رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل:

قال الأشاوس إن فاروق حكم بالسلطة المطلقة فكانت المفسدة المطلقة.. والحقيقة كانت على غير هذا النحو.. فكثيراً ما كان فاروق يقف عاجزاً وخائفاً من القانون!.. الأمثلة بالمئات.. منها ما ذكره فؤاد باشا سراج الدين من أنه أحال ضابطاً كبيراً -حكمدار العاصمة- للاستيداع لأنه نفذ أمراً ملكياً مباشراً دون أو قبل الرجوع إليه!؟، وأيضاً حينما طلب منه الملك فاروق نقل أحد الموظفين بوزارته فرفض قبل أن يعرف السبب!.. هذه عينة عن حكومة الأغلبية الوفدية، فماذا عن حكومات الأقلية؟!.. هاكم واحدة منها ذكرها الكاتب اليسارى لمعى المطيعى بوفد 21/6/2001 طلب الملك فاروق إصلاح اليخت المحروسة بما يتجاوز مليوناً من الجنيهات واعترض عبدالهادى، ثم يضيف فقرة أخرى نصها: طلب الملك أن يكون تعيين رئيس هيئة أركان الحرب بأمر ملكى، مما يقتضى تعديل القانون ولكن عبدالهادى طنش..)؟!.. عقب نجاح أحداث 23 /7/52 بفضل وجود الفريق أ.ح محمد نجيب على قمتها.. الصراع كان خافياً أو مخفياً حتى إعلان إعفاء محمد نجيب ثم بعد عودته إثر ثورة شعبية عارمة حتى تم إقصاؤه نهائياً بعملية غدر شائنة.. بعد أن حمى رقابهم من أعواد المشانق فى البداية وعندما غدروا به بعد عودته الأولى عفا عنهم فكان جزاؤه جزاء سنمار الصراعات الخفية حتى انفراد عبدالناصر بجميع سلطات مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية بلا منازع!.. الطبقة العليا فيما قبل 52 لم تكن تتكون فقط -كما أبدى د. جلال أمين- من ملاك الأراضى الكبار الذين سماهم بالإقطاعيين!.. بل كانت تتكون أيضاً من كبار رجال الصناعة.. عبود باشا وياسين وأصحاب المصانع بالمحلة الكبرى وكفر الدوار وأيضاً كبار التجار.. وغيرهم من رجال الأعمال.

وفى النهاية وعلى أيدى هذه المجموعة من الأشاوش تحولت مصر من دولة وطيدة الأركان إلى أخرى منكسة البنيان انتزع منها السودان بشماله وجنوبه .. وحققوا للمستعمر الشيطان ما خطط له وما أراد.. كان الانضباط الصارم سمة كل شىء.. من دولة كان الانضباط بها وفيها ذاتياً إلى أخرى مخابراتياً!.. الترقى فى المصالح والمؤسسات والوزارات أساسه الكفاءة.. كان السلم الاجتماعى منضبطاً صعوداً وهبوطاً.. والحراك الاجتماعى متواصلاً فى منظومة قيمية!.. تحول اجتماعى من عاطل بالوراثة إلى عاطل بالوظيفة!!.. من تعليم حكومى فى القمة إلى تعليم منفلت ضائع.. كانت الدروس الخصوصية عاراً يلحق بالمدرس والطالب إلى أن أصبح المنزل هو المدرسة والمدرس، وتحولت المدارس إلى متاحف!!.. المدرس كان صاحب رسالة إلى أن جرفه تيار الدروس الخصوصية!.. الجامعات المصرية كانت فى السماء انفرط عقدها وطرحت أرضاً على يد هذه الحفنة من الحمقى، ويكفى ما قاله الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس وهو خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى حديث مسجل تلفزيونياً من أن خريجى جامعة القاهرة كانوا ينظرون إليهم من علٍ فأين هذا مما نحن فيه وعليه الآن!!...