عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السنوات الأخيرة، شهدت تزايدًا واضحًا، ونشاطًا مكثفًا، لظاهرة "البلطجة الفكرية" التي بدأ ممارسوها من "المشاهير" في الانتشار والتزايد، ثم الظهور علنًا، بعد أن كانوا يعيشون في الظلام، ولا نراهم إلا على استحياء، أو خلال فترات متباعدة.

إن المتابع للشأن الفني، لن يجد صعوبة في اكتشاف تحول كثير من المنتمين إليه، إلى منافسة شيوخنا الأجلاء الذين آثروا الاشتغال بالإعلام، ما يوحي للمتلقي بأنهم العالمين ببواطن الأمور، الفاهمين لكل ما يدور حولهم، المثقفين في شتى أنواع العلوم والمعارف، والمستشرفين لآفاق المستقبل، عبر التنبؤ بما هو كائن وما سيكون!

لا شك أن ما يصدر عن هؤلاء يمكن تصنيفه على أنه إسهام مباشر في تخريب هوية المجتمع، تحت مسميات عدة، يمارسها مجموعة من "المتحذلقين الأدعياء"، الذين يثيرون الأذى الفكري، ويلحقون الضرر ببنية المجتمع، وينتهكون مقوماته وخصائصه وقيمه وثوابته الراسخة.

وبتدقيق النظر في التصريحات المنسوبة إلى كثير من "الفنانين"، تحت ستار "الإسلام الوسطي الجديد"، نلحظ أنهم ببساطة يكشفون عن سوءَة جهلهم الفاضح، بل أدنى مستويات الجهل، وادِّعاء الثقافة في علوم الفقه والحديث والتفسير!

ولعل المتابع لتصريحات "المبدعين" سيجد غرائب وعجائب و"بجاحة"، لا منتهى لها، بدءًا من تصريح إحدى الراقصات مؤخرًا خلال احتفالية مهرجان السينما في دورته الـ37، "اللهم صلّ على النبي، على مصر أم الدنيا، هوليوود الشرق ودايمًا خشوها آمنين، ده مذكور في القرآن.. الحمد لله رب العالمين"!

لم يكن ذلك فقط، بل سبقتها أخطاء كارثية فادحة لعدد من الفنانين والفنانات، مثل تلك التي حاولت الاستشهاد بآية قرآنية قائلة: "ويكيدون ويكيد الله"، أو الأخرى التي ذكرت أن "ربنا قال في كتابه: اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك، فترد عليها زميلها: صدق الله العظيم"!!

ولم يكن غريبًا أن نتابع أحد الفنانين وقد بدا عليه التأثر الشديد بقوله: "بعيط لما بسمع سورة طلع البدر علينا"، سبقه تصريح لإحدى الفنانات "أن عمرو بن العاص من الأربعة المبشرين بالجنة".. و"فتوى جديدة" لمخرجة سينمائية تطالب بإقامة حي للبغاء وإقرار "الدعارة" كمهنة معترف بها قانونيًا، على اعتبار أن ممارسة الجنس قبل الزواج حلال!

إحدى الفنانات أقرت بمشاهدة الأفلام الإباحية لأنها تُعد بمهارة وفي سياق درامي، وأخرى اعتبرت علاقتها مع "خطيبها" حرية شخصية، وعلاقة شرعية، كونها تستند على مبدأ الإشهار والإعلان، الذي يعتبر من أهم شروط الزواج في الإسلام.

كما حاولت إحدى الفنانات الاستشهاد بالقرآن الكريم في لقاء تلفزيوني بالقول: "اللهم لا شماتة"، مشيرة إلى أنها آية قرانية، وسبقها أحد الملحنين عندما أخطأ أثناء استشهاده بآية من سورة "الرعد"، والذي على ما يبدو لم يلتحق بمدرسة فنانة مشهورة لها تصريحات و"فتاوى" بالجملة، لا حصر لها، خصوصًا أنها ـ بحسب قولها ـ سوف تعلم الإسلاميين والمسلمين أجمعين، الإسلام الوسطي الجميل!

لقد استوقتني فتوى لأحد الفنانين، والذي قال إن "الحشيش" ليس حرامًا، لأنه لم يُذكر من ضمن المحرمات!، كما لم نجد حجة قوية نستطيع بها الرد على "فتوى" قديمة لإحدى الراقصات، اعتبرت فيها أن الرقص الهادف في رمضان حلال، "طالما أن الدور يأتي في سياق العمل، والهدف سياق درامي".

إننا نأسف لهذا التردي والإسفاف، خصوصًا وأننا على يقين بأن "صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله"، و"لا فقر أشد من الجهل"، ولذلك نعتقد أن أكثر شيء يمثل خطورة على الأمن القومي والإنساني هو أن يتحكم الجهل في مناحي الحياة كافة، لنعيش زمانًا جاهلًا، يزحف فيه المجهول على المعلوم!