رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

الحمد لله.. وكما توقعت مرت ذكرى 25 يناير بسلام.. لم يعكر صفوها شيء.. فلم نر أى تظاهرات.. أو احتلال لميادين.. أو حرق لأقسام الشرطة.. واقتحام وزارة الداخلية.. أو البرلمان.. كما هدد أولاد الحرام.. الذين أرادوا أن يعيش الشعب المصرى.. فى رعب اسمه ذكرى 25 يناير!!

وكأنه مكتوب على المصريين..أن يعيشوا فى حالة رعب دائم.. فكل يوم يحمل ذكرى جديدة من ذاكرة الثورات.. حتى الأيام التى شهدت كوارث وسالت فيها دماء.. جعلوا منها مبرراً لأحداث دامية جديدة.. فيقولون لك هذه ذكرى محمد محمود «واحد».. وتلك ذكرى محمد محمود «اتنين».. أما ماسبيرو، مبنى التليفزيون المصرى العريق القابع على كورنيش النيل.. فقد أطلقوا أيضاً اسمه على ذكرى دموية.. حتى يستغلوها عندما يريدون إشعال نار الفتنة فى ربوع الوطن.. فقد مر يوم الاثنين الماضى عيد الثورة 25 يناير.. وجئنا اليوم الخميس ذكرى جمعة الغضب 28 يناير.. والذى احترقت فيه اقسام الشرطة.. والله أعلم ماذا سيخترعون لنا غداً من مناسبات دامية..لاستدعاء دماء جديدة!!

ففى كل يوم جديد بكائية جديدة.. أو حائط مبكى جديد.. حتى أحالوا مناسباتنا السعيدة.. إلى فزاعة ورعب جديد.. فهل لدينا اعظم من ذكرى 25 يناير.. حتى نحتفى ونحتفل به.. ففى هذا اليوم.. قضينا على فساد حاكم وعصابته.. التى نهبت مقدرات وثروات البلاد.. ونسفنا حلم التوريث.. وتحويل مصر.. من دولة عريقة الى عزبة.. تورث للأنجال والأحفاد!!

ونحمد الله أن مصر.. بهذه الثورة العظيمة.. خرجت من بيت الطاعة الأمريكى..وأصبح قرارها من رأسها.. ولعل استقلالية القرار المصرى.. هى أهم ثمار ثورة 25 يناير.. فأصبحت مصر.. تتخذ قرارها.. عن طريق بوصلة وحيدة.. اسمها مصلحة مصر.. دون أى اعتبار لغضب أحد.. فاتجهت الى الصين وروسيا وفرنسا.. وكل مكان فيه مصلحة مصر.. لذلك تم زيادة القدرات التسليحية.. للجيش المصرى.. حتى أصبح متفوقاً على الجيش الإسرائيلي.. بأربعة مواقع.. مما أحزن الشعب الإسرائيلى وأرعبهم!!

كل هذه ثمار ثورة 25 يناير.. فهل كثيراً علينا ان نحتفى بها.. ونذكر بكل الخير شهداءها وأبطالها؟!

لكن نحمد الله أن الشعب المصرى.. بوعيه رفض الاستجابة لدعواتهم الهدامة..مما جعل الميادين خالية بالأمس.. باستثناء بعض المواطنين الذين حضروا إلى ميدان التحرير.. للاحتفال بالثورة.. وتهنئة الشرطة بعيدها!!

ليتضح أن كل تهديدات إخوانا البعدة.. والتى قالوا فيها إن مصر «حبلى» بثورة جديدة.. بل وحددوا يوم 25 يناير.. موعداً لولادتها.. اتضح أن هذا الذى يدعونه مجرد وهم.. وحمل كاذب!

يا سادة.. الثورة ليست هدفاً في حد ذاتها.. بل هى وسيلة لتغيير حياة الشعوب للأفضل.. وحتى تنجح أى ثورة لابد لها من مبررات.. ومناخ مناسب لإشعالها.. كأن يكون لديك.. حاكم فاسد.. وعصابة حكم تدير البلاد.. وتسيطر على مقدراته.. فى حماية الحاكم.. كما حدث إبان قيام ثورة 25 يناير. أما الآن فما مبررات الثورة ؟!

فلديك حاكم جديد.. جاء بإرادة شعبية كاسحة.. وانتخابات نزيهة شهد بها العالم كله.. ويدير البلاد لا هدف ولا هم له إلا تحقيق صالحه.

أما عن ذمته المالية.. فلا يمكن لأى منصف أن يشكك فيها.. بل إنه تنازل عن نصف راتبه الرئاسى.. وأيضاً نصف ثروته.. حتى ما ورثه عن والده.. لصالح مصر.. فهل مثل هذا الحاكم يستحق الخروج عليه؟!

والأهم من ذلك أنه قالها أكثر من مرة.. إنه غير متمسك بالحكم.. ولو أراد المصريون خلعه.. سيمشى فوراً.. دون الحاجة لأى ثورات.. أو دماء تسيل فيها!!

فهل مثل هذا الحاكم.. ومثل هذا الإنجاز الذى حققه فى أقل من عامين.. يستحق الثورة عليه؟!

لقد قال الشعب المصرى كلمته أمس.. لكل الداعين لثورة جديدة.. العبوا غيرها!!