الذي أصبح يعاني، على كافة المستويات.. تمامًا، كما هي الحال بالنسبة لقطاعات أخرى لا يُستهان بها، من وضع مزرٍ، ونقص تقدير، واحترام!

المعلم، هو أساس العملية التعليمية، والعمود الأساسي لنهضة الحضارات، والاهتمام به من عدمه هو مقياس تقدم أي بلد، لكنه ـ مع الأسف ـ في مصر، لم يحصل على أيٍّ من حقوقه، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على عمله وأدائه لرسالته السامية.

نتصور أن الحالة النفسية بالاستياء لدى المعلمين، تعد نتيجة طبيعية، في ظل الانحدار الثقافي وقلة التقدير، المسيطرَين على المجتمع، ما يتطلب العمل على عودة التربية قبل التعليم لتنشئة جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية.

المعلم في مصر، تحمل كثيرًا من النقد، بلغ في بعض الأحيان حد الاستهزاء والسخرية، وفي أحايين أخرى حاول البعض تحويل مهمته، من تعليم الأجيال إلى مهن أخرى، لا علاقة لها بالتربية أو التعليم!

العالم كله يحتفي بالمعلم، باعتباره «أساس بناء الأوطان، وتقدم الدول وباعث نهضتها»، لكن عندنا في «المحروسة»، أصبح مناسبة لتجديد أوجاع ومعاناة المعلمين ـ الذين يبلغ عددهم مليونًا و250 ألفًا ـ خصوصًا في ظل تدني المرتبات وانتهاك الكرامة وفرض الحراسة على نقابة المهن التعليمية.

من الإنصاف القول إن كثيرًا من المعلمين أسهموا في صنع هذه الصورة البغيضة، من خلال الجشع وانعدام الضمير، أو إعطاء الدروس الخصوصية، بسبب تدني الرواتب التي يحصلون عليها، والتي لا تكفي الحاجات الضرورية للعيش، أضف إلى ذلك ضعف المستوى العلمي والثقافي عند كثير منهم!

لعل من المفارقات العجيبة أن مصر تحتل المرتبة قبل الأخيرة من بين 140 دولة، في مؤشر التنافسية في مجال التعليم لعامي 2015 ـ 2016، وهذا ربما يرجع إلى أن المعلم في بلادي، يعاني التهميش المادي والمهني والاجتماعي، مما انعكس بشكل مباشر على منظومة التعليم، التي ينبغي أن يرتكز جوهرها على تطوير مهاراته وأدائه.

أسئلة كثيرة حائرة في ذهني حول صورة المعلم الآن؛ خصوصًا أن بعض الدول تربط احتفالها بالمعلم بحدث وطني مهم يتعلق بالتربية والتعليم، كما تختلف الفعاليات في بلدان العالم بطرق الاحتفال، لا أقلها من جعله يوم إجازة رسمية، وزيارات خاصة من التلاميذ للمدرسين المتقاعدين والمرضى، أو إرسال بطاقات وتقديم بعض الهدايا الرمزية  والورود، أما في معظم بلداننا العربية فلا عزاء للمعلمين!

ما يؤسف له أننا لا يمكننا عقد أي مقارنة مع حال المعلمين في الخارج، خصوصًا إذا علمنا أن دولة أوروبية صغيرة مثل لوكسمبورج، يحظى فيها المعلم بأعلى راتب في العالم، وبالطبع يمكننا استنتاج آخر 10 دول في ذيل القائمة، والتي لن تخلو في مجملها من العرب، حتى أنه ربما يكون مجرد ذكرها كمن يهتك عرض وشرف أسمى مهنة في الوجود!!

[email protected]