رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ما يجري حاليًا في عالمنا العربي، من تحالفات واستقطابات، لا يدع مجالًا للشك بأن المنطقة تسير على طريق فخ التقسيم والتفتيت،  وصناعة "أطلس عربي" جديد، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية!

أكثر ما نخشاه هو تصاعد وتيرة الكراهية والطائفية في العالم العربي.. وعلى ما يبدو فإن انتشارها يتصاعد في جميع أنحاء المنطقة، ما يؤسس لترسيخ صراعات عنيفة، تؤسس لخارطة المجهول!

منذ اندلاع "احتجاجات" أو "ثورات" الربيع العربي، قبل خمس سنوات، لا تزال أنظمة عدة متورطة تسفك الدماء، وتتفنن في إشعال الصراعات الدائرة والقتال المسلح، وتأجيج الاحتقان عن طريق بث سموم الكراهية!

في مجتمعاتنا العربية ـ غير الديمقراطية أساسًا ـ غالبًا ما يلجأ الحكام إلى الدين، فقط لإضعاف خصومهم السياسيين ومنافسيهم المحتملين، أضف إلى ذلك دعمهم الأيديولوجيات المتطرفة، لخدمة مصالحهم، وتبني خيار إرهاب الدولة والتطرف الرسمي!

إننا الآن نعيش حالة من القلق والتوتر والترقب، في ظل الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي، بعد التحالف الدولي "الفاشل" الذي تقوده أمريكا لمحاربة "داعش"، ومعها ستين دولة، في مقابل الحلف الآخر "الروسي ـ الإيراني"، الذي يضم العراق، و"حزب الله" اللبناني، إضافة إلى النظام السوري "فاقد الشرعية"!

يأتي التحالف "الإسلامي ـ العسكري" الذي أعلنت عنه السعودية، لمكافحة ما يسمى بالإرهاب، ليضم 34 دولة عربية وإسلامية، ما يمكن أن نسميه تحالفًا سُنيًا، وهو مطلب أمريكي ضروري، لا يتوافر على الحد الأدنى من التجانس والفاعلية.

 هذا التحالف المفاجئ، برأينا يفتقر إلى تحديد ماهية الإرهاب وهوية الإرهابيين المفترضين، كما لا يُعرف إن كانت قوائمه ستشمل حركات ودول لا تقع ضمن عوالم الإسلام السني، لكن المؤكد أن كافة الدول التي ترغب بالانضمام إلى هذا التحالف قلقة من "إرهابييها المحتملين".

إننا نعتقد أن تلك التحالفات، تنطوي على هشاشة واضحة، سواء أكانت ذات طابع ديني أو سياسي أو عسكري، في ظل ضبابية واضحة وغموض يكتنف النوايا الحقيقية!

لكن السؤال المطروح: ماذا بعد الانتهاء من الإرهاب المحتمل، هل ستظل دولنا على حالها، أم سنشهد تقسيمات جديدة ودويلات، وتغيرات ملموسة، إيذانًا بخارطة سياسية وجغرافية جديدة، وتغيير قواعد اللعبة؟!

إن منطقتنا تشهد انقسامات داخلية وحروبًا أهلية وأحداثًا دموية.. بعد أن أُريد لها عدم الاستقرار والدخول في صراعات، كما أن المشهد يظل مرتبكًا، في ظل انشغال الحكام بالحفاظ على عروشهم، حتى دبَّ الضعف في أوصالهم، وأصبحوا لا حول لهم ولا قوة، كلما سقط منهم عضو ينتظرون التالي!

باعتقادنا، لم يستفد من حالة الضعف العربي التي نعيشها حاليًا سوى الكيان الصهيوني "إسرائيل"، الذي ربما يعيش أزهى فتراته على الإطلاق، بعد أن أُنهك الجسد العربي خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا عندما تتعمد الأنظمة استخدام منطق "أنا أو الفوضى"!

منذ سنوات، والحديث لم ينقطع عن الأوضاع السياسية في المنطقة العربية، التي تُنذر بالكثير من التغيرات في المستقبل القريب، بعد أن صار الحديث عن إمكانية إعادة رسم الخريطة السياسية والجغرافية للعالم العربي، جهرًا وبشكل مفضوح.

يبقى القول إننا لا ننتبه لتلك المخططات إلا بعد فوات الأوان، لأن ما يُراد لسوريا هو تقسيمها إلى ثلاث دول "علوية وكردية وسنية"، والعراق من المرجح أنه سينقسم إلى ثلاث دول في الشمال والوسط والجنوب.. وفي ليبيا يُتوقع لها أيضًا أن تنقسم لثلاث دوليات، واحدة في الشمال الغربي عاصمتها طرابلس، وأخرى في الشرق تتبع بنغازي، والثالثة في "سبها".

وفي اليمن ـ الذي كان سعيدًا ـ من المرجح أن يعود كما كان "شطرين" شمالي وجنوبي؛ في حين لن تكون دول الخليج في منأى عن تلك المخططات، خصوصاً السعودية، التي يُراد لها أن تنشطر إلى نصفين أو ثلاثة، وبالطبع لن ينجو السودان من تفتيت آخر.

أما مصر، فإنها مستهدفة منذ القدم، لكنها تظل عصيَّة على المصير المرسوم لها، وإن كان تصدير الأزمات إليها يظل قائمًا.. لكن التقارير "القديمة ـ الجديدة" كلها توحي بأن المنطقة العربية ذاهبة نحو مجهول قاتم، قد يدفعها للترحم على "سايكس ـ بيكو"!