رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في منتصف رمضان، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يتحدث الى الصحفيين في حفل أقيم في البيت الأبيض، وكان أن زل لسان الرئيس، ثم كان أن مضى هو في حديثه، بشكل طبيعي، دون أن يستدرك زلة اللسان، وكأن شيئاً لم يحدث!

ولا أحد يعرف، ما إذا كان أحد من الحاضرين، قد انتبه إليها، أم لا؟!.. ولكن ما نعرفه، أن المسئولين عن خطاب الرئيس، قد صححوا الخطأ، في النص المكتوب، عند نشره على موقع البيت الأبيض، وكان هذا طبيعياً، لأنه ليس من المتصور أن يجري نشر زلة اللسان كما هى، ولأن زلة اللسان غير مقصودة بطبيعتها، سواء جاءت على لسان أوباما شخصياً، أو على لسان غيره من الرؤساء.. ولكن هذا لا ينفي أن يظل لها ما وراءها دائما!

ولابد أن الموضوع يبقى كالآتي: ما الذي تعنيه زلة لسان من هذه النوعية.

وأقول هذه النوعية من زلات اللسان، لأن أوباما حين زل لسانه، قد قال إن بلاده تدرب قوات «داعش» في العراق، بدلاً من أن يقول أن بلاده تدرب قوات الجيش العراقي.

طبعاً.. كان من المتوقع، أن تثير زلة لسان كهذه عاصفة من الهمهمة على الأقل، في القاعة لأن الذي زل لسانه، أولاً، ليس أي شخص، ولا أي رئيس، ولأن الموضوع الذي زل فيه لسانه، ثانيا: كان ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة!

كان الموضوع ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة، لأن العلاقة بين الادارة الأمريكية، من جانب، وبين أبو بكر البغدادي، الذي يوصف بأنه زعيم «داعش» الارهابي، من جانب آخر، علاقة ملتبسة للغاية، خصوصاً في بداياتها، عندما كان البغدادي سجيناً في جنوب العراق عام 2005، وعندما جرى إطلاقه، بمعرفة الأمريكان عام 2009 ليظهر بعدها بفترة، على رأس تنظيمه الارهابي!

كان الموضوع ولايزال موضع علامة استفهام كبرى، لأن ادارة أوباما لاتزال تتجاهل ما يُقال عن طبيعة مثل هذه العلاقة، رغم أن ما يقال يمسها، ورغم أن ما يقال ليس كلاماً إنشائياً، ولكنه يقال موثقاً باليوم، والتاريخ والمكان الذي جري فيه!

كان الموضوع ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة، لأنه لا أحد، الى الآن، يستوعب أن يكون تنظيم كهذا، مهما كان عدد أفراده قادراً على أن يحصل على سلاح متطور بهذه السهولة.. فهو ليس سلاحاً، وفقط، ولكنه سلاح متطور كما قلت، ومتقدم أيضاً، بل وأمريكي في كثير من أحواله.

كان الأمر ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة، لأن علينا أن نعود الى بدايات ظهور هذا التنظيم الارهابي، وندقق في توقيت ظهوره، وكيف أنه ارتبط بسقوط الإخوان، كمشروع سياسي، في القاهرة.. إن علينا أن ندقق في هذا جيداً، لعلنا نفهم، ما اذا كان «داعش» الإرهابي، من مشروع الأمريكان البديل في المنطقة، أم ماذا بالضبط؟!

كان الأمر ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة، لأن علينا أن نستخدم عقولنا بكل طاقتها، ونحن نحاول فهم أمر هذا التنظيم الإرهابي، من أجل هزيمته، ومن أجل القضاء عليه، ولن يكون هذا ممكناً، إلا إذا فهمنا أولاً، من أين جاء «داعش» هذا، وكيف نشأ ومن يموله، ومن يسلحه، ومن يسكت عليه، أو يغض البصر عنه، عن قصد؟!

كان الأمر، ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة، لأنه إذا كان الصحيح، أن علينا أن نتولى نحن العرب والمصريين، هزيمته بأيدينا، وبأنفسنا، فإن الأصح من ذلك، أن الحكاية لا تحتمل أن تروج دولة بحجم الولايات المتحدة، طوال الوقت، كلاماً عن أنها تقاومه، وتطارده، وتحاصره، بينما الواقع ينطق بغير ذلك، خصوصاً حين تأتي مناسبات تظهر فيها الحقيقة عارية، حتى وإن تم ذلك عن دون قصد، كما جرى مع زلة لسان أوباما.

كان الأمر ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة، لأن زلات اللسان، خاصة عندما تأتي من مسئولين وساسة كبار، تخضع لدراسة ولا تمر بسهولة ويتوقف أمامها أهل الاختصاص، ليفهموا ماذا وراءها!

كان الأمر ولايزال موضع علامات استفهام كبيرة لأن الواضح أمام كل عين واعية، أن «داعش» على بعضه، كتنظيم إرهابي، ليس سوى أداة أمريكية، لتحقيق أغراض محددة في منطقتنا، ولكن اللوم هنا لايقع بالطبع، على الأمريكان، ولكنه يقع كله، على الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة في أيدي الولايات المتحدة، لتحطيم أوطان بكاملها..وسوف يأتي يوم، يتكشف فيه، بوضوح ما يبدو الآن خافياً، أو عصياً على الفهم، في الحكاية كلها!