رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

فى عصر العلم، كما كان يُطلق عليه عالمنا الكبير الراحل الدكتور أحمد زويل، نتابع ما يحدث فى جامعاتنا موطن العلم والعلماء بأسى شديد عبر حالة من حالة من الاستسهال والتلفيق والانفلات من العمل العلمى الوطنى الجاد، بعد أن اكتفينا أن يكون لدينا مجموعة من العلماء تعمل فى جزر منعزلة.. وظلت جامعاتنا بدون منظومة لإدارة التطوير، أو وجود قاعدة علمية قابلة لأن تتسع حلقات إنتاجها لتشمل كافة مناحى العلم والمعرفة، وبات توصيف حال الواقع العلمى لمؤسساتنا العلمية والبحثية يشير إلى الاكتفاء بدور المستهلك لعلوم الغرب ومنجزاته الفكرية، ولا ينشغل بالتفكير فى إنتاج علمى وبحثى وطنى..

يُقال دائماً إن الجامعة الحصن والملاذ للعقل الإنسانى وهى بيت العلوم وموقع التجريب والبحث والنشر العلمى، ومن قبل ومن بعد الحضن والحضّانة الأهم للتربية والصعود الإنسانى بالأخلاق والقيم..

وبرغم كل ما تقدم لا ينكر أحد أن الجامعات فى مصر قد قامت بدور رائع فى بناء الذات القومية، وتكوين اللبنات الأهم فى تشكيل الهوية الثقافية للإنسان المصرى، وتنمية الوعى السياسى والأخلاقى والقيمى لديه، وإعلاء مشاعر الانتماء العليا للوطن..

انطلاقاً من ذلك التفهم لماهية الجامعة ودورها كان لموقع الجامعة المكانى منذ بداية النشأة تلك الهالة من الاحترام والتبجيل فى نفوس المنتمين إليها حتى أصبحنا نطلق على مقرها مصطلح «الحرم الجامعى» تشبهاً بمواقع العبادة فى إشارة لأهمية الحفاظ عليها من غارات الفساد والمفسدين..

إن المجتمع الجامعى وبعد مرور أكثر من قرن من الزمان على إنشاء الجامعة الأم، بات من المفروض تراكم مجموعة رائعة من القيم الإيجابية الرئيسية لديه لعل من أهمها: الحفاظ على المسئولية الأخلاقية للأستاذ الجامعى والدفع نحو اتساع مساحة الحرية والأكاديمية والبحثية والمنهجية..

الآن السؤال الذى بات مطروحاً بقوة لماذا تتزايد ظاهرة السرقات العلمية بهذا الشكل الذى يهدر كل ما نتحدث عنه حول ضرورة الالتزام بالقيم والأعراف الجامعية، وبما تشكله تلك السرقات من رسم ملامح الشك والريبة حول مدى أعداد المدرسين والأساتذة فى المعامل ومواقع الدرس والتعليم من الحاملين لشهادات الماجستير والدكتوراه المشكوك فى نسبها العلمى الخالص لهم، وانعكاسات ذلك على مدى نجاح العملية التعليمية وتشكيل أنساق قيمية رفيعة وسامية داخل الحرم التعليمى..

إن من يدعون أن ظاهرة السرقات العلمية لم تصل إلى حد توصيف أنها تشكل ظاهرة لا يدرون أن المشكلة لا تكمن فى مدى زيادة أعداد من يمارسونها، لأنها جريمة لها تبعات غاية فى الخطورة بداية من انهيار القيم، وصولاً إلى وجود أساتذة تم ترقيتهم إلى مناصب ومراكز عليا دون تأهيل حقيقى..

فى النهاية أود التأكيد أنه يعز على أى كاتب، بل وأى مواطن مصرى، أن يختار لمقاله هذا العنوان المتصدر تلك السطور، فجامعاتنا المصرية وعبر تاريخها المجيد وحتى كتابة هذه السطور يقوم بإدارتها والتدريس بها نخبة رائعة من الأساتذة الشرفاء، ولكن ما تشهده قاعات مناقشة الرسائل والبحوث العلمية ولجان التقييم العلمية من اكتشاف حالات اقتباس ونقل وسرقة وخروج عن قيم البحث العلمى وقوانينه أمر يحتاج إلى المواجهة والتصدى بعد أن باتت الظاهرة تلوث ثوب الجامعة المصرية الأبيض..

 

[email protected]