عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضيلة "الصبر" كانت إحدى شيم العرب "الدائمة" قديمًا، لكنها الآن أصبحت "مسارًا إجباريًا" يلازمهم، خصوصًا عندما لا يكون باليد حيلة، أو ليس بالإمكان أفضل مما كان، بانتظار تحقق "معجزة" في زمان انتهت فيه المعجزات!

انتظر العرب عقودًا بانتظار "الفرج"، تحت شعارات ورايات دينية وقومية، حتى سقطت مناطق عدة في متاهة التقسيم والاحتلال والحرب الأهلية.. وما زال الكثيرون يُعوِّلون على "الراعي الأكبر" أمريكا.. لكنهم ـ للأسف ـ لم يتعلموا الدرس بعد!

العالم العربي؛ من موقع  المتفرج الدائم؛ يعاني منذ عشرات السنين، ولا يزال قابعًا في مكانه، ينتظر "فرجًا" غيبيًا، كمن يلهث وراء "سراب" يحسبه الظمآن ماء، متحليًا بـ"الصمت الخجول"، وكلما عصفت به كارثة، ينتظر "صابرًا محتسبًا" أن تحل به أخرى!

انشغل العرب وأُشغلوا بهمومهم، وعاشوا في جزر منعزلة عن أنفسهم وعن محيطهم، ووجدوا أنفسهم في مرمى "أجيال جديدة من الحروب"، بدأت باحتراب داخلي أو حدودي، يُتوقع لها في المستقبل القريب أن تتحول إلى حروب مذهبية، أو إشعال فتيل حروب المياه في المنطقة.

بعد فشل سياسات أمريكا خلال العقود الثلاثة الماضية في تسويق مشاريعها الخاصة بالمنطقة، وإقامة شرق أوسط جديد، لم تجد أمامها سوى "تدوير" قواعد اللعبة، بإطلاق مشروع "بائد" لإعادة تصنيع العرب مذهبيًا.

وفي المقابل، يبدو أن سقف توقعاتنا في "استفاقة" عربية قادمة، لإدراك حجم الخطر، وأخذ زمام المبادرة، وعدم الوقوف "متفرجين" على ما يحدث من حولنا؛ لم يكن في محله؛ لأننا لم ندرك بعد، التحديات التي تحيط بنا من كل اتجاه.

المخطط الشيطاني ـ للأسف ـ يبقى حقيقة واقعة، مهما حاول كثيرون عدم تصديقها، لأن هؤلاء لا يرغبون في اكتشاف دلائلها الواضحة، والتي جعلتهم يستمرئون العيش في عصرٍ تكتنفه كافة أشكال الضعف والهوان!

يبقى المسمار الأخير في نعش عالمنا العربي، وهو اللعب على وتر الطائفية والمذهبية البغيضة، تلك الحالة التي بدأت تتمدد بالفعل على الأرض، منذ سنوات، بفضل الوضع العربي الرخو، والتي إن استمرت على هذا النحو، ربما نجد أنفسنا مستقبلًا خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ.

الجسد العربي أُنهك خلال السنوات الخمس الأخيرة، بثورات غير مكتملة، حادت عن طريقها، ولم تحقق أهدافها، سواء أكان بفعل فاعل، أم بخيارات خاطئة، جعلت الكثيرين يكفرون بالديمقراطية والحرية، ويفضلون تجرع العبودية والحنين إلى سنوات الفقر والفساد!

يبقى الوضع قائمًا على ما هو عليه، إلى حين، وعلى المتضرر "العربي" أن يستفيق من سباته، ويستشرف آفاق المستقبل والخطط التي تحاك ضده، وألا يقف مكتوف الأيدي، في ظل نمو قوىً إقليمية جديدة، وتزايد نفوذ أخرى.

إن انشغال العرب أو إشغالهم بصراعات داخلية وفتن مذهبية، سوف يسهم بالتأكيد في تعزيز التشتت والانقسام، ولذلك نعتقد أن ملامح منطقة الشرق الأوسط ستتغير خلال السنوات المقبلة، طالما أن السياسة العربية، تجاه المخططات الأمريكية، ما هي إلا ردود فعل، لا ترقى إلى حجم الكارثة، ولا تستشعر الخطر إلا في الفضائيات فقط!

إننا لم نفقد الأمل تمامًا في "استفاقة" عربية، لإدراك المخاطر، وأخذ زمام المبادرة، وعدم الوقوف "متفرجين"، لأن العالم قد تغير بالفعل، ولا مكان للضعفاء عسكريًا واقتصاديًا وعلميًا، وألا يتم ابتزازنا من خلال "تدوير" مشاريع شيطانية، لإيقاع العرب في مستنقع المذهبية والطائفية، الذي سيكون زلزالًا مدمرًا لا نجاة منه لأحد.