رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما نتابعه من أحداث وتصريحات ـ خلال الفترة الأخيرة ـ نرى أنها تُشغل الناس عن أمور أخرى أكثر أهمية، تمس حياتهم وتلامس أوجاعهم.. وكأن قدر هؤلاء البسطاء أن ينشغلوا بقضايا هامشية تعمق الخلاف فيما بينهم، وتزيد من حدة الانقسام المجتمعي.

إسقاط عضوية نائب برلماني منتخب، وإيقاف إعلامية بالتلفزيون المصري، وزلات لسان متواصلة لوزير العدل.. كلها أحداث عابرة ـ مقصودة أو عن غير عمد ـ يجب ألا نتوقف أمامها كثيرًا، خصوصًا أنها باعتقادنا حلقة في مسلسل صناعة الأوهام!

ما نلاحظه أن صُنَّاع هذه الدراما والملهاة يتبعون استراتيجيات محددة لهم، للتحكم بالشعب ومزاجه العام، وفقًا لمنهجية المفكر "نعوم تشومسكي" الذي حدَّدها في نقاط عدة، تشبه "روشتة" الطبيب، لتجعل "المريض" يسير عليها حرفيًا، من دون زيادة أو نقصان، علَّه يتعافى من مرض "نظرية المؤامرة"، ويواجه "طواحين الهواء" التي أُريد له أن ينشغل بها ليل نهار!

هذا الشعب أريد له أن يتبع نظامًا صارمًا من الحمية الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وفق استراتيجيات الإلهاء وابتكار وافتعال المشاكل والأزمات بشكل متدرج ومؤجل، ليميل دائمًا بسذاجة إلى أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد".

ربما تتخطى تلك الاستراتيجية مخاطبة الشعب كمجموعة من الأطفال، أو استثارة العاطفة بدلًا من الفكر، بعد إبقاء المواطن البسيط في حالة جهل وحماقة، وتشجيعه على استحسان الرديء والقبيح، والتمرد على الإحساس بالذنب، لتكون هناك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.

عام كامل على انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، الذي كانت حصيلته النهائية للاستثمارات والقروض 60 مليار دولار، فضلًا عن تعهدات بدعم خليجي يتجاوز 12.5 مليار دولار.. فأين ما تحقق خلال الشهور الفائتة على الوضع الاقتصادي المتردي، وتحسين الظروف المعيشية للمواطن البسيط الكادح؟

ربما لم يتحقق شيء من تلك الوعود، اعتمادًا على ذاكرة النسيان، بعد أن تعددت الأسباب، لتظل قائمة، من دون تغير، مثل غياب الرؤية الاقتصادية، وتفاقم حدة الفساد داخل الجهاز الإداري للدولة، وتناقض قوانين الاستثمار، وتضارب الجهات المختصة بالتعامل مع المستثمرين، في ظل الوضع السياسي القائم!

يجب ألا ننشغل بقضايا خلافية وهامشية، بعيدًا عن القضايا الأساسية والجوهرية التي تمس حياة الناس، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتقليص معدلات البطالة ورفع المستوى المعيشي للفرد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ربما نحتاج إلى الابتعاد عن تلك "التفاهات" التي تشغلنا عما نحن فيه، بعد أن تراجعت معظم مؤشرات الاقتصاد، بسبب تدهور السياحة والتصدير وتراجع إيرادات القناة وتحويلات العاملين في الخارج، التي أدت إلى أزمة حادة في النقد الأجنبي، لتدفع الدولار الأمريكي إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة.

إن الأحداث والتفاصيل الصغيرة العابرة، جعلت الناس ينشغلون بأمور هامشية، للتسلية والخروج من حالة اللامنطق والهموم اليومية المحاصرة، بعد أن تسرب اليأس إلى قلوبهم في أمل الإصلاح ورؤية النور في آخر النفق المسدود منذ سنوات.

عزيزي المواطن: لا تلتفت كثيرًا إلى التصريحات المسيئة أو المستفزة، وأشعل حياتك بالإيمان والعمل والاجتهاد، ولا تتوقف كثيرًا أمام "زلات لسان" تتكرر باستمرار، ودائمًا حاول أن "تلتمس العذر" للآخرين، فكلنا خطاؤون، وخير الخطائين التوابون!!

[email protected]