عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير العظيمة، نستطيع القول إنها "ثورة مجيدة" بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ودلالات، شاء من شاء وأبى من أبى، لأنها ستظل الأعظم دون منازع فى تاريخ مصر، بل هى إن جاز التعبير - واحدة من أعظم الثورات فى تاريخ البشرية.

باعتقادنا، لم يحن الوقت بعد لتحليل ما حدث خلال السنوات الخمس الماضية، بشكل موضوعى ومحايد، والنظر من خارج زاوية "الإعلام الشعبي" متقلب المزاج، لأنه مع الوقت سينكشف المستور وتُنتزع الأقنعة عن أصحاب المواقف البطولية المصطنعة!

على رغم صعوبة الأحداث التى عاشتها البلاد منذ 25 يناير 2011، وبواعث القلق التى تبدو للجميع، إلا أنه لا يوجد أمامنا أى خيار آخر سوى التمسك بالأمل، وأن نعيش لاستكمال الحلم الذى بدأناه لتحقيق العدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

لعلنا لاحظنا خلال الأسابيع الماضية وجود استنفار أمنى بشكل غير مسبوق، ربما يستهدف توجيه إنذار واضح إلى كل من يفكر بالتظاهر فى ذكرى الثورة، رغم أننا لا نتوقع شيئاً كبيراً أو ملموساً، خلال هذا اليوم، قد يُحدث تغييرًا على الأرض!

نستطيع القول إن مثل تلك الإجراءات وغيرها، لا تعد دليلًا كافيًا لاستقرار الأمن، كما أن هذا السلوك لا يخدم النظام على الإطلاق، بل يوفر ذخيرة مجانية لأعدائه، لأنه إذا كان لا يشعر بأى قلق من حدوث مظاهرات معارضة فى ذكرى الثورة، فلماذا يجد نفسه مضطرًا للقيام بكل تلك الإجراءات التى تقوِّض شعبيته؟

إننا نأسف لما يصدر عن بعض الأبواق "الناعقة" فى كل العصور، الآكلون على كل موائد الأنظمة المتعاقبة، المتورطون فى انتهاج خطابات فاشية قمعية، ضد كل من يفكر فى التظاهر ولو سلميًا، إحياء لذكرى الثورة، وتصدير الخوف واليأس والإحباط، اعتقادًا منهم بأن ذلك يخدم الوطن.

لا شك أن ما يحدث على الأرض من إجراءات استثنائية يعبر عن خوف وتوتر وقلق، حتى لو قيل غير ذلك، لأننا ببساطة نقف أمام سؤال منطقى ومشروع، وهو كيف يمكن القول إننا نؤيد ثورة يناير ونحترمها، ثم نمنع أى احتفال شعبى بها؟

تبقى الدعوات والأمنيات، أن نستعيد «روح يناير»، التى نرجو أن تكون مؤشرًا إيجابيًا لتغير حقيقى يشعر به الناس، وأن تكون تحولًا لمرحلة مختلفة من التفاؤل، على طريق تحقيق العدالة، وتوحيد الصفوف، وانفراجة حقيقية لأزمات البلاد التى طالت، وعودة الأمن والاستقرار، وتعزيز روح المواطنة.

لن نفقد الأمل فى التفاؤل، ولن نيأس من البحث عن حلول ناجعة للانفلات الأمنى والغلاء والبطالة، وتطوير التعليم ومرافق الصحة والطرق، وإنهاء تردى الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وتحسن الأوضاع المعيشية، ووضع اللبنة الأولى فى مكافحة حقيقية للفساد، ليكون الجميع شركاء فى المسؤولية والبناء.

نعتقد أن الأمانى مازالت ممكنة، إن استطعنا طيَّ صفحة الماضي، وبدء مرحلة إعلاء قيم العمل والإنتاج، وتحقيق أسس العدالة والمساواة، وسيادة دولة القانون، وترسيخ ثقافة المحبة، وتعزيز الانتماء للوطن، والحفاظ على حقوق الإنسان.

دعونا ننظر إلى الأمام، ونستشرف آفاق المستقبل، بعيون متفائلة، وأن نأخذ الدروس والعبر من الأحداث التى مرت، ونترك ما فات للتاريخ، والنظر إلى الأحداث بموضوعية وعقول منفتحة، والابتعاد عن الشعارات البراقة والزائفة.

[email protected]