رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دائمًا ما يُثبت المصريون في الخارج، ولاءهم وانتماءهم الحقيقي، وحبهم لوطنهم وتضحياتهم من أجل النهوض به، خصوصًا في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من 5 سنوات.

أبناء مصر بالخارج، الذين يتجاوز عددهم 8 ملايين ـ على أقل تقدير ـ لم يأخذوا فرصتهم الحقيقية للإسهام في بناء مصر الحديثة، سواء بالخبرة والأفكار أو المشاركة بالمشاريع التنموية في المجالات التي اكتسبوا فيها خبرات نوعية.

غالبًا ما يُنظر إليهم «المصريون في الخارج» على أنهم «مجرد حصَّالة»، على الرغم مما يعانونه من تهميش وإهمال، منذ عقود، ولا أحد ينتبه إليهم، إلا وقت الحاجة، أو عند التحويلات الدولارية فقط، علمًا بأن أياديهم ممدودة دائمًا بالعطاء.. لكنهم بكل أسف، لم يجدوا مناصرًا أو معينًا في أزمات عدة ـ واجهوها ولا يزالون ـ في «بلاد الغربة».

مع كل أسف، لم يجد المصريون بالخارج إلا الجفاء أو التجاهل والروتين والبيروقراطية العقيمة، من بعض سفاراتنا وقنصلياتنا، خصوصًا في معظم العواصم العربية، التي يقتصر عملها فقط على المراسم والبروتوكولات والظهور الإعلامي في المناسبات، أو عند زيارة كبار المسئولين!

على الرغم من معايشتي الشخصية لما يقرب من ثمانية عشر عامًا واطلاعي ـ عن كثب ـ على معاناة آلاف المصريين في بعض دول الخليج، إلا أن ما يُؤسف له حقًا، هو ألا شيء قد تغير أو أنه في سبيله للتغيير.. الأداء العقيم نفسه، والتجاهل والتعالي من بعض السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية والنوادي المصرية.

السنوات الأخيرة شهدت موجة كبيرة ومحمومة لإنهاء مفاجئ لعقود آلاف المصريين أو ترحيلهم من دون إبداء أسباب ـ بالطبع هذا شأن داخلي لكل دولة وحق أصيل وسيادي ـ ولكن هناك أيضًا الكثير من الحوادث «الفردية» الموثقة، التي أودت بقتل ودهس وإهانة عدد من المصريين في عواصم عربية عدة، كانت دليلًا على تصاعد وتيرة إهدار كرامة المصريين في الخارج!

دائمًا تكون الردود غير مفاجئة، بل متوقعة مسبقًا، من قبيل: «حادث فردي يجب ألا يؤثر على العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين»!! كما أننا نلحظ أن لا أحد ينتبه لمعاناة المصريين بالخارج، إلا إذا كان الأمر يطال أحد المسئولين في الدول الشقيقة أو يتعلق بـ»حرج سياسي».. وكأن المصريين بالخارج قدرهم المحتوم أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثالثة، لأن الأمر لا يعني أحدًا من أولي الأمر!

أعتقد أن تحويلات المصريين بالخارج، مصدر دخل رئيسي يتعدى بكثير الدخل الحالي لقناة السويس ـ القديمة والجديدة معًا ـ ولا أحد يستطيع إنكار دورهم في دعم الاقتصاد القومي.. وهم لا يرجون سوى النظر إليهم بعين العطف واعتبارهم جزءًا من النسيج الوطني الأصيل، وأن يكون لهم دور حقيقي في بناء الوطن، والاهتمام بمتابعة أحوالهم وتقديم العون لهم وقت الحاجة.

المصريون بالخارج يتذكرون مواقف خالدة للراحل أنور السادات، ولكنهم بالمقابل لم ينسوا الجمل الإنشائية والكلمات الجوفاء، على مدى عقود، من قبيل «حرص الدولة على رعاية أبنائها والسعي الدائم لربطهم بالوطن، وخطط تشكيل لجان لرعايتهم والاهتمام بحل مشاكلهم!»

ما زلنا نرجو أن تكون هناك بداية حقيقية للتغيير في نهج التفكير التقليدي للبعثات الديبلوماسية، من خلال «وثيقة للكرامة الإنسانية»، لكل مصري خارج وطنه، بعد أن كانت منتقصة ومُهانة في العهد البائد، الذي لم يكن يشغله كرامة المصريين في الخارج أو الداخل!

لقد توقع المصريون أن تُعيد الثورة كرامتهم التي أُهدرت على مدى عشرات السنين، وإنهاء ممارسات بعض الأنظمة العربية ضد العمالة المصرية، وتعمدها توجيه الإهانة لها، في كل أزمة سياسية، من دون مراعاة للكرامة الإنسانية.. وكأن قدر المصريين أن يدفعوا فاتورة المراهقة السياسية لبعض الأنظمة الشقيقة!

[email protected]