رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا يكاد يوم يمر، إلا ويسقط فيه ضابط أو جندى شهيداً، فى العريش مرة، وفى الشيخ  زويد مرة.

وإذا لم يكتب الله الشهادة لمثل هذا الضابط أو الجندى، فإنه يصاب فى جزء من جسده، بعد أن يكون على وشك أن يصبح شهيداً.

وإذا دل ذلك كله على شىء، فإنما يدل على حجم المعركة التى يقودها جيشنا العظيم فى سيناء، وخصوصاً فى قطاع شمالى منها، هو بالكاد محصور بين رفح شرقاً على حدودنا مع فلسطين، وبين العريش غرباً... وما عدا هذه المساحة تظل سيناء كلها آمنة، وتظل قواتنا المسلحة قادرة، بعزيمة صادقة منها وبتأييد من الله، على فرض الأمن فيها، ولو أخذ الأمر بعضاً من الوقت.

وفى حديثه التليفزيونى، الذى أجراه الرئيس أثناء الاحتفال بمرور عامين على توليه الحكم، حرص الرجل على أن يركز على هذا المعنى، وأن يبرزه..  معنى أن مساحة سيناء 66 ألف كيلو  متر مربع، وأن المشكلة  مع الإرهاب فيها، إنما هى هناك فى تلك المسافة الممتدة بين رفح، و العريش، وأن ما عدا ذلك آمن، ولا شىء فيه، وهو  معنى كنت قد أشرت إليه فى حينه، وقلت إن على الإعلام أن يأخذه عن الرئيس، وأن يظل يوضحه أمام الذين يصممون فى الخارج، وأحياناً فى الداخل، على أن يشوشوا على سيناء بالكامل، بل وعلى مصر من أقصاها لأقصاها، وكأنه لا إرهاب فى العالم، إلا عندنا نحن!

جيشنا يخوض معركة كبرى، دفاعاً عن كيان وطن، وهى معركة لابد أن تكون موضع مساندة، وموضع دعم، من كل واحد فينا، وأن يكون كل مواطن بيننا على يقين، من أن هناك رجالاً يستشهدون، ويصابون فى كل صباح، من أجل أن يعيش المصريون بكرامة على أرضهم، وفى بلدهم، وبين أحضان  وطنهم الأم.

وكم أتمنى لو أن وسائل إعلامنا، مكتوبة ومرئية، قد أعدت بروازاً على صفحاتها، أو فوق شاشاتها، تسجل فيه يوماً بعد يوم، أسماء هؤلاء الرجال الأبطال، ليكونوا فى البال طوال الوقت، وليكون المواطنون جميعاً على موعد ثابت مع قائمة من قوائم الشرف كهذه، إذا ما أراد كل مواطن منا، أن يرى بعينه فى كل لحظة، أن الذين يتربصون بهذا البلد من خارجه، أو حتى من داخله، يجدون فى انتظارهم أبطالاً من الجنود والضباط.

وإذا أردنا دليلاً حياً على ما أقول، فليس مطلوباً منا إلا أن نراجع كلام  الضابط البطل محمود الكومى، الذى كان قد فقد قدميه، وإحدى عينيه، فى واحدة من معارك الشرف تلك.. ففى يوم تخريج دفعة جديدة  من رجال الشرطة، قبل أيام، وضع الرئيس قُبلة مستحقة، على جبين الكومى، الذى تمنى لو يعود بسلاح إلى حيث فقد قدميه، وإحدى عينيه، فيقاتل أهل الإرهاب هناك  من جديد حتى يفنيهم أو يستشهد!

روح الكومى، فى مثل هذه العبارة، هى بالتمام روح كل ضابط، وكل جندى، وهى بالتمام أيضاً، التى تصد إرهاباً من وراء إرهاب، عنا، فى كل يوم.

ما أريد أن أقوله، إننا ونحن نطالع أخبار الاستشهاد، أو الإصابة، لا يجب أبداً أن  نمر عليها سريعاً، ولا أن نعبر من فوقها، كما نعبر من فوق الأشياء العادية فى حياتنا، لأنها ليست عادية بالمرة، ولأن الخطأ والخطر معاً، هما فى أن نعتاد على مثل هذه الأخبار، وأن تصادفنا فى الجرائد، فنتجاوزها بسرعة إلى غيرها.

أقل واجب مع جيشنا  الباسل، أن نكون ظهيراً له على الدوام، وهو يخوض معركة بقاء للبلد، وأن يكون شهداؤه ومصابوه، أحياء فى وجداننا دائماً، وألا نعتاد أبداً على أخبار الاستشهاد أو الإصابة، فالاعتياد عليها، مرة أخرى، خطأ وخطر .