رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

ماذا تفعل.. لو اكتشفت وجود «فأر» في بيتك؟!

هنا أمامك أكثر من حل.. فقد تشترى مصيدة صغيرة الحجم.. رخيصة الثمن..وتضع فيها نصف ثمرة طماطم.. أو حتى قطعة جبنة.. لاصطياد الفأر؟!

أو تنزل الصيدلية.. لتشترى بجنيه واحد بس سم فار.. وتضعه أيضاً على ثمار الطماطم.. حتى تقتله.. وتتخلص من آثامه وشروره!

أظن أنها كلها حلول سهلة ومتاحة.. للقضاء على هذا الفأر اللعين!

لكن ليس من بينها على الاطلاق.. أن تستسهل الأمر.. وتقوم باشعال النار فى البيت كله.. للقضاء على هذا الفأر.. الذى يهدد باتلاف ملابسك.. ونقل الأمراض لأسرتك!!

وللأسف هذا ما فعلناه فى 25 يناير2011.. فقد اكتشفنا فأراً يقرض فى جنبات الدار.. ويلتهم هو وعصابته.. كل مقدرات وثروات البيت.. مما افقر أهله.. وأورثهم الذل والجهل والفقر والبطالة والمرض!

وفى 25 يناير.. كنا فى اختبار صعب؟!

هل نصبر على هذا الفأر اللعين وعصابة الأشرار.. التى تحيط به وتساعده وتمكنه من توطيد مكانته فى الدار.. بل تستعد لتوريثها لنجله الفأر الصغير.. حتى يحافظوا على مصالحهم وسرقاتهم.. ومانهبوه من خيرات البيت الكبير..حتى خربوه.. فهل نتركه ولم يتبق له من استيطان البيت.. إلا شهور - كما وعد بنفسه - بالرحيل عن الدار.. هو ونجله والعصابة التى تحيط به.. هل نتركه بعض شهور.. ليرحل بسلام غير مأسوف عليه!

أم نعلنها حربا مقدسة.. لإخراج هذا الفأر اللعين ونجله وعصابته.. خاصة أن «وعد الفئران» اللعينة.. كالدخان فى الهواء.. ﻻتستطيع الامساك به.. أو الوثوق فيه؟!

كنا فى 25 يناير..أمام هذا الخيار الصعب.. هل نترك الفأر ونثق فى وعوده..أم نقرر التخلص الفورى منه.. مع دفع فاتورة ذلك من استقرار وأمان البيت.. بل استنفاد ثروته.. ونهب وحرق خيراته!

وهنا غلب الرأى الثانى.. وهو التخلص الفورى.. من الفأر وعصابته مهما كانت التضحيات!

وهنا - أيضا - جاء السؤال الثانى والاهم..كيف نتخلص من هذا الفأر اللعين.. وعصابة الأشرار التى تحيط به؟!

ثمانية عشر يوماً بالتمام.. واهل البيت مجتمعون عن بكرة ابيهم.. فى صحن الدار يتباحثون ويتناقشون.. فى الطريقة الأفضل للقضاء عليه.. والتخلص من شروره.. صراع فى التفكير بين حكمة الشيوخ.. وقوة واندفاع وهيجان الشباب!!

ولكن - وللأسف - انتصر رأى بعض المتهورين من الشباب.. وخاصة المتآمرين منهم على مصلحة الدار.. وقرروا اشعال النار فى البيت بأكمله.. للتخلص من الفأر اللعين وعصابته.. دون ان يقدروا كارثية هذا الحل على مستقبل البيت..

وبالفعل أضرموا النيران.. وفرحوا وهللوا ورقصوا على ألسنة اللهب.. التى تصاعدت من جنباته.. وهم يرون الفأر وعصابته يتأوهون من شوى اجسادهم فى النار!

هدأت النيران.. ودخل اهل الدار الى جوفه فهالهم آثار الدار التى اصابته.. فقد أحرقت النار كل شىء فيه.. بل دمرت ممتلكاته.. وأتت النار على ثرواته.. فندم الجميع على احراق الدار.. ولكن بعد فوات الأوان!

وهنا اجتمع المخلصون من اهل الدار.. وقرروا اعادة بنائه مرة اخرى.. وإعادة الدار الى حالته الأولى.. تمهيداً لعودته لمكانته الطبيعية.. كأفضل دار.. وأعرق بيت فى البر كله.. خاصة بعد أن اكتشفوا تفاصيل المؤامرة على الدار وأهله.. ووضعوا الكثير من الخونة والمتآمرين من شباب الدار فى السجن.. جزاء خيانتهم.. وبيعهم لمصالح الدار.. والانتماء اليه فى سوق النخاسة!

والحمد لله سار أمر اصلاح الدار.. بشكل معقول.. صحيح انه ليس بالشكل المرضي لكل أهله.. ولكن على الاقل الاصلاح متواصل.. والنيات طيبة.. صحيح أيضاً أن النيات الطيبة.. ﻻتبنى على اساسها البيوت العمرانة.. لكن على الأقل هناك أمل جدى فى اصلاح الدار.. واعادتها الى رونقها مرة أخرى!

لكن وللأسف.. فإن مع كل ذكرى جديدة.. لـ 25 يناير.. يوم احراق الدار والقضاء على الفأر اللعين وعصابته الأشرار.. تتجدد الدعوات.. لاحراق الدار مرة اخرى..خاصة مع وجود شواهد.. لعودة الفأر وعصابته إلى اختراق الدار مرة أخرى.. فقد وجد بعض اهل الدار.. بعض آثار فضلات الفأر وعصابته فى البيت!!

وقد اختلفت الآراء حولها.. هل هى عودة جديدة للفأر وعصابته.. أم هى آثار قديمة.. لم تتمكن النيران.. التى اشتعلت في الدار أن تقضى عليها!!

على أى حال وفى موعد الذكرى الخامسة.. لاحراق الوطن.. نجد بعض الشباب المتهورين والغاضبين على حال الدار وغير الراضين.. عن سلوك من يقود الدار وطريقة ادارته.. ومن يحيطون به.. بل الكثير من المتآمرين من شباب الدار..يهددون بإحراق الدار مرة أخرى!

لكن هيهات أن يسمح لهم أهل الدار.. بمعاودة احراقه مرة أخرى.. لأن البيت لو احترق  من جديد.. فستتهدم أركانه.. وسيستعصي على الترميم للأبد.. مرة أخرى.. ولن تقوم له قائمة بعد الآن!

مطلوب منا اليوم وغدا.. منع هؤلاء الشباب.. أيا كان تصنيفهم.. سواء من المتهورين أو الحانقين أو حتى المتآمرين.. من احراق الدار.. والضرب بيد من حديد على أيديهم.. خاصة أن هناك أملاً فى اصلاح الدار.. والتخلص النهائى.. من باقى عصابة الفأر اللعين.. خاصة مع يقظة أهل الدار.. وكشف آلاعيبهم اولا بأول.. وعدم السماح لهم بأى نهب أو سرقات جديدة.. من قوت الغلابة من اهل الدار.

اللهم احم الدار.. واحفظ أهلها من كل سوء.. يارب العالمين

[email protected]