رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشعر بنوع من الإهانة، كلما قرأت لواحد من وزراء التموين المتعاقبين في الدولة، أن مخزون القمح ..مثلاً ..يكفي استهلاكنا لستة أشهر، أو أن مخزون السكر يكفي استهلاكنا لأشهر أخري أكثر أو أو أقل ، وينطبق  الكلام بالطبع علي كل سلعة من السلع التي نقول عنها أنها سلع استراتيجية !

سوف يقول قائل هنا : وماذا في ذلك؟.. إن هذا شيء يجب حسابه للحكومة ، لأنها ، والحال كذلك ، حريصة علي ضمان الغذاء لمواطنيها لأطول فترة ممكنة!

وسوف أقول إن هذا المنطق سيكون صحيحاً ، وسيكون في محله بالضبط ،  لو أن حساب البطن يتوازي عند المسئولين  الذين يعنيهم الأمر في البلد ، مع حساب العقل ، لا أن يتأخر الثاني ، بل ينسحق تحت أقدام الأول !

وحتي أكون واضحاً سوف أضرب مثالاً يجعل الحكاية واضحة كالشمس أمام كل ذي عينين ..ففي اليوم نفسه الذي كان وزير التموين يقول فيه ان مخزون القمح يكفي كذا من الشهور ، كان وزير التربية والتعليم يقول ، أن وزارته في حاجة الي خمسين ملياراً من الجنيهات ، لحل مأساة الكثافة في الفصول  !!

... وأنا أصفها بأنها مأساه ، وأعني ما أقول تماماً ، لأني سمعت من وزير التربية والتعليم نفسه ، العام الماضي ، أن عدد الطلاب في بعض مدارس الجيزة يصل الي مائة وعشرين طالباً !!..فهل يتخيل أي واحد منا شكل فصل دراسي يجلس فيه مائة وعشرون طالباً لساعات ليتلقوا العلم ؟!

هل نتخيل الشكل ؟! ..وهل انتبهنا الي أن المحافظة التي تشهد هذا المنظر

البائس ، هي الجيزة الملاصقة للعاصمة ، وليست كفر الشيخ ..مثلاً ..ولا هي سوهاج ، أو البحيرة ؟!

لم يكن حديث وزير التموين عن حساب البطن ، ليلفت نظري ، لو أن حساب العقل

لدي زميله في الحكومة نفسها كان علي شيء من الاعتدال ، ولم يكن علي هذه الدرجة من الخلل الفادح والفاضح معاً !

ثم أرجو أن تلاحظ من فضلك أن وزير التربية والتعليم يتحدث عن مجرد الكثافة في الفصول ، ولا يتحدث عن المناهج أو المقررات ، ولا عن المدرس ومدي تأهله لأن يقف أمام تلاميذه ويعطيهم ما لديه من علم!

لا يتحدث الوزير عن عملية تعليمية مكتملة ، بعناصر ثلاثة تبدأ من المدرس ، وتمر بالمقرر ، وتنتهي بالمدرسة ..ولكنه بالكاد يتكلم عن الفصول ، وعن الأوضاع المأساوية فيها !

حساب البطون لا غبار عليه أبداً ، إذا كان حساب العقول في مكانه الصحيح ، داخل قائمة أولويات الدولة ، فلا يكون في ذيلها هكذا !..

سيادة الرئيس ..أنت بالقطع تعرف أنهم لما سألوا « لي كوان يو « الذي خلق سنغافورة من عدم ، كيف بناها ، قال أنه ليس هو الذي فعل ذلك، وأنه فقط بني الإنسان السنغافوري، فتولي هو بناء بلاده !!.. وقد كان بناء الإنسان هناك بالتعليم، ثم بالتعليم، ثم بالتعليم ..لا بالقمح، ولا بالسكر !