رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سألتني صديقتي سؤالًا لم أتوقعه، وهو لماذا لا تكتب عن "الزعيم".. ألا تستحق تلك الشخصية أن تُفرد لها سلسلة من المقالات، وأن تُزين صورته صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بك؟

ربما كان السؤال مفاجئًا وغير متوقع، لكن إجابته لا تحتاج إلى تفصيل، لأنه باعتقادي يجب أن نترك الأعمال والإنجازات أو حتى الإخفاقات تتحدث عن نفسها، كما أن تلبية هذا "الطلب" الغريب، لن تُسمن أو تغني من جوع.

ذكرت لها أن كتابتي عنه لن تجاري أحد كبار الكتّاب المشاهير الذي طالب بعدم وضعه "الزعيم" تحت قواعد النقد الكلاسيكية، باعتباره "ظاهرة استثنائية.. غير تقليدية وغير متوقعة، وعلى هذا الأساس يجب أن نفهمه".

بادرتني بسؤال آخر، لماذا لا "تشتم" الإخوان وتهاجمهم، فهم مخلوقات إرهابية وشيطانية، كانت تنوي أن تُعيدنا إلى غياهب العصور الوسطى ومحاكم التفتيش؟

نظرتُ إليها بابتسامتي المعهودة، موضحًا أن ذلك ليس بجديد، فالجميع يعتبرهم "إخوان الشياطين"، وهم الآن بين يدي القضاء وقابعون داخل السجون، وليس من الإنصاف أن أنتقدهم، لأنهم ببساطة لا يملكون حق الرد.

سألتني، ولماذا لم تكتب عن البرلمان الجديد، فهو آخر استحقاقات خارطة المستقبل، خصوصًا أنه يناقش مئات القوانين التي صدرت خلال الثلاثين شهرًا الأخيرة؟

لم أجد إجابة قاطعة أبديها، وأخبرتها أنني اكتفيتُ بمتابعتي للجلسة الافتتاحية الأولى وظهور النواب الجدد خلال حلف اليمين، التي شهدت "كوميديا" حصرية، موضحًا أنه يمكن تناول الموضوع، بعد انتهاء "الموافقات الأوتوماتيكية" على القوانين خلال أسبوعين فقط!

حاولت صديقتي التطرق إلى مواضيع أخرى، وأسئلة شائكة، علَّها تجد مني ما يجيب عما يجول بخاطرها، وقالت لي: لماذا لا تكتب عن "نكسة 25 خساير"؟

امتعضتُ من توصيفها للحدث الأبرز في تاريخ مصر القديم والحديث.. قلت لها إن "25 يناير" ثورة وطنية عظيمة، وليست حدثًا حرَّكه العملاء أو أمريكا، لأن الحديث عن أنها صُنعت بيد الاستخبارات الغربية هو كلام غير دقيق، فالشعب المصري هو الذي تحرك لإسقاط النظام ونجح في ذلك.

أوضحت لها أن من يصف ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة، يُهين الشعب المصري والملايين التي خرجت، فليس معقولًا أن يكون كل من خرج للتظاهر خلالها هو عميل، وأن من يطالب بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية هو خائن للوطن.

فاجأتني بسؤال لم أتوقعه، وهو لماذا لا تكتب عن تصريحات وزير العدل الأخيرة، التي أثارت موجة من اللغط والجدل، وأصبحت حديث الصباح والمساء، خصوصًا أن ما قاله كان قويًا، لم يجرؤ أحد على قوله؟

قلت لها: بالفعل، تلك التصريحات لا يمكن أن يطلقها أحد آخر غير وزير العدل، ولذلك لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال لسببين، الأول: هو أنني لا أملك شجاعة الرد على تصريحاته، أو أنني لن أستطيع نشر رأيي بأريحية، كما أنني قد أقع تحت طائلة المساءلة القانونية، وهو ما لا أقوى عليه.

أشرت إليها في السبب الثاني: أنني إن كتبتُ عن تصريحاته التي تتعلق بقضايا لا تزال منظورة أمام القضاء، أو عن مآلاتها التي تُحرج الرئيس والنظام بأكمله، قد أدخل ضمن القائمة التي حددها الوزير وسأكون ضمن الإخوان ومن يناصرهم أو يتعاطف معهم!

ربما يمكن القول إن الأضرار التي ألحقتها تصريحات الوزير، تظل ممتدة، خصوصًا أنها تُقوّض مصداقية الدولة والنظام، كما يمكن اعتبارها تحريضًا على العنف والكراهية وتكدير السلم والأمن في البلاد.

قالت لي صديقتي، دعك من تلك التصريحات وآثارها، حتى لا نكون من هؤلاء الذين قد يحالفهم الحظ بدخول قائمة وزير العدل، ولكن، لماذا لا تكتب عن قضية فساد وزارة الداخلية؟

أخبرتها أنها تريد توريطي بكافة السبل، أو أنها تريد انتزاع اعترافات صريحة أو ضمنية قد تسبب لي مشاكل لا حصر لها، وحاولت التخفيف من الأمر، معللًا ذلك بأن قضية فساد الداخلية، التى صدمت الرأي العام، بعد تصرف قاضي التحقيق بشأنها، وإجراء تسوية مع 72 قيادة استولت على 180 مليون جنيه.. صحيح أنها عززت من مشاعر الإحباط والسخط والغضب، غير أنها تقدم دلالة على أن الدولة ماضية بحزم في مكافحة الفساد!!

[email protected]