رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حالة من البهجة العظيمة والحيرة الكبيرة وضعتنى فيها قناة « ماسبيرو زمان» تلك التى سيطرت عليّ خلال الفترة الأخيرة، والتى تتكون من تراث ضخم من برامجنا التليفزونية، فالبهجة الوجدانية التى حصلت عليها من هذا الكم الكبير من البرامج والتى ترى فيها قوة الحوار والثراء الفكرى والإبداعى لنجوم هذا العصر فى جميع المجالات، واللقاء مع أشخاص هم الأساس فى تكوين عقولنا وثقافتنا نحن المصريين، كتّاب ومفكرين وشعراء ومخرجين وممثلين، ستجد الجميع مبتسما والجميع يتحدث بعمق ووعى وحب كبير، ومع أن تلك الحلقات تظهر كيف كانت الإمكانيات والتى نرى فيها الجميع « ينز» العرق على صدغيه نظرًا لفقرها حينذاك، وستجد أن هؤلاء هم من يعبرون عن الأمة المصرية حينها وبالتالى الشعب المصرى، فالجميع فى حالة من الوعى الثقافى على مستوى الضيوف المدركين لدورهم ولكل كلمة تخرج من عقلهم وليس أفواههم، وكل منهم مؤسسة ثقافية كاملة فى مجاله، فتستمتع بحلقات حية للعملاق توفيق الحكيم  والعبقري صلاح جاهين والاستاذ هيكل، وحوارات أخري مع المهندس حسن فتحى وطه حسين وعبد الحليم حافظ، والمذيعين الذين يقودون الحوار بدماثة وفكر مثل فاروق شوشة وطارق حبيب أو المذيعات مثل ليلى رستم وأمانى  ناشد.

وبعيدًا عن فكرة «النوستالجيا» والحنين للماضى وعدم جدواها الآن، أو التى يعتبرها الكثيرون شماعة يعلق عليها كل فشل نراه فى حياتنا اليومية الآن، لكن «ماسبيرو زمان» وضعتنا أمام أنفسنا نحن «مصريون» هذا الزمن أى الالفية وما بعدها، وبكل ما نمتلكه من تطور وأدوات تواصل واتصالات، لكن الروح التى نتعامل بها والطريقة العشوائية التى نتحرك بها سواء على شاشات التليفزيون وقنواته أو داخل البيت المصرى على مستوى الأسرة أو المدرسة ودواوين الحكومة أو على أرض الشارع من باعة ومشاجرات وعدم احترام للمرور ....إلخ.

لقد أصابتني « ماسبيرو زمان» بجرح كبير وحيرة عظيمة، وأظهرت الفجوة الزمنية والثقافية والتعليمية  التى عشناها نحن المصريين والتى كان عليها آباؤنا وروادنا فى جميع المجالات، أو كان عليها الأمس القريب، وكأننا لم نتعلم شيئًا، أو يوجد شعب آخر تم اخفاؤه بقدرة قادر ومجىء شعب آخر تستطيع أن تراه فى كل مجالات الحياة حولنا، شعب لا يفكر ولا يستمتع بحياته ولا يتحدث بهدوء أو يستمع بأذن منفتحة لكل الآراء.

اعرف الكثير مما حدث لنا خلال الفجوة الزمنية الغابرة، لكنى لا اعرف هل هذه النتائج وهل نحن ابناء هؤلاء العظام، وأنا لا اقصد الحديث  على المنتج من فكر وثقافة وإبداع وبرامج إعلامية، لكن على مستوي السلوكيات وطريقة التكلم والحوار بين المصريين فى كل مكان.

لقد اظهرت «ماسبيرو زمان» لنا عمق وفداحة ما حدث لمصر، وما تركناه بسهوله أو تم بيعه لحساب آخرين، وأن تكون النتيجة هي هذا المواطن المصري الذى لم يعد يتبسم ببراءة أو يتحدث برفق أو ينصت للكلمات بأدب أو يريد أن يتعلم أسس الحياة بكل حب وفهم.

لقد جذبت « ماسبيرو زمان» جمهورا جديدا يبحث عن نفسه أو عن عقله ووجدانه الذى شتت وضاع وسط الآلاف من البرامج والوسائل، واتمنى أن تكون شمعة صغيرة لإعادة تشكيل وجدان الإنسان المصرى الذى نحلم به.

[email protected]