رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

صادف الرابع من نوفمبر الجارى الذكرى العشرين لاغتيال «اسحاق رابين» رئيس وزراء إسرائيل الأسبق. ذكرى اغتياله استدعت لى اللقاء الذى كنت قد أجريته معه فى القدس ونشر فى صحيفة الاهرام فى العاشر من سبتمبر 1994. حديثه يومها منح الانطباع بأنه رجل سلام لاسيما عندما أجابنى عن سؤالى حول سوريا قائلا: (يدنا ممدودة بالسلام ولسنا معنيين بالحرب مع سوريا. وسأتوجه إلى دمشق فورا إذا سمحت لى سوريا بذلك).

ولهذا عندما جرى اغتياله فى الرابع من نوفمبر 1995 تأكد لى بأن اليد التى اغتالته أرادت عمدا إزاحة الرجل الذى امتلك الفرصة لتنفيذ معاهدة «أوسلو» مع الفلسطينيين. وتعبير آخر فإن من قام باغتياله إنما أراد تدمير عملية السلام برمتها لاسيما وأن كل المؤشرات كانت تؤكد بأن «رابين» كان على استعداد للتخلى عن الأراضى فى الضفة الغربية لتؤول إلى الفلسطينيين. بيد أن اليد التى اغتالته أرادت اجهاض ذلك والحيلولة دون تحقيق ما تطلع إليه. حيث إنها تؤمن بأن هذه الأرض ـ والتى تطلق عليها اسم «يهودا والسامرة» ـ هى منحة الرب للشعب اليهودى ولا يجوز أبداً مبادلتها أو التخلى عنها لأى سبب من الأسباب. وهذا ما حققه المتطرف «ايجال عامير» على أرض الواقع عندما نفذ عملية الاغتيال. وربما كان الموساد وراء الجريمة وتم اختيار طالب الحقوق المتشدد «عامير» للاضطلاع بالمهمة الموكولة له.

اغتيال» رابين» خلف مشاعر الإحباط فى أوساط أنصار السلام فى الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. وعلى النقيض سادت مشاعر الفرح لدى أوساط المتطرفين فى المعارضة وعلى رأس هؤلاء زعيمهم اليمينى «بنيامين نيتنياهو»، والذى كان قد قاد فى السابق حملة معارضة شعواء ضد «رابين».

ظهر «رابين» بوصفه أكثر ساسة إسرائيل رغبة فى انجاز السلام ولهذا منحه المواطنون ثقة كاملة فى الحفاظ على أمنهم. وبمجرد بدء عملية السلام فى «أوسلو» وضع «رابين» كل ثقله خلفها، وأكد هذا فى خطابه عام 1993 حينما قال:( إننا ندخل اليوم حربا دون مصابين ولا ضحايا. دون معاناة أو دماء. إنها الحرب الوحيدة التى استمتع بالمشاركة فيها. إنها الحرب من أجل السلام). ولهذا تحولت اتفاقات «أوسلو» بعد اغتياله إلى مرحلة من الموت البطىء. بل إنها قتلت فى الرابع من نوفمبر 1994 يوم اغتياله. نعم ضاعت فرصة السلام بعد موته لاسيما وأنه كان بصدد عقد اتفاق صعب مع «عرفات» ولاسيما أنه كان يعلم أن فكرة تأسيس دولة مستقلة للفلسطينيين ستكون ركنا من أركان أى اتفاق فى مرحلة التسوية النهائية مع الفلسطينيين.

أكمل «شيمون بيريز» فترة رئاسة الوزراء وفى انتخابات عام 96 حقق «نيتنياهو» نصرا صعبا لم يكن ليحوزه لو كان «رابين» على قيد الحياة. جاء «نيتنياهو» وتعثرت معه عملية السلام بعد أن صادر كل الآمال، وأعاق أى تقدم فى سير المفاوضات خلافا لرابين.