رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اشراقات

يخطئ من يظن ان الثورات فى العالم كله بلا ثمن.. وأنها تقوم وتهدأ دون أية تكاليف! وعندما أتحدث عن «التكاليف» فأنا اقصد معناها الشامل.. وأقصد به خسارة اقتصادية قد تكون مدمرة.. كما حدث فى مصر.. ومع كارثيتها فإن الخسائر المادية.. قابلة للتعويض.. والاقتصاد قد يتعافى.. بعد حالة الموت السريرى التى يرقد فيها.. لكن الأمر الذى لا يمكن تعويضه فعلاً هو الخسائر «البشرية».. وهى الدماء التى تسيل أنهارا من جراء الثورات..فهذه بالقطع ﻻ يمكن تعويضها..أو حتى تقييمها بثمن مادى!

وما حدث فى ثورة 25 يناير خير مثال.. فقد سالت الدماء فيها أنهارا.. سواء اثناء الثورة.. أو حتى فى الأوقات التى تلتها.. وكانت بمثابة «توابع» لهذا الزلزال!

لكل هذا يضع الشعب المصرى يده على قلبه.. كلما سمع اسم ثورة جديدة.. لأنه يدرك كلفتها.. ويعرف عواقبها!

أما الشباب صغير السن.. وقليل التجربة.. فهو لا يقيم وزنا لهذه الحسابات..وﻻ يدرك مخاطرها.. وتأثيراتها المدمرة على الاقتصاد والأمن.. وكل مناحى الحياة!

لهذا فهو يدعو كل يوم لثورة جديدة.. عمادها التهور والاندفاع.. وغالباً ما يكون هو أول ضحاياها.. سواء سقط قتيلاً.. أو حتى مصاباً بعجز قد يفقده قدرته على الكسب والعمل.. أو قد يصل به الأمر لحد ارتكاب جرائم فى حق المجتمع..يدفع ثمنها قضاء كل عمره وزهرة شبابه في السجن.. وللأسف لا يفيق الشاب منهم.. إلا بعد خراب مالطة..بل وخراب بلده!

وللأسف بعض الشباب يفعلون ذلك بحسن نية.. يعنى كجزء من اعراض المراهقة التى يمر بها كل واحد منا.. كما يفعل شباب الألتراس حالياً.. وهؤلاء للاسف يسلمون انفسهم وقيادتهم.. لمجموعة من تجار ومرتزقة الثورات.. والذين حققوا ثروات بالملايين.. من جراء الاتجار فى الأوطان وفى دماء اولاده.. لذلك رأيناهم يتراقصون.. أمام شاشات التلفاز.. كالشياطين احتفالا بإحراق المجمع العلمي.. وغيره من ممتلكات الوطن.. لم ﻻ وقد حققوا ما كلفوا بتنفيذه.. وهو سيملأ جيبه بالدولارات.. بل إن بعضهم كان يتقاول على سيره فى مظاهرات مدفوعة الثمن.. كما أعلن فى تسجيلاتهم.. وبالفعل حصلوا على المقابل سيارات وفيلات وأموال مغمسة في دماء زملائهم المغرر بهم!

وللأسف من يدفع الثمن - دائماً - هم الأبرياء.. سواء كان الوطن أو شبابه.. فهل يمكن لنا أن ننسى جرائم الجماعات كـ 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين.. وغيرها من المنظمات التى تنفذ أجندات ومصالح خارجية.. والتى وصمها القضاء بالارهاب..وحظر الانتماء إليها.. وكيف كان هؤلاء يدفعون بالطلاب الصغار..وتلاميذ المدارس.. إلى أتون النار التى كانوا يشعلونها.. فى شارع محمد محمود..من اجل اقتحام وزارة الداخلية.. وكيف كان الشاب المغرر به يدخل للشارع.. ويخرج منه جثة محمولة على الأعناق.. فى حين يحتمى هؤلاء الشياطين.. ويجتمعون فى فيلا جاردن سيتى.. والتى خصصها لهم مهندس استشارى معروف.. كانوا يطلقون عليه وقتها عمدة الميدان.. دون ان يقتل منهم أحد.. أو حتى يصاب جسده بخدش بسيط!

إذن من يدفع ثمن الثورات.. هو الوطن وأولاده الأبرياء.. ومن هنا يستغرب المصريون.. من هؤلاء الشباب.. الذين يدعون كل يوم لثورة جديدة.. وكأن الثورة لعبة اشتراها له «دادى».. ليلهو ويعبث بها.. فى وقت فراغه!

استرجلوا بقى.. وفوقوا.. حتى لا تضيعوا.. وتضيعونا معكم.