قد يكون العجز فى أحياناً كثيرة نفسيا وعقليا وليس بدنيا.. قد تشعر أنك مكتوف الأيدى والأرجل وأنت تتمتع بكامل صحتك.. قد تشعر أن مشاق الحياة تزداد يوماً بعد يوم وأنت عاجز عن الخروج من المأزق.. قد تنام وتصبح وأنت يائس وعلى يقين أنك ستظل فى مكانك لشهور أو ربما لسنوات، وأنه ليس لديك ما تفعله.. ربما تكون قد سعيت للتغيير وفشلت مرة أو أكثر.. وربما لم تسع من الأساس.. وربما ما زلت لا تعرف بعد ما تمتلكه أنت ويفتقده الآلاف غيرك.
قد تبدو كلمات فلسفية تبتعد عن الواقع وآلامه، ولكنها فى الحقيقة كلمات أقولها أحياناً لنفسى قبل أن أتوجه بها لأى يائس يرى العالم من حوله كئيبا ومحبطا.. لا أحد يملك المصباح السحرى ولا أحد سيأتى لك يوماً بالفرصة الذهبية التى طالما انتظرت قدومها.. نحن من نسعى للفرص ونحن من نستغل وجودها ونحن أيضاً من نضيعها.. لن يجعل منك إنسانا ناجحا سوى عقلك ولن يسعدك سوى ذاتك.. عقلك الذى ترهقه فى أوقات كثيرة فى كل ما هو تافه وأنت لا تشعر.. عقلك الذى لا تقدر قيمته.
أحلم يوماً بتحقيق حلم يراه العالم من حولك مستحيلا، وتراه أنت ممكنا فقط لأنك قررت أن تكون مؤمنا بذاتك.. الإيمان بالذات أقوى طرق النجاح على الإطلاق لأنه ببساطة لا يجعل صاحبه يرى الفشل مهما فشل.. سيكره صاحبه الواقع ويرفضه، فقد عاش حالما محلقا فى السماء إلى أن أتى اليوم الذى طالما أنتظره طويلاً.. اليوم الذى يهبط فيه من السماء إلى الأرض ليرى نفسه فى المكان الذى تمنى أن يرى نفسه فيه منذ زمن بعيد.. فقط لأنه آمن بذاته.
فى طريق الحلم قد تتيسر لك السبل، وقد تزداد أمامك العوائق، ولكن فى النهاية أنت من بيدك دائماً دفة السفينة.. فلا تضيع فرصة كانت بيدك يوماً أن تستغلها وفشلت.. وتذكر أن من سبقوك لم يتوقعوا يوماً النجاح، هم فقط آمنوا به فى أعماقهم.. هم فقط تصوروا أنهم قادرون على تحقيقه.. هم فقط أدركوا أن الفشل ليس عكس النجاح بل هو جزء منه.. أرجوك لا تيأس ولا تستسلم مهما طال الطريق وزادت عثراته.. ما زال فى العمر ما يستحق أن تعافر لأجله، وما زال حولك من يستحق أن يرى فيك النجاح والقدوة.. وأخيراً لا ترضى إلا بما تستحق..
تفاءلوا بالخير تجدوه.