رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ما تهمتي؟.. تهمتك العروبة، قلت لكم ما تهمتي؟.. قلنا لك العروبة، يا ناس قولوا غيرها، أسألكم عن تهمتي.. ليس عن العقوبة».. تلك الكلمات الموجعة للشاعر أحمد مطر، لا تزال تلامس أوجاع أمة بأسرها، بانتظار مراسم دفن أسطورة «العمل العربي المشترك»!

الجامعة العربية، لا نتوقع منها تقديم أي شيء للشعوب، لأنها تجسيد حيّ لصدى السياسة العامة للدول الأعضاء ـ إن كانت موجودة بالأساس، ولذلك نعتقد أن سقف توقعاتنا في استفاقة قادمة، لإدراك حجم الخطر، وأخذ زمام المبادرة، وعدم الوقوف متفرجين على ما يحدث من حولنا؛ لم يكن في محله!

لسنا مع الهجوم الكاسح على الأمين العام الجديد للجامعة العربية، كما أننا ضد التعريض به وسرد أرشيفه، وتحميله مآلات الفشل الذريع الذي باتت عليه حاضنة العرب الرسمية، بعد أن أصبحت «هشيمًا تذروه الرياح» منذ زمن بعيد!

لماذا نُحَمِّل الرجل الذي لم يبدأ تسلم مهام عمله بعد، كل موبقات الأنظمة العربية منذ تأسيس الجامعة وحتى الآن، خصوصًا السنوات التي قضاها على رأس الدبلوماسية المصرية خلال الفترة من 2004 ـ 2011؟

الأمين العام الجديد للجامعة العربية، آثر الصمت خلال السنوات الخمس الماضية، ولا يضيره أنه كان آخر وزير في عهد المخلوع حسني مبارك، ولذلك ربما لا يجب تقييم الرجل على أساس أرشيفه السابق، خصوصًا مواقفه من غزة المحاصَرة والتطبيع، والثورتين المصرية والسورية، لأنه لم يدَّع أنه كان إصلاحيًا في نظام فاسد!

إن اختيار أو انتخاب الأمين العام الجديد أو أي مرشح مصري آخر، لن يغير من الواقع العربي الأليم والمخجل، خصوصًا وأن هذا المنصب فقد هيبته وأهميته منذ عقود، لأن المؤسسة الحاضنة له، فقدت أهميتها، مثلما فقدت هيبتها.

بكل أسف، نعتقد أن سجل الجامعة العربية منذ غزو العراق لدولة الكويت، كان حافلًا بالنقاط السوداء، بعد أن أعطت غطاء الشرعية للتدخل العسكري الأمريكي في العام 1990، مما أدى إلى تدمير العراق وحصاره واحتلاله وتمزيقه إلى كانتونات طائفية وعرقية.

لعل هذا السجال والكيد السياسي في مسألة اختيار الأمين العام بالمداورة، ما هو إلا تهافت على تدوير الفشل، بعد مواقف مخزية للجامعة، بدءًا من تدخل حلف الناتو العسكري في ليبيا وتحويلها إلى ساحة للفوضى والدموية، وطلب التدخل الأمريكي العسكري في سورية، بعد تجميد عضويتها، وهي الدولة المؤسسة بالجامعة!

سيذكر التاريخ أن قممًا عربية كان محورها دعم المقاومة، ورفض الاحتلال «الإسرائيلي»، وإصدار اللاءات لكل أنواع الذل والاستسلام والتطبيع، كما سيذكر أيضًا قممًا «تحت الطلب»، عُقدت لتمرير قرارات جاهزة، وتبنِّي مواقف الغير، حتى لو كان ذلك إدراج «حزب الله اللبناني» في قوائم التنظيمات الإرهابية!

لقد بات من الصعب العثور على كلمة «عدو» لوصف «إسرائيل» أو «مقاومة» كحق مشروع للشعوب المسلوب أرضها وحقها في الحياة، في أيٍّ من بيانات القمم العربية الأخيرة، أو حتى اجتماعات وزراء الخارجية العرب!

العالم العربي وجامعته الآن يمرون بأضعف لحظاتهم التاريخية.. فبعد سنوات من الشعارات الزائفة والخطب الرنانة التي حفظناها ورددناها على مدى عقود، والحملة المستعرة للتأجيج الطائفي والمذهبي البغيض، يجد نفسه «عديم الحيلة».. وإذا استمر الوضع على هذا النحو، ربما نجده خلال سنوات قليلة خارج الخدمة، وتحديدًا خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ.

[email protected]