رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اشراقات

 

 

 

هناك ملاحظة غريبة تلاحظها فى كل دول العالم، لا احد يهتم بالسياسة إلا الفقراء، اما الاغنياء فيتراجع اهتمامهم بها للمرتبة العاشرة!  ففى الولايات المتحدة الأمريكية اعظم دولة على كوكب الارض..بل يعدها الجميع رئيسة مجلس ادارة العالم..تجد المواطن الامريكى لا يهتم غالبا بالسياسة وﻻ السياسيين وكل اهتمامه ينصب على الاقتصاد والسياسات الحكومية حياله خاصة ما يتعلق بفرض رسوم جديدة او زيادة الضرائب! بل ان تقييمهم للمرشحين من رؤسائهم.. غالباً ما ينصب على سياسته الماليه..والخدمات التى يعرض تقديمها خاصة الخدمات الصحية..  اما السياسة.. وخاصة السياسة الخارجية منها.. فهى آخر اهتماماته..وقد لا تشغل اى جزء من اهتماماته على الاطلاق!!

فلا يهتم المواطن الامريكى مثلاً بسياسات بلاده فى منطقة الشرق الاوسط..بل ان بعضهم يجهل موقع بلادنا على الخريطة..لذلك فهو ﻻ يهتم بنا الا فى الناحية المالية والتكلفة الاقتصادية لهذه السياسة فيغضب اذا ما أضافت لأعبائه الضريبية عبئا جديدا، أو يسعد اذا ما أدت لضخ مليارات الدولارات العربية الى بلاده من الاموال الهاربة من بلاد العرب والباحثة عن الدفء والأمان الامريكى! ونفس الامر لكن بشكل أقل فى أوروبا وكافة الدول التى تعيش فى رغد من العيش نجد اهتمامها بالسياسة والامور الخاصة بها يتراجع لذيل اهتماماتهم!!

بل وحتى الدول العربية الغنية وخاصة الدول البترولية منها تجد المواطن لايفكر فى السياسة الا فيما ندر خاصة وان كل احتياجاته متوفرة ومضمونة ومصونة فاذا اراد ان يبنى له دارا بنته له الدولة أو تسلمه ثمنه سواء فى شكل منح لا ترد او قروض طويلة الأجل.

ونفس الامر عند زواجه أو فى توفير فرصة عمل له وحتى لو نام فى البيت له راتب شهرى مجز فلماذا يهتم بالسياسة؟!

أما نحن فنحن نأكل سياسة..ونشرب سياسة.. ونتنفس سياسة! لان السياسة مرتبطة بتوفير الاحتياجات.. الضرورية لحياة الانسان.. واهمها العمل المرتبط بتوفير لقمة العيش.. والسكن والملبس، لذلك يهتم المصرى..وكافة مواطنى الدول العربية الفقيرة.. بالسياسة لانها باختصار تعنى حياته ومستقبله..على اختلاف المستويات التعليمية.. بدءا من ماسح الاحذية..وحتى استاذ الجامعة.

اذن وباختصار، السياسة..هى بضاعة الفقراء.. وشغلهم الشاغل..وهمهم الاول !!

ومن هنا تجد ان الثورات تقوم فى البلاد الفقيرة.. وﻻ تقوم فى البلاد الغنية المستقرة..بل ان بعض البلاد الافريقية تشهد انقلابات كل عام تقريباً.. يعنى تتبدل عليها الثورات والانقلابات..تبدل المواسم عليها من شتاء لصيف لربيع لخريف!! ويقينى لو امتلأت بطون هذه الشعوب بالطعام..لهدأوا كثيرا..

لذلك تجد الشعار الاول فى كل الثورات.. هو «العيش».. وهى تعنى ان هذا العيش والذى يعنى بمعناه الواسع الحياة كلها من مأكل لشراب لطعام..لو توافر كل ذلك -كما يحدث فى البلاد الغنية - لما اهتممنا بالسياسة وتركناها لكم .. تشبعوا بيها.. بالهنا والشفا!