رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بادر الرئيس أثناء زيارته إلى الوادى الجديد، الخميس الماضى، فقال إنه سوف يقدم كشف حساب فى يونيه المقبل، عما قدمه لمواطنيه خلال عامين من وجوده فى الحكم.

وهو شىء جيد، أن يبادر الرئيس بالإعلان مبكراً عن استعداده حالياً، لتقديم كشف حساب بعد شهرين من الآن!

وكان الرئيس قد طلب من المصريين، عندما تولى الحكم فى يونيه قبل الماضى، أن يصبروا عليه عامين.

وما حدث، أن الوقت قد مرّ بأسرع مما توقع الرئيس، ومما توقع المصريون أنفسهم، فالمتصور ألا يصدق كثيرون، فى هذه اللحظة، أن 24 شهراً كاملة، قد مرت، منذ أن صار السيسى رئيساً، فبعد 24 شهراً مثلها، سوف نجد أنفسنا مدعوين للذهاب إلى صناديق الاقتراع، لتجديد الثقة فى السيسى لأربع سنوات أخرى. وأخيرة، أو لاختيار رئيس آخر!

وإذا كان الرئيس قد بادر بالإعلان عن أنه سوف يقدم كشف حسابه، فى يونيه، كما وعد من قبل، فمعنى هذا أن جهات فى الدولة تعمل فى الوقت الحالى، على ما سوف يخرج به صاحب كشف الحساب علينا، إذا جاء موعده!

ولأننا نتابع، على مدى العامين، ما كان الرئيس يفعله، وما كان أيضاً يقوله عما يفعله، فإننا نستطيع أن نخمن ما سوف يعلنه فى كشف حسابه، وما سوف يرى أنها إنجازاته لـ90 مليون مصرى، فى عامين كاملين.

سوف يقول الرئيس، إنه أنجز مشروع قناة السويس الجديدة، فى موعده، وأن المشروع مع ضخامته، قد استغرق عاماً، كما وعد الرئيس الدولة، ولم يتأخر افتتاحه ساعة واحدة!

وسوف يقول الرئيس، إنه قد بدأ فى مشروع المليون ونصف مليون فدان، وأن حصيلته قد بدأت، وأن دليل ذلك هو حصاد القمح الذى شهده رأس الدولة، يوم الخميس نفسه الذى جرى الإعلان فيه، عن الاستعداد لطرح كشف الحساب.

وسوف يقول الرئيس، إن الكهرباء الآن، غيرها قبل أن يتولى الحكم، وأن التيار الذى كان ينقطع لعشر ساعات فى اليوم الواحد، صار منتظماً تماماً، بما يعنى أن هماً ثقيلاً مما كان يؤرق المواطنين فى حياتهم، قد تعاملت معه الدولة بشكل مباشر، وتغلبت عليه بنسبة مائة فى المائة، ولم يعد له وجود.

وسوف يقول الرئيس، إن العاصمة الإدارية الجديدة، قد بدأ العمل فيها، وأن الهدف من ورائها، هو العمل بجد على تفريغ القاهرة من زحامها الذى يعذب أبناءها، وغير أبنائها، وأن العاصمة بعد الانتهاء من العاصمة الإدارية الجديدة، سوف تكون غيرها بالمرة، قبلها!

سوف يقول هذا، فيما أتوقع، وسوف يكون ما يقوله فى هذا الإطار، حقيقة وسوف لا يستطيع أحد أن يجادل فى أن مثل هذه الأعمال التى أشرت إليها، هى حقائق قائمة على الأرض، وأنها فى حساب الرئيس وميزانه فعلاً.. ولكن السؤال الذى سوف يكون مع الرئيس، وعلى الذين يعملون فى كشف الحساب منذ الآن، أن يجيبوا عليه، هو كالآتى: أى عمل من هذه الأعمال، وصل عائده إلى الملايين من بسطاء المصريين، وأى مشروع منها، لم يصل عائده بعد؟!

وإذا كان لى أن أجيب؟ فسوف يكون قطاع الكهرباء، هو الوحيد تقريباً الذى يحس كل مصرى بفارق الأداء فيه، أما سائر المشروعات، مما أشرت إليه أنا، فلايزال المصريون يسمعون عنها، ويقرأون أخبارها، دون أن يجدوا لها ترجمة حقيقية فى حياتهم!

كشف الحساب لابد أن يخاطب عقول الناس، ليصدِّقوا ما سوف يأتى فيه، وهو لن يكون كذلك، إلا إذا تكلم عما يلمسه كل واحد بيده، ويراه بعينيه.