رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العلماء الحقيقيون لطالما كانت العزة من شيمهم وأخلاقهم، والتواضع تاجًا يُزَيِّن رؤوسهم.. يعتزون بالمُصلحين، يُقِرُّون بفضلهم، ويقدرون مواقفهم.. يتخيرون من آرائهم، ولا ينحازون لفكرهم.

هؤلاء يُنصفون غيرهم من أنفسهم.. يقفون عند حدود علمهم لا يتجاوزونه، ولا يتدخلون فيما ليس من اختصاصهم.. إنهم المتواضعون الذين يدركون أن بضاعتهم في العلم قليلة مهما زادت، وبسيطة مهما عظمت.

الآن.. نعيش في مستنقع «البهتان»، بعد أن ابتلينا بمن يسمون «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على السطح منذ عقدين، وتصدروا المشهد الديني، رغم أن عددًا منهم لا يستحقون أن يكونوا أنصاف علماء!

ربما «اشتباك» أحد «الدعاة الجدد» ـ الذي لا يستهويني كغيره ـ هو ما حفزني على الكتابة عن هذه الظاهرة، بعد إعلانه عن مشاركته في إنتاج فيلم سينمائي، شارك أخيرًا في مهرجان «كان» السينمائي بدورته الـ69.

قد يكون «سوق الدعوة» الآن، كغيره من المجالات، يمر بفترة كساد، ما يجعلنا نتوقع أن نشاهد بعض هؤلاء «التجار» يتحولون إلى مجالات أخرى، لتحقيق الأرباح، بعد أن مُنِي بعضهم بنزيف خسائر لم يتوقف منذ سنوات.

أزعم أنني لستُ واحدًا من متابعيهم، أو المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، في برامجهم التليفزيونية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشوًا في الأفلام الهابطة لضمان شباك التذاكر «كامل العدد».

بعض هؤلاء نجد «بضاعتهم»، الاستخفاف بالدين والإفراط فيه، وسرد بعض القصص واللجوء للتشويق والإثارة والتفاؤل والترغيب بالرحمة والمغفرة والميل إلى المزاح والنكات، على طريقة «الجمهور عاوز كده»!

قد يلجأ بعضهم إلى صنع هالة حوله، أو «شو إعلامي» يحيط به، أو ربما يكون «ستايل» الملابس الغريب، مدخلًا إلى قلوب المتلقين، أضف إلى ذلك استخدام كلمات و»إفيهات» قد تُطرب الآذان.

«الطريق الصح»، «طريق الهداية»، «مجددون».. وغيرها من «الطرق» أو البرامج التليفزيونية التي لا حصر لها ـ خصوصًا أننا على أبواب شهر رمضان المبارك ـ لم يعد لها بريق كما كانت في السابق، أو زخم يجتذب الناس، حتى لو كان بعض هؤلاء «الدعاة الجدد» يحمل في يديه «وردة» كل حلقة.

إننا لا نستبعد في المستقبل القريب أن يلجأ المنتجون والقائمون على البرامج «الدينية»، إلى استحداث أفكار مبتكرة، للترويج لهؤلاء، من خلال إضفاء الصبغة «الإسلامية» على البرامج «الترفيهية»، فنتابع «ستار إسلامي» كأحد برامج تليفزيون الواقع!

[email protected]