رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الذى يمكن أن يقوله الواحد منا، عما حدث فى كمين العجيزى هذا الأسبوع؟!

الكمين المقصود هو أحد كمائن الشرطة فى مدينة السادات بالمنوفية، وفى صباح الأحد الماضى، أطلق «مجهولون» الرصاص على القوة المتواجدة فيه، فقتلوا مساعد شرطة، وجنديًا، وأصابوا ثلاثة آخرين من الجنود، واثنين من المواطنين شاء حظهما العاثر أن يمرا من أمام الكمين وقت الحادث!

وإذا كنتُ من جانبى، قد وضعتُ كلمة «مجهولون» بين أقواس، فلقد قصدت ذلك تمامًا، لعل الذين يعنيهم أمر أرواح ضباطنا، وجنودنا فى الكمائن، ينتبهون، إلى أن هؤلاء المجهولين يفرون فى كل مرة يهاجمون فيها كمينًا، دون أن يُصاب أى منهم بخدش، فضلاً بالطبع عن أن يسقط قتيلًا، أو مصابًا، فى مكانه!

غير معقول.. فكل الكمائن التى هوجمت، كان أفراد الشرطة المتواجدون فيها، يتعرضون للهجوم الغادر، والمباغت، والمفاجئ، بالطريقة نفسها، بما يعنى أن أداء الجنود فى أماكنهم، من خلال تلك الكمائن، فى حاجة إلى مراجعة شاملة، وسريعة.

إننى أمر على كمائن كثيرة، فى أكثر من مكان، وأحاول فى كل مرة، أن أدقق النظر فى الطريقة التى يقف بها أى فرد من أفراد الشرطة، فى مكانه، وألاحظ فى كل مرة أيضًا، أن فرد الشرطة الواقف فى الكمين يضع سلاحه إلى جواره، ثم ألاحظ كذلك، أنه فى الغالب يكون مُنشغلاً إما بسماع أغنية من موبايل فى يده، وأحيانًا من راديو صغير، وإما باللعب على شاشة الموبايل نفسه!

وما تعلمناه، خلال فترة الخدمة العسكرية، يقول عكس ذلك على طول الخط!

إنه يقول إن الجندى الواقف فى كمين يؤدى خدمته، لابد أن يكون سلاحه فى يده.. لابد.. ثم لابد من شىء آخر أهم، هو أن يكون إصبعه على الزناد، طوال الساعات الست التى يقف فيها فى المكان.. وإلا.. فكيف يمكن أن يتعامل مع أمثال هؤلاء المهاجمين فى كمين العجيزى؟!.. هل يتوقع منهم، أنهم سوف ينبهونه مثلاً، قبل أن يطلقوا الرصاص عليه؟!.. إن العملية كلها، فى مثل حادث العجيزى، أو غيره، تستغرق أقل من دقيقة، ففى ثوان، يكون المهاجمون قد أفرغوا رصاصاتهم، وفروا بعيدًا عن المكان تمامًا.

إن لنا أن نتصور مساعد وجنود الشرطة الذين سقطوا فى العجيزى، بين قتيل وجريح، وقد وقف كل واحد منهم، ابتداء، فى كامل يقظته، بينما سلاحه فى يده، وبينما إصبعه على زناد سلاحه.. هل كانوا سوف يسقطون بهذه الطريقة وكأنهم عصافير يطاردها صياد؟!.. وهل المهاجمون سوف يفرون من موقع الحادث بالطريقة التى فروا بها؟!

مستحيل!.. فالمنطق يقول؛ إن معدل القتل أو الاصابات، بين طرفين فى أى معركة، لابد أن يكون متكافئًا، أو حتى يكون قريبًا من حيث حصيلته على الجانبين، لا أن يكون المعدل مائة فى المائة؛ أو أكثر، أو أقل، على طرف، ويكون صفرًا على طرف آخر!

راجعوا طريقة أداء أفراد الشرطة لخدمتهم، فى أماكنهم، وبسرعة يرحمكم الله، فالمهمة المقدسة للشرطة فى بلدنا، تتطلب ذلك، وتفرضه!