مسئول أمريكي: البشير يستعد لحرب شوارع
نفي أندرو ناتسيوس، المبعوث الأمريكي السابق للسودان الذي عاد مؤخرا من رحلة لجنوب السودان، أن تكون الحرب ما بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية علي الأبواب،
وأوضح في ندوة نظمتها جامعة جورج تاون :"أنا عسكري سابق، والبشير عسكري، وسلفاكير عسكري.. ليس هناك حرب علي الأبواب. وتصريحات قيادات المؤتمر الوطني المتشددة ليست سوي تكتيكات لتحسين الاتفاق النهائي مع الحركة الشعبية".
وأردف:"عندما ذهب الصادق المهدي لتوقيع اتفاقية مع الحركة الشعبية في 1989م قاد الترابي انقلابا حتي يقطع عليه الطريق. والرئيس البشير يعلم أن نفس الشيء من الممكن أن يحدث له لذلك ليس في مصلحته الذهاب الي الحرب. وإذا جلس البشير في السلطة لن تقع الحرب". ولكنه عاد ليقول: "متشددون في المؤتمر الوطني يسعون الي الحرب لكن البشير بحسب زعماء عرب سعيد باتفاقية السلام الشامل ولا يريد الحرب".
واستطرد:"وزير الخارجية (ويقصد وزير الإعلام كمال عبيد) اصدر تصريحا مقرفا قال إن الجنوبيين في حالة الانفصال سوف تنزع عنهم جنسياتهم ولا يسمح لهم بالعمل في الشمال او حتي العلاج مما أضطر البشير نفي هذا الحديث في العلن. وهو أمر لا يحدث كثيرا في المؤتمر الوطني".
وأكد ناتسيوس علي أن الجنوبيين سوف يصوتون لصالح الانفصال بنسبة 90٪، مستبعدا قيام الاستفتاء في موعده لاسباب تقنية. وأضاف:"من الممكن تأجيله لعدة أسابيع وليس تسعة أشهر".
ودعا ناتسيوس الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي توجيه ضربات جوية لحكومة الخرطوم في حالة عرقلتها للاستفتاء، لكنه استبعد في الوقت ذاته قيام الإدارة الحالية بتوجيه تلك الضربات.
وأكد ناتسيوس علي عدم فعالية العقوبات الاقتصادية علي الخرطوم، مطالبا برفعها في حالة إجراء المؤتمر الوطني للاستفتاء وقبوله بانفصال الجنوب. وقال ناتسيوس إن حكومة الخرطوم نشرت قواتها في الحدود ما بين الشمال والجنوب، وردت الحركة علي تلك الخطوة بنشر قواتها علي الشريط الحدودي، مضيفا "وهذا من حق الحركة الشعبية"، كاشفا النقاب عن وجود قوة طيران جديدة لحكومة الشمال مقابل قوة طيران صغيرة للحركة الشعبية- علي حد قوله.
وكشف المبعوث الامريكي السابق للسودان، الذي يعمل الآن محاضراً بجامعة جورج تاون، عن أن زيارته لجوبا جرت بين نهاية سبتمبر الماضي وبين الأسبوع الاول من أكتوبر الجاري. ونفي أن يكون لديه أي مواقف مسبقة من الخرطوم. وتابع: طلبت زيارة الخرطوم لكن تم منحي تأشيرة ورفضوا إعطاء الفريق الذي ذهب معي تأشيرات دخول فرفضت الذهاب إلي الخرطوم".
وقال ناتسيوس إن مسئولين من حكومة الخرطوم أعربوا له في لقاءات سابقة عن اعتقادهم بأن حكومة الجنوب سوف تفشل، وقلت لهم لن
وكشف ناتسيوس عن مخاوف حكومة الخرطوم تكمن من وجود "دولة مسيحية قوية في الجنوب" الأمر الذي لا تريده الخرطوم ذات التوجه العربي الإسلامي ذعلي حد تعبيره.
وفي معرض رده علي سؤال لـ (نيوميديانايل) بشأن الأزمة في دارفور قال ناتسيوس إن الحكومة راغبة في الوصول الي حل سلمي لكن الحركات المسلحة هي العقبة، وأضاف:"عبد الواحد محمد نور مستمتع بمطاعم باريس ولا يريد السلام، بل يحاول اغتيال زعماء قبيلة الفور الذين يودون التفاوض والوصول إلي سلام".
وفيما يتعلق حركة العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم قال:"خليل إبراهيم طيب وكان عضوا في المؤتمر الوطني، وانشق عنه والآن دارفور تذهب في نفس منحي الجنوب... الهجوم علي أمدرمان خطط له الترابي وانطلقت قوات خليل من الحدود التشادية في موكب قوامه مائتي عربة. ولا يمكن أن يصدق احدكم أن تحرك هذه السيارات في صحراء مكشوفة حتي وصولها أم درمان لم يلحظه أحد بل الجيش السوداني تواطأ للسماح لهذه القوات بالدخول لأن الترابي لديه خمسون ضابطا داخله".
ورأي أن قرار محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير قرار سياسي، ولا يخدم قضية السلام في دارفور- علي حد قوله. وأردف لا يمكننا أن نطالب بالسلام وتحقيق العدالة، إما سلام وإما عدالة".
وأكد ناتيسوس أن الحكومة الحالية هي أضعف حكومة مرت علي السودان منذ الاستقلال. وأرجع ذلك إلي :"أن هناك ثورات في الغرب، والشرق، والجزيرة، وجنوب كردفان. ومالك عقار لديه كاريزما وأذاب اعضاء المؤتمر الوطني في حكومته بعد الانتخابات ... أما البشير فقد حفر خنادق حول الخرطوم استعداداً لاي حرب شوارع قادمة. وربما ينقلب عليه الأمن، ولكن الجيش لن ينقلب عليه .