رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

بات شعار «المصلحة تجب كل شىء»، هو الشعار الذى سيطر على أردوغان فى تحركاته مؤخرا، والتى تبنى من خلالها منطق المصالحة مع كل من روسيا وإسرائيل، وهى الصفقة المزدوجة التى تمت فى توقيت واحد وجاءت لتؤكد أن المصلحة هى التى توجه تحركات أردوغان البراجماتى، وتأتى منسجمة مع طبيعته البعيدة كلية عن المبادئ. ومن ثم بادر فاعتذر لروسيا عن اسقاطه لطائرتها العسكرية فى نوفمبر الماضى. وهو الاعتذار الذى أراد من ورائه تقليص الخسائر التى منيت بها تركيا بعد الانهيار الذى لحق بها فى الداخل بعد أن أدت العقوبات التى فرضتها روسيا إلى نسبة تراجع كبيرة فى القطاع السياحى والتبادل التجارى.

لقد أدرك أردوغان البراجماتى أنه أخطأ عندما أساء التقدير بالنسبة لقوة القطب الروسى ممثلا فى الرئيس بوتين، تماما مثلما أخطأ عندما التحف بمشروع الاخوان الطائفى، واحتضنت دولته قيادات هذه الفئة الباغية، بل إنه أجرم فى حق سوريا عندما احتضن الجماعات الارهابية كـ«داعش» والنصرة ودعمها بالمال والسلاح والتدريب والإيواء للعبور إلى سوريا تنفيذا للمهمة التى راهن عليها ألا وهى الاطاحة بالنظام السورى. وبالتالى لن ينسى له أحد أنه ساهم فى قتل الشعب السورى من خلال دعمه للمعارضة المسلحة السورية التى يطلق عليها تجاوزا معارضة معتدلة!!.

واليوم نتساءل: هل جاءت لحظة الحقيقة وأفاق أردوغان وأدرك أنه أوقع نفسه فى براثن الخطيئة ، عندما سلط حربا شعواء على سوريا من أجل اسقاط الدولة؟ هل يمكن لهذا البراجماتى أن ييمم وجهه صوب المصالحة مع سوريا ليكفر عن آثامه ويطوى صفحة الحرب التى أججها ضدها عبر دعمه للإرهاب الذى سلطه عليها؟ هل يمكن لأردوغان تغيير المسار ليأتى متوافقا مع التغييرات التى عكستها تصريحات رئيس وزرائه مؤخرا حول توجه تركيا نحو زيادة الأصدقاء وتقليص الأعداء ووصفه للحرب فى سوريا بأنها عبثية ولابد من وقفها؟ هل يمكن أن تكون هناك فرصة لتغيير أردوغان لمواقفه بحيث يسارع بمد يده لسوريا من جديد ويعلن اعتذاره للدولة عما ارتكبه من خطايا تكفيرا عن جرائمه فى حق الدولة شعبا وقيادة. ليأتى هذا ضمن أفق تحسين العلاقات مع كل جيران تركيا بهدف زيادة الأصدقاء والتقليل من الأعداء.

هناك من يعول على بوتين فى ألا يجرى مصالحة كاملة وحقيقية مع تركيا، دون أن يضمن تغيرا جذريا فى سياسة أردوغان حيال سوريا. لا سيما أنه فى أعقاب الاتصال الهاتفى الذى جرى بين بوتين وأردوغان مؤخرا جاء على لسان أردوغان قوله: (سنقدم على خطوات مهمة فى القضايا الثنائية والاقليمية وسنطور تعاوننا مع روسيا بشكل أكبر). عامة آن الأوان لكى يسقط أردوغان أقنعة الخداع والتضليل ويطهر نفسه من سياسة نوايا الشر حيال سوريا، وهى التى جرت عليه الويلات والتى ظهرت نتائجها عبر العمليات الإرهابية التى اجتاحت تركيا وآخرها العملية الارهابية فى مطار أتاتورك التى أودت بحياة 45 قتيلا وإصابة 239، وجاءت لتؤكد أن ظاهرة الإرهاب آخذة فى الاتساع كما ونوعا لزعزعة سيادة الدول فى الداخل. وهى الوسيلة التى سبق لتركيا أن استخدمتها ضد سوريا، فهل آن الأوان لأردوغان أن يتعظ ويفيق من غشيته ويثوب إلى رشده؟