عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بعيداً عن أسباب ثورة الموظفين ضد قانون الخدمة المدنية الجديد، وبعيداً عن دوافع تظاهر فئة من الموظفين متضررة، أكثر من غيرها من القانون.. فإن هناك حقيقة واحدة، مهما تعددت واختلفت الأسباب والدوافع.. أن روح ثورة 25 يناير في قلب هذا الشعب ما زالت متقدة ولن تخمد.

وما شهده شارع عبدالخالق ثروت أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة منذ أيام، لن يكون المشهد الأخير ضد الظلم الوظيفي أو السياسي أو الاجتماعي.. ولكنه سيظل مشهداً ضد القوانين، والأشخاص الذين صنعوها أو الفئات المستفيدة دون الآخرين.. وليس ضد نظام حكم.. حتى لا يفرح الإخوان والإرهابيون، ويحاولون القفز على أي حركة احتجاج أو مظاهرة أو حتى رأى معارض حالية أو قادمة، كما فعلوها مثل الحرامية في يناير 2011، لأن التاريخ لا يعيد نفسه، أيها الأغبياء، ولان الشعب الذى أطاح بأبشع نظام فاسد ومستبد في المرة الأولى، وبأسوأ تنظيم فاشي في المرة الثانية لن يعطى الفرصة لأحد مرة ثالثة ان يستعبده أو يستغله أو يضحك عليه باسم الوطن أو الحرية.. أو حتى لقمة العيش.

وطوال التاريخ السياسي لهذا الشعب.. لم يتمكن حاكم أن يسيطر عليه، سواء أجنبي أو مصري.. سخروا من ملوكهم الفراعنة، ومن أباطرة الرومان، وأدهشوا نابليون بونابرت، والإنجليز خرجوا من مصر يتكلمون اللهجة المصرية.. بينما خرجوا من الهند وكل الهنود يتكلمون الإنجليزية.

أما الملك فاروق.. فاعتقد أنه لم يترك العرش، حقناً لدماء المصريين، كما يتردد، ولكن لأنه يكاد يكون الملك الوحيد في زمانه، الذى يعترف علناً أنه ليس ملكاً أو لم يعد ملكاً، فقد كان يقول دائماً: «لم يبق في العالم سوى خمسة ملوك، ملك إنجلترا وأربعة ملوك كوتشينة»، يضاف إلى ذلك الهتافات التي كان يرددها المتظاهرون في العشر سنوات الأخيرة من حكمه بداية من هتاف: «يسقط يسقط فيفي» و«فاروق فارقنا بلا نيلة.. دى مصر مش عايزه لها رذيلة».. كما سخر الناس منه بقولهم: «فاروق.. ملك مصر والسودان وسامية جمال» و«ملك البلاد يا زين.. يا فاروق يا نور العين.. أمك مرافقها اتنين على ماهر وأحمد حسنين».. وفى عام 1950 سار شباب الجامعات والمدارس في أضخم مظاهرة يهتفون بسقوط الملك فاروق مستخدمين أقسى عبارات الإهانة لذاته ومن الهتافات: «الذى لا يحكم أمه لا يحكم شعب» و«ويكا يا ويكا هات أمك وأختك من أمريكا».

ولم يكن الأمر مختلفاً كثيراً مع الرئيس عبدالناصر، وكذلك مع الرئيس أنور السادات، ولكنه كان قاسياً مؤلماً مع المخلوع مبارك، الذى أعتقد أنه الحاكم المصري الوحيد الذى سمع وشاهد على مدى 18 يوماً الأخيرة من حكمه.. شتيمته ومسخرته والمهزأة عليه.. ولو لم يهرب من قصر العروبة إلى شرم الشيخ لكان تعرض إلى المهزأة به في شوارع القاهرة.

ولذلك.. أقولها صراحة للرئيس عبدالفتاح السيسي: لا تراهن إلا على الشعب المصري، ولا تعمل إلا للشعب المصري.. فلم يحم الجيش حاكماً إلا من يختاره الشعب المصري، ولم يدافع القضاة عن حاكم إلا من يحميه الشعب المصري، ولم يسمع الشعب المصري إلا للإعلام الذى ينحاز للشعب المصري وليس للحاكم، ولديك فرصة تاريخية بانتخابك من غالبية الشعب المصري.. رئيساً، وأن تمويل الشعب لمشروع قناة السويس الجديدة، رغم الأزمة الاقتصادية التي تقصم ظهر كل بيت مصري.. لم يكن سوى إعادة انتخابك رئيساً.. ولم تكن سوى تفويض جديد.. ليس للقناة فقط، ولا للاستمرار في محاربة الإرهاب.. ولكن لمشاريع أخرى كثيرة مثل محاربة الفساد، ومشاريع تطوير التعليم، وتحسين الخدمات الصحية، وتحديث النظام الإداري.. و.. و.. و.. وعشرات المشاريع في الزراعة والصناعة والخدمات.. وقد تبدو هذه المشاريع صعبة، بل مستحيلة على أي حاكم.. إلا إذا كان معه شعب يثق فيه مثل الشعب المصري.

من الشارع:

في يوم 21 يونية 2014، تم القبض على سبع بنات في مصر الجديدة بالقاهرة على هامش تظاهرة سلمية ضد قانون التظاهر والتجمع السلمي.. بعد استخدام الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لفض الجمع، ألقت قوات الشرطة القبض على يارا سلام وسناء سيف وحنان مصطفى محمد وسلوى محرز وسمر إبراهيم وناهد شريف وفكرية محمد، بالإضافة إلى آخرين.

وتم الحكم عليهن بالسجن 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه وقضت المحكمة بتغريمهن التلفيات ووضعهن تحت مراقبة الشرطة لمدة 3 سنوات بعد خروجهن على كل المتهمين في القضية، رغم مرور أكثر من نصف المدة.. والإفراج عن دفعات من المسجونين بأحكام أكبر من ذلك، فإنه لم يتم الإفراج عن البنات.. وليس هناك مبرر لهذا الإصرار على عدم الإفراج عليهن.. إنهن في النهاية بنات صغيرات في السجن، وأثر ذلك ليس جميلاً في صدور الشعب.

 

 

[email protected]