عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تدنيس باحات المسجد الأقصى "أولى القبلتين وثالث الحرمين"، على مرأى ومسمع من الجميع، الذين أصبحوا في صمت مريب، قد يُعطي انطباعًا أن القضية الفلسطينية فقدت التعاطف الإسلامي والعربي.

انشغل المواطنون والساسة والإعلاميون عن متابعة ما حدث خلال الأيام الفائتة، بما يفعله جنود الاحتلال الصهيوني، حتى أن الأوضاع هناك، لم تعد تشغل بالهم أو اهتماماتهم.

غاب الأقصى، وغابت فلسطين، تلك القضية المركزية التي كانت وجبة أساسية، تربى عليها جيل السبعينيات من القرن الماضي وما تلاه، فما عادت تُشغل الكثيرين بما تحويه من مشاهد القسوة والقتل والدماء والخراب الذي حلَّ بأهلنا هناك!

لم يعد أحد يتذكر المشهد المؤلم لاستشهاد الشيخ القعيد أحمد ياسين، أو أحداث الانتفاضتين الأولى والثانية، أو صورة الطفل محمد الدرة، كما لم تعد الذاكرة تستوعب عندهم مشاهد حرق أشجار الزيتون وإشعال النيران في المنازل، ولا هذا الجدار العازل الذي يُجسد أبشع أنواع الحصار الظالم.

ماذا حدث للمسلمين والعرب.. هي نفسها فلسطين، وهو نفسه العدو، الذي زاد في جبروته وطغيانه، فلماذا تبدَّلت مشاعرهم تدريجيًا تجاه القضية الفلسطينية، ولم تعد كما كانت على رأس أولوياتهم!؟

نعتقد أن معاداة الإسلام السياسي دفع الكثير من الدول العربية للتخلي عن دعمها للقضية الفلسطينية، إما بسبب انشغالهم بأحداثهم الداخلية، أو العداء والكفر بها، خصوصًا بعد تزايد الفزاعات الإعلامية التي تبث سموم الكراهية ضد الفلسطينيين، والمطالبة بتضييق الخناق عليهم، لاعتقادهم أنهم سبب ما يحدث من كوارث عربية!

غابت القضية الفلسطينية عن الوجدان، بعد نجاح أنظمة عربية عدة، في "شيطنة" الفلسطينيين، وإظهارهم بأنهم أعداء حقيقيون، يهددون الأمن القومي العربي، فاكتفى "علماء" الأمة بالقول: "للمسجد رب يحميه"، لأنهم منشغلون بقضية أهم، ألا وهي "جواز الأضحية بـ"الفراخ"!

السنوات الأخيرة تشهد هجومًا لاذعًا ضد القضية الفلسطينية، من بعض النخب العربية، حتى أن إحدى الكاتبات ـ في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ـ قالت حرفيًا: "أطالب بطرد كل الفلسطينيين من مصر ومصادرة أملاكهم ومتاجرهم، ولابد من القبض على كل متعاطف واتهامه بالخيانة العظمى، وإلغاء موضوع القضية الفلسطينية من المناهج والإعلام والصحف، ملعون أبو أم القومية العربية، مش هنحافظ عليها بدم أولادنا، كفاية تخلف وضعف وخضوع لكلام وهمي ملوش معنى"!!

لعل ما يجري في باحة المسجد الأقصى، منذ أيام، يعد حلقة في مسلسل متواصل يهدف إلى استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الذي يمثل نواة القدس العربية وجوهرتها، لكن ذلك الأمر الخطير لم يعد ضمن أولويات "علماء السلطان" والسياسيين والكتاب الحنجوريين الذين التزموا الصمت والسكوت والخنوع، بعد أن كانت حناجرهم وأقلامهم وشعاراتهم أهم أسباب زعاماتهم العنترية وشهرتهم التي فاقت كل تصور.

إن الاحتلال الصهيوني يدرك جيدًا، ألا أحد يستطيع منعه في كل ما يرمي إليه، ولن يوقفه أحد في سبيل تحقيق أهدافه، ولذلك يعمل على قطع الشعرة الأخيرة التي تربط الفلسطينيين والعرب والمسلمين بالقدس المحتلة، من خلال اتباع سياسة النَفَس الطويل، التي ينتهجها منذ نصف قرن.. "end of text".

Email: [email protected]