رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا شك أن ما تعانيه مصر خلال السنوات الأخيرة، من هموم وأوجاع؛ خصوصًا ما بعد ثورة يناير؛ مردّه إلى الانفلات و"العك" الإعلامي، الذي لا يتوانَ عن الإثارة الفجة والفضائح والخوض في الأعراض، وانتهاج أسلوب التخويف، وتصدير الهموم واليأس والإحباط.

المشهد الإعلامي الحالي؛ في جزء كبير منه؛ يشكل صورة عبثية، لا علاقة لها بمهنية الصحافة أو الإعلام على الإطلاق، وابتزازًا رخيصًا من بعض الإعلاميين المغرضين، في الصحف والفضائيات، الذين سقطوا في مستنقع التحريض والتهييج واستثارة المشاعر وإشعال الفتن في كل مكان ـ داخليًا وخارجيًا!

إن هؤلاء "أصحاب النوايا السيئة" أو ما يمكن أن نطلق عليهم "المتحولون"، هم مجموعة من معدومي الضمير وفاقدي الأخلاق؛ الذين تخلّوا عن أبسط القيم والمهنية؛ وقرروا أن يكونوا أداة مغرضة لنشر الرزيلة وزرع الأحقاد وبث السموم والشائعات في كل الاتجاهات.

إن الفترة الماضية، خلقت حالة جديدة من "العك" والانفلات الإعلامي لم تشهدها البلاد من قبل، بما تتضمنه من برامج فارغة المضمون والمحتوى، يقدمها أشخاص لا علاقة لهم بأبسط قواعد المهنة من قريب أو بعيد.. تمادوا في غيّهم وضلالهم، وألبسوا الباطل ثوب الحق، ورسّخوا الموبقات في نفوس الناس على أنها الحق المبين!

إن هوس بريق الشهرة وجمع المال، أغرى الكثير من المنافقين والأفاقين و"المطبلين"، أن يتسابقوا على الركوع والخنوع والذل، لتصدر المشهد الإعلامي، بعد أن جمّدوا شرفهم، وغيّبوا "عمدًا" مروءتهم ونخوتهم، وارتضوا أن يكونوا بلا ذمة أو عهد، أو وازع من دين أو ضمير.

مع كل أسف، طفح الكيل من هؤلاء "المؤلفة قلوبهم"، الذين لا يخجلون أن يُحسبون على كل نظام، أو مؤسسة، فجعلوا أنفسهم "مطية" لأصحاب رؤوس أموال، ولا يستحون أن يتفاخروا على الملأ بأنهم أداة طيّعة، تبطش بالقيم والأخلاق، وتسهم في تسطيح الأفكار وتغييب الوعي!

إن ما نلاحظه بسهولة يعبر بشكل حقيقي عن حالة متعمدة من الانفلات الإعلامي، بعد أن تخطى مقدمو البرامج المبادئ والقيم، وفقدوا أخلاقيات المهنة وميثاق الشرف، فلم يملّوا من اللهث وراء زيادة نسبة المشاهدة وجذب الإعلانات، دون النظر إلى طبيعة المحتوى المقدم للجمهور.

إن مَن يتابع الصحف والمواقع الإلكترونية، والبرامج الحوارية في الفضائيات الرسمية والخاصة، سيكتشف بسهولة أن أغلب ما يتابعه ويشاهده، كذب ونفاق وخداع وتضليل وتشويه للحقائق, ولا مجال للرأي الآخر أو الحياد والشفافية أو الموضوعية.

ولعل المتابع أيضًا لما يجري على الساحة الإعلامية، لن يجد صعوبة في اكتشاف قاموس جديد ومفردات غريبة واستضافة شخصيات ووجوه مكررة بشكل يومي، إضافة إلى التشويش المستمر على أصحاب الرأي الحر أو المختلف، واستبعاد هؤلاء الذين يتمتعون بالمصداقية والواقعية وأمانة نقل الحدث وبث الأخبار!

إن ما يعانيه الوطن من سلبيات، خلال السنوات الماضية، يتحمل الإعلام جزءًا كبيرًا من مسؤوليته، وبالتالي لن يكون هناك إصلاح أو تنمية حقيقة، أو يُكتب النجاح لأي جهود تُبذل، في ظل هذا المناخ الإعلامي المتردي، بل إننا نزعم أن استمرار تواجد هذه الوجوه "القبيحة" في الإعلام يمكن اعتباره جزءًا من المؤامرة ضد الوطن.

باعتقادنا، لن يستمر الحال طويلًا على هذا النحو المخزي، لأن الشعب سأم وملَّ هؤلاء المتحولين، "الآكلين" على كل موائد السلطة والأنظمة المتعاقبة، وسيأتي يوم تُكشف فيه الحقائق، وتنكشف عوراتهم وفضائحهم، وعندها سيكون مصيرهم "حتمًا" مزبلة التاريخ.