رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

مازال الكابتن مجدي عبدالغنى يعتقد أنه أهم لاعب كرة قدم في تاريخ مصر ولا يمل الرجل أبداً من الفخر بهدفه في مرمى بروك حارس مرمى هولندا في كأس العالم رغم مرور ربع قرن من الزمان.

وأصبحت الحكاية مسخرة ومسرحية كوميدية ونكتة مضحكة جداً يتندر بها المصريون في جلسات السمر أو ساعة لقلبك على المقاهي وإذا بالغ أحدهم في الحديث عن نفسه وعظمة إنجازاته في العمل أو فى خدمة أهله أو أصدقائه يقولون له على سبيل السخرية أنت عامل فيها جون مجدي عبدالغنى.

والحقيقة أن حكاية المهندس محمد النواوي مع قطاع الاتصالات تشبه إلى حد كبير جون مجدي عبدالغنى مع اختلاف بسيط جداً هو أن الكابتن نواوي لا يتحدث بنفسه عن إنجازات يعتقد أنه حققها ولكن هناك آلاف الموظفين والعمال والصحفيون والمسئولون يقومون بالواجب.

فمنذ أن أطاح خالد نجم بالنواوي بعيداً عن إدارة الشركة المصرية للاتصالات وقد كان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي والحاكم بأمره فى أول خلاف حول احتكار الشركة للبنية التحتية وفشل مفاوضات تخفيض تأجير هذه البنية لشركات الإنترنت في شهر أبريل الماضي قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن رغم الإطاحة بالوزير خالد نجم وخلعه فى التغيير الوزاري الأخير.

فمنذ الإطاحة بالنواوي والحديث لا ينقطع عن إنجازات ومواقف تاريخية وأن الرجل ضحى بمنصبه وحياته من أجل الكنز البشري يعنى عمال الشركة البالغ عددهم نحو 43 ألفاً.

وأنه لم يفرط ولم يساوم على حق الشركة في رخصة المحمول والإنترنت المحمول الذى هو كل المستقبل حيث قيمة العمل في هذه السوق 33 مليار جنيه فى الوقت الذى تحارب فيه الشركات فى سوق الإنترنت الثابت وهو أقل من 3 مليارات جنيه.

ورغم ذلك يأتي الوزير يطلب منه تخفيض أسعار البنية الأساسية لشركات المحمول والإنترنت بما يعنى مزيداً من الاضطهاد للشركة المصرية للاتصالات لصالح شركات المحمول الأجنبية.

وبالطبع كان الكلام الكبير ده العاطفي مقنعاً جداً للعاملين وللكثير من الناس والزملاء الصحفيين وكنت أحدهم حيث كتبت أنه طالما تعجز المصرية عن منافسة شركات المحمول فى الإنترنت المحمول لماذا نشجع الشركات على منافسة المصرية للاتصالات في الإنترنت الثابت.

وحاول الوزير النجم خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها الوزارة إقناع الناس أن النواوي إخوان أي أتباع النواوي فى الشركة يستفيدون من هذا الوضع الاحتكاري وأن ذلك يضرب مناخ الاستثمار في مصر ويهدد بقضايا تحكيم دولي وخسارة فادحة.

ورأينا منافسة قوية وانخفاض أسعار الإنترنت الثابت فعلاً ولكن كانت البداية من تي إى داتا.

وهو ما يعني أن كلام النواوي يحمل منطقاً حيث كان يردد أن تخفيض تي إى داتا يجبر الآخرين على التخفيض دون خسائر كبيرة للمصرية.

المهم الآن أن الوزير نجم طار بسبب ضغوط وحكايات وروايات النواوي إخوان، وعادت الأمور إلى سابق عهدها قبل نجم وعاد كل المستبعدين إلى مناصبهم، ولم يبق إلا النواوي.

ويتوقع الجميع عودته خلال ساعات معدودات إلى مسرح الأحداث وسط تصفيق حاد، وأيضاً وسط توقعات بأن يمثل النواوي أحداث الرواية الخالدة الكونت دي مونت كريستو، التى تم ترجمتها إلى لغات الدنيا كلها وفى مصر اتعملت 3 أفلام صريحة، بالإضافة إلى عشرات الأفلام الأخرى تدور حول الفكرة وهى الانتقام، وقد رأينا حسن الهلالي في أمير الانتقام وأمير الدهاء مع أنور وجدي وفريد شوقى، ثم مع جابر أو نور الشريف في دائرة الانتقام.. فهل يقوم الكونت دي مونت نواوي بنفس الدور ويفتح دائرة الانتقام؟

أشك كثيراً لأن هناك آلاف الموظفين والعمال يرحبون بهذه الطريقة لتستمر اللعبة ويعود اللغط والفوضى والانتقام والانتقام المضاد فى دائرة لا تنتهي إلا باختفاء البطل، خاصة أن هناك من يتلاعب بالقطاع ويضحك بسخرية ويحرص على استمرار الفوضى وسوف يكون النواوي نفسه هو الضحية، ولا يخفى على أحد أن قرار إقالة نجم كان هدفه الوحيد الهدوء.

يعنى إذا كانت عودة النواوي  تثير الجدل والفوضى والانتقام، خاصة أن شركات المحمول الثلاث لا ترحب به، فسوف يكون القرار الأصوب استمرار أسامة ياسين الذي نجح في احتواء أزمات كثيرة وحل مشاكل العمال وتصحيح مسار المفاوضات مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول والإنترنت.

فكرة للتأمل 

هل تري أن السيارة تعود للخلف أم أنه انسحاب تكتيكي من ياسر القاضي وزير الاتصالات الجديد؟

 

 

[email protected]