رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى لقاء الرئيس مع رؤساء 23 جامعة، هذا الأسبوع، دار كلام مهم، لابد أن يستوقفنا طويلاً، لأن له معنى سوف أكشف لك عنه، فى آخر هذه السطور، وربما سوف تستطيع أنت أن تتبينه، سريعاً، قبل أن أكشف عنه لك!.

فالرئيس صارح رؤساء الجامعات، فى حضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المُقال، والمكلف بتسيير الأعمال، وفى حضور الدكتور السيد عبدالخالق، وزير التعليم العالى، الذى ربما لن يكون فى منصبه، عندما ترى هذه السطور، النور.. صارحهم الرئيس، جميعاً، بأن تعليمنا لابد أن يكون متطوراً، ومتقدماً، وأن يحمل خريج الجامعة شهادة يستحقها بعد تخرجه، لا أن تكون مجرد ورقة عليها دليل نجاحه، وأن يكون هذا الخريج قادراً على أن ينافس فى سوق العمل، وأن يحصل على فرصة عمل تليق به، وبشهادته، وبتعليمه!.

حسناً.. ثم ماذا بعد؟!

قال الرئيس ـ فيما قال  ـ انه عندما كان فى زيارة إلى سنغافورة، مؤخراً قد اكتشف أن سنغافورة هذه، كدولة، ليست سوى خمسة ملايين نسمة، يسكنون 700 كيلو متر مربع، ومع ذلك. فإن دخلها القومى يزيد على 350 مليار دولار سنوياً، أى أنه أضعاف أضعاف دخلنا القومى نحن هنا فى مصر!

لاحظ سيادتك، أننا 90 مليوناً من البشر، وأننا نسكن مليون كيلو متر مربع.. ثم قارن أنت، واحسبها بالورقة والقلم، لتصل إلى ما يتعين أن نكون نحن عليه بين الأمم.

حسناً أيضاً.. ثم ماذا بعد ذلك؟!

أضاف رئيس الدولة أنه سأل عن السر الذى جعل هذا العدد المحدود من السكان، فى سنغافورة، على تلك المساحة المحدودة جداً، يبلغ ما بلغه من مكانة بين دول شرق آسيا، بوجه خاص، وبين دول العالم كلها، بوجه عام!.

سأل الرئيس فأجابوا عليه، بأن السر فى كلمة من سبعة أحرف، وهذه الكلمة هى «التعليم» ولا شىء سواها، وأن الحكاية، من طول الكلام عنها، لم تعد سراً، ولا يحزنون، وأن أى طفل فى العالم أصبح يعرف، أن أساس نجاح سنغافورة، وغيرها من الدول الناجحة، هو التعليم، ولا شىء غيره، ومع ذلك، فالدول التى نجحت، مثل سنغافورة، تزداد نجاحاً، وفى المقابل، فإن الدول التى لم تنجح، تزداد بؤساً، رغم أن الروشتة، معروفة، ورغم أن الطريق معروف، ورغم أنه مرسوم!

حسناً جداً للمرة الثالثة.. ثم ماذا بعد ياسيادة الرئيس؟!

لقد أنهيت كلامك، الذى دام 35 دقيقة، بأن قلت، إن تعليمنا فى حاجة الى طفرة، وإن رؤساء الجامعات الذين كانوا يجلسون معك، مسئولون عن إحداث هذه الطفرة، وإن عليهم، كما قالت الصحف التى نقلت تفاصيل اللقاء، أن يستعدوا فى جامعاتهم لبدء العام الدراسى الجديد!

بعدها.. وبعدها مباشرة، انفض الاجتماع، وعاد الرئيس الى جدول أعماله، من بعده عاد المهندس محلب، الى تسيير أعماله، وعاد من بعدهما كل رئيس جامعة، الى جامعته، ليستعد للعام الدراسى الجديد!.

بعدها.. وبعدها مباشرة، عادت الصحف الى تناول موضوعات أخرى، وعاد الإعلام كله، الى هموم أخرى أيضاً، وعاد كل الذين تابعوا لقاء الرئيس، برؤساء الجامعات، الى الانشغال بموضوعات مختلفة!.

بعدها.. وبعدها مباشرة.. كان كل رئيس جامعة، ممن حضروا اللقاء يفكر فى طريق عودته، فى الطريقة التى يمكن بها إحداث طفرة فى تعليمنا، كما طلب الرئيس منهم، فاكتشف كل واحد فيهم، فيما أتخيل. أن ما سوف يصل اليه، على سبيل الحل، لمأساة تعليمنا، سوف يختلف بالضرورة عما سوف يصل إليه زميله، فى أى جامعة أخرى، وبالتالى، فالحل لابد أن يأتى فى إجماله من فوق، لا من تحت أبداً وكان أن بقى التعليم على حاله!.