رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

انتهت أيام عيد الأضحى.. فماذا لو كانت الدولة والحكومة انتهزت فرصة العيد.. وخلال اجتماعاتها المتتالية قبل العيد وضعت خطة لإشعار الناس بالعيد.. إنه ليس عيداً عادياً.. نحن فى (جمهورية ثالثة) لنا تقاليد جديدة لكى نفرح معاً جميعاً بأيام مفترجة.. ماذا لو كانت الحكومة بإشراف الرئاسة قررت جمع كل ما فى صناديق النذور والزكاة من كل المساجد وقامت بتوزيعها على المرضى فى المستشفيات.. وعلى مسنين ومسنات فى دور الإقامة.. توزيع النقود فليس عندنا الآن رفاهية الورود والشيكولاتة!!

عندكم بنك ناصر، على علم ببعض من يستحقون فعلاً.. وهناك دور اليتامى.. والمسجونات خاصة الحاضنات.. وغيرهم.. البحث عن معدومى الدخل مسئولية الحكومة.. ومن بدرى.. قبل العيد بأسابيع.. لم يعد اللحم وثلث الخروف وحكاياتنا القديمة تتفق مع حالاتنا الآن.. لا أريد أن أفتى وأقول إن حفنة جنيهات فى يد رب الأسرة أو المرأة المعيلة خير لها ولأبنائها من فخذة بقوة أو كتف خروف!!

(...)

بعد ثورتين تناديان بالعدالة الاجتماعية لابد أن يتغير تفكيرنا وتتغير عاداتنا.. وكان العيد فرصة ليشعر الناس بأن السلطة تغيرت.. أو أن السلطة لا ترفع شعارات بل تنفذ هذه الشعارات.. هذا يقتضى أن تكون بجوار السلطة من يفكر ويخترع ويقرأ ويقتبس.. وتحت السلطة من ينفذ ويعمل ويتعلم!!

(...)

قالها أحمد بهاء الدين فى كتابه الشهير (الإنسان حيوان له تاريخ).. الإنسان ليس حيواناً ناطقاً.. فكل الحيوانات تنطق ولها لغتها.. ليس حيواناً عاقلاً.. فكل حيوان له قدرة ولو قليل جداً من الذكاء.. الحمار لا ينسى عنوان الزريبة أو أى عنوان ذهب إليه ولو مرة.. الوصف الدقيق الذى وصل إليه أحمد بهاء الدين للإنسان هو أنه (حيوان له تاريخ).. الإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يستفيد من التاريخ.. ولكن الفأر مثلاً مازال يبحث عن قطعة الجبن حتى لو كانت داخل المصيدة!!

(...)

قالوا لى:

بدلاً من البحث والدوخة ولم نقود من هنا وهناك ماذا لو قررت الحكومة ببساطة شديدة صرف ولو ربع مرتب - بلاش نصف- ربع مرتب لموظفى الدولة.. وممكن تعويض هذا المبلغ من صناديق النذور والزكاة فى كل مساجد مصر.. وقد أفتى يوماً أحد كبار العلماء بأن (الموظف فى هذه الأيام تجوز عليه الزكاة)!!

هذا كلام سليم.. خاصة أن صناديق النذور والزكاة رغم ضخامة حجمها لا تذهب إلى المستحقين.. وكلنا يعلم ذلك.. وهذه قصة أخرى سبق أن كتبتها أكثر من مرة فى أكثر من جريدة.

نعم، هذا كلام سليم ولكن أقصد بمقترحاتى السابقة أننا بعد ثورتين رائعتين لابد أن تستمر (الحميمية) والحب بيننا.. يوم تلتف الأسرة حول رب الأسرة فى حب وإخاء.. ونحب سابع جار.. والموظفون فى مكان واحد يشعرون بأنهم أخوة قبل أن يكونوا زملاء.. هنا ستعود مصر زمان.. حلم الملايين.. المهم البشر وليس الحجر!!