عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرار الأخير لوزارة التربية والتعليم بإلغاء امتحان الديناميكا، وتأجيل باقي امتحانات الثانوية العامة، وتعديل المواعيد، وإحالة المتسببين في التسريبات للنيابة، أعقبه غضب طلابي عارم لم يسبق له مثيل!

الأمر أصبح قضية رأي عام، بعد قرار إحالة وقائع تسريب الامتحانات إلى نيابة أمن الدولة العليا، للتحقيق فيها، نظرًا لخطورة تداعيات وقائع التسريبات، ومساس ذلك بالمصالح العليا للدولة.

تسريب الامتحانات أصبح حقيقة مؤكدة، فلم يكن وهمًا أو زعمًا لمسئولي التعليم، الذين أكدوا أننا أمام مأساة مجتمعية تضر بسمعة اﻷمن القومي، في مشهد عبثي، لم تعهده مصر في العصر الحديث، بتحقيق العلامة الكاملة في الفشل الذريع لإدارة امتحانات الثانوية العامة، وتحقيق أدنى درجات تكافؤ الفرص في الحفاظ على سرية أسئلة الامتحانات قبل انعقاد اللجان.

على رغم تطور وسائل الغش والتسريب، إلا أنه للمرة الأولى يتم تسريب الامتحانات قبل بدايتها.. ومنذ الأيام الأولى للتسريبات، توالت البيانات الرسمية بالقبض على المسئولين عن ذلك، وأعلنت وزارة الداخلية القبض على «شاومينج»، ووالد أدمن صفحة «بالغش اتجمعنا»، اللذين يُعتقد أنهما المسئولان عن التسريبات، إلا أنه تم التكذيب الفوري من قِبَل المسربين الحقيقيين، وذلك بالرد على تلك الادعاءات "عمليًا" بتسريب بقية الامتحانات!

كالعادة، لم تغب شماعة «الإخوان» عن تلك الأحداث، بعد اتهام عدد من نواب البرلمان، «كتائب التنظيم» الإلكترونية، أنها تقف وراء ما حدث ويحدث، في محاولة بائسة من «الجماعة» لتصدير المشكلات في المجتمع، خصوصًا ما يتعلق بالعملية التعليمية!

من خلال رصد ومتابعة ما يحدث، خلال الأسابيع الماضية، ومنذ اليوم الأول للتسريبات، يجب التسليم بفشل منظومة التعليم بكاملها، مع ضرورة إيجاد حلول عملية من خارج الصندوق، باتباع أساليب جديدة في نظام الامتحانات، والتنسيق لدخول الكليات، وتطوير المناهج الرقمية، وإلغاء الاعتماد على الورق، وتفعيل القدرات العقلية والذهنية والإبداع.

لقد أثبتت تسريبات الامتحانات الفشل الذريع والمحقق في التعامل مع الأزمات، لأننا بصدد سلسلة من الجرائم اللاحقة المترتبة على الغش، وانعكاس ذلك على المنظومة التربوية والتعليمية والأخلاقية.

بكل أسف، يمكن القول إن هذه التسريبات سوف تسهم في خلق وتنشئة جيل جديد لا يُرجى منه خيرًا.. جيل بعيد تمامًا عن أي مسئولية، أو عن أي فكر ومعرفة.. جيل يعتمد على الغش في كل حياته اليومية، وهو ما سيؤثر سلبًا بكل تأكيد على مستقبل الوطن.

[email protected]