رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعادت الهجمات الدامية في فرنسا، إلى الأذهان، أحداث 11 سبتمبر عام 2001 فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن خلَّفت وراءها 130 قتيلًا، ونحو 350 مصابًا، من بينهم 100 في حالة خطرة.
إننا نعتقد أننا مقبلون على سيناريوهات كارثية، بعد أحداث 13 نوفمبر بفرنسا، في ظل حالة الفزع والصدمة التي يعيشها العالم، تمامًا مثلما أعادت أحداث سبتمبر في أمريكا، رسم خارطة الشرق الأوسط، وفرض النفوذ والهيمنة والإملاءات الغربية، وتركت تأثيرًا خطيرًا على الوضع الدولي.
لم تكد تمضي ساعات على حادث باريس، حتى تصاعدت الدعوات في أوساط الأحزاب اليمينية الأوروبية وبعض الساسة الأمريكيين لإعادة النظر في سياسة الهجرة وإيقاف تدفق المهاجرين واللاجئين من مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا مؤشر خطير، له تداعياته على كافة الاتجاهات.
إجراءات عاجلة وحازمة وقرارات غير مسبوقة، أصدرها الرئيس الفرنسي، لمواجهة العمليات الإرهابية التي ضربت بلاده؛ وتتضمن إعلان حالة الطوارئ في كامل أرجاء البلاد، وغلق الحدود بشكل مؤقت، ونشر قوات الجيش في العاصمة باريس، وإيقاف كافة الأنشطة الرياضية، ووقف الدراسة بالمدارس والجامعات حتى إشعار آخر، وإعلان الحداد 3 أيام على أرواح الضحايا.
إننا نعتقد أن أي إجراءات استثنائية، تتخذها فرنسا، هي حق أصيل ووضع طبيعي، في مثل هذه الكارثة الإرهابية البشعة، وبالطبع لا مجال إطلاقًا للحديث عن تبريرات أو دفوع لهؤلاء المتشدقين بحقوق الإنسان والحريات!
ولكن، يبدو أننا أمام سيناريو كارثي متوقع، ستكون عواقبه وخيمة على العالم بأسره، وخصوصًا منطقة الشرق الأوسط، في ظل بشاعة الأحداث الإرهابية التي طالت أماكن متفرقة من العالم، بدءًا من مصر، ومرورًا بلبنان وتونس والسعودية والكويت، وليس انتهاء بفرنسا!
ربما ما حدث في عاصمة "النور" أخيرًا، يجعلنا نتوقف عند بعض المواقف المتناقضة تجاه العديد من الأحداث، التي لم يتفاعل معها الغرب، ولو ضمنيًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين، الذين يعانون باستمرار من شدة وطأة الإرهاب، وبالتالي لا نجد أدنى صعوبة في اكتشاف نفاق الغرب وقادته الذين يذرفون دموع التماسيح عندما يطالهم إرهاب أفراد أو جماعات لا تمثل الإسلام، ولا يحركون ساكنًا لما يحدث من جرائم وإبادة جماعية في أكثر من مكان في العالم.
من شرق العالم إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، يتحرك الإرهاب غير عابئ بأرواح الأبرياء التي يحصدها، ولكن المؤسف أن أحداثًا وكوارث كبرى لا تقل في بشاعتها عن ما حدث بفرنسا، لم يحرك لها العالم وقياداته ساكنًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين وسورية والعراق وليبيا واليمن، ما يجعلنا نشعر بأنهم متواطئين بسكوتهم في كل ما يحدث!
ولا شك أن الحادث الإرهابي البشع في فرنسا، يعيد للأذهان مرة أخرى، ذكريات أليمة تعرض لها قلب العاصمة باريس مطلع العام 2015، عندما وقع هجوم دامٍ على مجلة "شارلي إبدو"، راح ضحيته أكثر من 12 شخصًا، وتوجيه أصابع الاتهام والتحريض إلى مليار وستمائة مليون مسلم!
"كلنا فرنسا".. أصبح الآن شعار العالم وزعمائه، بعد أن كان كله "شارلي"، والذي أوجد حالة توحد فريدة من نوعها، وأسفر عن مفارقة غريبة انتقل بها من عصر مظاهرات الجماهير، في السنوات الماضية، إلى عصر مظاهرات الرؤساء والملوك في ما يشبه حركة "تمرد" زعماء العالم على الإرهاب!
إن ما حدث في باريس يُنذر بعواقب كارثية مروعة، ستسهم في انتشار مشاعر الكراهية والانتقام، وتأجيج النعرات الطائفية، وقتل قيم المواطنة والمحبة التي تدعو إليها الأديان السماوية كافة، وبالتالي يتحتم على العالم أن يضع تعريفًا واضحًا ومحددًا للإرهاب، ووضع آلية صارمة وحاسمة لمواجهته، خصوصًا وأنه بدأ في التنقل من مكان لآخر، ولا أحد في مأمن من شروره، لأن الجميع أصبح هدفًا في مرمى الإرهاب.