عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

«المواطنون الشرفاء».. مصطلح أطلقه إعلاميون وصحفيون فى السنوات الأخيرة على شريحة من المجتمع، مناوئة للمعارضين أو «الخارجين على النَّص»، أو أولئك الذين يغردون خارج السرب!

ما يؤسف له أن هذه الفئة التى تبدو على كثير منها، ملامح الفقر والعوز والجهل، تتخذ من «حب الوطن والقوات المسلحة والشرطة!» ذريعة لكيل الاتهامات والسباب والشتائم للمتظاهرين، وأحيانًا ينقضون بالاعتداء عليهم.

لكن ما يثير الشفقة والدهشة فى آنٍ، أنهم دائمًا «تحت الطلب»، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم.. فهم مسموح لهم بالتظاهر والحشد، واستخدام مكبرات الصوت ورفع الأعلام والصور والرايات، تحت سمع وبصر أفراد الشرطة من دون أى تدخل منهم لمنعهم!

ظاهرة «المواطنون الشرفاء»، بدت واضحة بشدة، فى محيط مبنى نقابة الصحفيين من الاتجاهين، خلال اجتماع الجمعية العمومية لصحفيى مصر أخيرًا، حيث لاحظنا وجودهم رافعين صور الرئيس، يتراقصون على أنغام «المهرجانات»، فى محاولة مكشوفة ومفضوحة لا تخفى على أحد!

ربما يكون هذا المشهد العبثى، المكرر والممل، كاشفًا لما يحدث عادة تجاه «غير الشرفاء»، الذين يدخلون فى «صدام» مع بعض الأجهزة والمؤسسات، التى إن أخطأت أو تورطت فى كارثة، يدفعون بـ«الشرفاء» لتصدر و«اقتحام» المشهد، والتستر باسم الرئيس والوطن وهيبة الدولة واستقرارها.. وتحيا مصر ويسقط «المتآمرون»؟!

بالعودة قليلًا إلى الوراء، ربما نتذكر أن فكرة «استئجار» هؤلاء «الشرفاء» أو الزج بهم للتحرش بالسياسيين أو الصحفيين أو المحامين.. أو غيرهم، ليست بالأمر الجديد، فقد تم استخدامهم من قبل الأنظمة السابقة المتعاقبة، وإن كان تحت مسميات مختلفة، خصوصًا أيام الانتخابات، ومواجهة اعتصامات النقابات والوقفات الاحتجاجية.

لكن الأمر تعدى وجود «مواطنون شرفاء» من البسطاء والأميين و«المحتاجين»، أو حتى البلطجية والمسجلين لدى أجهزة الشرطة والأمن، فأصبح هناك «مواطنون شرفاء» فى كل مجال، يتم الدفع بهم وقت الحاجة وعند اللزوم لخلخلة أى تكتل وتفكيكه من الداخل وفرض واقع جديد على الأرض.

إن اللجوء إلى هؤلاء «الشرفاء» أو «الظرفاء» بممارساتهم العلنية الفاضحة، واستخدامهم بكثرة وإفراط، يعد خطأً سياسيًا فادحًا، وإفلاسًا وفشلًا ذريعًا، كما أن السكوت على «الأصابع» التى تحركهم، يمثل هوانًا للدولة بأجهزتها ومؤسساتها كافة.

[email protected]