رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

الحديث اليوم ينصب على مصر تحديداً كى تظل على نهجها  بمنأى عن إثارة النعرات المذهبية، وبالتالى بات مطلوباً منها أن تبقى على جسور التواصل مفتوحة مع كل الأطراف الفاعلة فى المنطقة، وأن تتبنى سياسة الحوار نهجاً بدلاً من المواجهة لإجهاض كل المحاولات الرامية إلى إشعال الفتن والصراعات الطائفية. وبالتالى لا يمكن لمصر الانسياق وراء من يحرض ضد إيران ويشكك فى نواياها بدعوى المذهبية. وعليه يتعين اليوم على مصر البحث عن وحدة العقيدة الإسلامية التى تجمع بينها وبين إيران أخذاً فى الاعتبار أن إسرائيل هى العدو المشترك للطرفين، فإسرائيل ـ وليست إيران ـ  هى التى تشكل الخطر علينا وعلى المنطقة.

إن مايجمعنا بإيران أكثر بكثير مما يفرقنا، فهناك الحضارة الواحدة والتاريخ والعلاقات والعقيدة. هذا فضلاً عن أن اليد الإيرانية ممدودة لمصر ولابد من التواصل معها حماية للمصالح المصرية لاسيما وأنه يجب قطع الطريق على أهداف أمريكا الرامية إلى إشعال الفتنة الطائفية فى المنطقة  كى تؤلب من خلالها العالم العربى ضد إيران تنفيذا لمخططها الجهنمى الذى يرمى إلى تفتيت الدول وتجزأتها.

آن الأوان لأن تعيد مصر إلى الواجهة علاقاتها مع إيران بعيداً عن نزعة التشكيك فى المذاهب التى دأبت المنطقة العربية على تصديرها وليجرى بسببها شيطنة إيران واستعداء الجميع ضدها لاعتناقها مذهب الشيعة. بينما نجد أن إيران على النقيض، فلم يحدث أن تحدثت بنبرة المشكك فى السنة واتباع المذهب السنى، فالجميع مسلمون. ولنا فى فضيلة الإمام الأكبر «محمود شلتوت» خير قدوة عندما ركز جهده فى التقريب بين المذاهب من منطلق أن الإسلام يضم المذهبين، وبالتالى فلا مصلحة البتة فى أن نقيم الحواجز بينهما ونشعل نار الفتنة بين أتباعهما.

اليوم بات مطلوباً من مصرالتواصل مع إيران من أجل عودة العلاقات الدافئة لاسيما وأن دول الخليج ترتبط بعلاقات وثيقة معها على الرغم من أنها قد اعتادت أن تشكك فى المذهب الشيعى وتتوجس من تحركات إيران فى المنطقة. وتعد دولة الإمارات خير مثال على ذلك ويكفى أنها تقيم أقوى علاقات تجارية مع طهران إذ تصل نسبة التبادل التجارى بينهما إلى مليارات الدولارات رغم النزاع القائم حول الجزر الثلاثة (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى). ولهذا كله آن الأوان لكى تفتح مصر الطريق نحو تطبيع العلاقات مع إيران التى مافتئت  تمد يدها وتبدو متلهفة لتحقيق ذلك. آن الأوان لتحسين العلاقات مع طهران لاسيما بعد أن تم التوقيع على الاتفاق النووى فى فيينا فى 14 يوليو الماضى والذى كان بمثابة اعتراف دولى بإيران كقوة إقليمية لها وزنها ودورها الطليعى فى المنطقة. ولهذا من المفيد لمصر اليوم تمتين علاقاتها بها ولتترك المذهبية جانبا لتقول:  أهلاً بإيران دولة إقليمية واعدة. دولة  لايمكن إلغاؤها من الخريطة...