رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

المال له فى نفوس الناس منزلة عالية، فهو عصب الحياة لا تستقيم الحياة إلا به. ولهذا اعتاد المرء على أن يتكالب عليه ويجعله كل شىء.وقد يدفع ذلك البعض إلى اقتراف الموبقات فى سبيل الحصول عليه. ويغيب عن هؤلاء أن المال أحيانا يكون غير مأمون العواقب. ولهذا قد يجلب علي من يقتنيه المشاكل والقلاقل.

الحديث عن المال يستدعى لى جائزة اليانصيب الكبرى التى تم الاعلان عنها مؤخرا فى أمريكا. وهى الجائزة التى سجلت رقما قياسيا عالميا، فهى أكبر جائزة يانصيب فى التاريخ، فمبلغ الجائزة خيالى يتعدى المليار ونصف المليار دولار ــ مليار وستمائة مليون دولار ــ.الجائزة فاز بها ثلاث تذاكر أصحابها من كاليفورنيا وتينيسى وفلوريدا. ولقد سعى الكثيرون لشراء تذاكر المسابقة على أمل الفوز بهذه الصفقة المغرية. ولم يقتصر الأمر على الأمريكيين بل تعداه ليشمل مواطنى الدول المجاورة، فالجائزة مغرية قيمتها توازى سعر قصر باكينجهام فى لندن.

ويغيب عن البعض ممن تطلعوا إلى احراز السبق والظفر بهذا المبلغ الخيالى أن اللعنة كثيرا ماحلت بالكثيرين ممن فازوا من قبل بجوائز اليانصيب. والقصص كثيرة، فهذه امرأة فازت باليانصيب وافتتحت مطعما إلا أنه فشل واضطرت إلى اغلاقه. وهذا شاب بريطانى كان يعمل فى»ماكدونالدز» وعندما ربح الجائزة انطلق إلى جزر الكنارى ليعيش حياته بالطول والعرض.وما لبث أن أفلس وعاد ليعمل من جديد فى ماكدونالدز، وهذا كندى ربح عشرة ملايين دولار اشترى منزلا واستثمر فى مشروع تجارى إلا أنه فشل وعاد ليقيم فى منزل والديه وما لبث أن انتحر، وهذه سيدة كندية زوجة لطبيب مشهور ربحت فى اليانصيب ولكنها بددت الأموال على لعب القمار. وكان أن منحت ابنا لها من علاقة سابقة مليونى دولار وعندما علم زوجها بذلك قتلها باستخدام كمية كبيرة من الحبوب المهدئة.

الكثيرون يتمنون جرعة من المال ولا يدرون أن هذه الجرعة يمكن أن تؤدى إلى التعاسة، ولهذا يتعين على العاقل ألا يحسد غنيا لغناه، فالأجدى أن يغبط ذوى النفوس الكبرى ممن ملكوا القناعة وطهروا أنفسهم بالايمان. ويظل المال متعة من بين المتع. ولكن هناك متعا تفوقه وتغنى عنه وهى متعة الصحة. كما أن السعادة تظل رهنا بالقناعة والاكتفاء. الغريب أن يتكالب المرء على المال بهدف اكتنازه ويتعامل معه بوصفه غاية لا وسيلة مثل الفنانين فى مصر الذين يحصلون على مبالغ خيالية والنموذج يتمثل فيما أعلن عنه مؤخرا من أن أحد الفنانين سيحصل على خمسين مليون جنيه كأجر عن عمله فى أحد المسلسلات التى ستعرض فى رمضان القادم. وهو بالقطع رقم استفزازى للكثيرين لاسيما بالنسبة لذوى الدخل المحدود.

المال عرض زائل والهوس به عديم الجدوى خاصة لمن تكالب عليه من أجل اكتنازه وهو ليس فى حاجة إليه. وقد يغيب عن الكثيرين أن أثرى أثرياء العالم ليسوا سعداء وقد يصل بأحدهم الحال إلى أن يتسول السعادة. نطلب من الله الستر وأن ينجينا من لعنة التكالب على المال.....