رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

5 آلاف طالب مصرى فى انتظار رعاية نفسية وتعليمية

آلاف طالب مصرى
آلاف طالب مصرى

وأولياء أمور: يجب إنصافهم وكفاهم ما لاقوه من أهوال

 

تحت نيران القصف، وبين أصوات المدافع والرصاص فى السودان، يحاول 5 آلاف طلاب مصرى الفرار من الموت فى معركة مجنونة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المتمردة..

 

 وما بين فرار وهروب بحثًا عن ملاذٍ آمن يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان مصر، سقط ضحايا من طلاب العلم المصريين وأسرهم بين جرحى ومصابين، ومن نجا منهم يعانى حصارا نفسيا يؤرق نومهم بسبب المستقبل المجهول المتعلق بدراستهم.

 

فى ظل الأوضاع الحالية التى يشهدها هؤلاء الطلاب الذين يغامرون بحياتهم أحيانًا للوصول إلى نقط التجمع من أجل العودة إلى بلادهم، لم يغب عنهم التفكير فى مستقبلهم المجهول الذى ينتظرهم، فهل ستقبلهم الجامعات المصرية بين أحضانها وتنتشلهم من هذه الحيرة؟ أم ستقبلهم بآليات محددة؟ أم سترجئ المهمة إلى حين الدراسة والفحص؟..

هذا المجهول هو حرب أخرى يخوضها طلاب مصر الدارسون فى جامعات السودان والعائدون من خلف خط النيران، وتحاول الحكومة المصرية البحث عن حلول لهم حتى لا يضيع مستقبلهم هباء منثورا.

النائب الوفدى محمد عبدالعليم داود:

 

وفى مقابل كل هذا يطالب الأهالى وأولياء الأمور والخبراء بسرعة استيعاب الطلاب المصريين العائدين من السودان، من خلال فتح أبواب الجامعات الأهلية والخاصة ووضع قرارات وشروط استثنائية لقبولهم وإنقاذ مستقبلهم الذى هاجروا من أجله، وطاردتهم الحروب والنيران وطلقات الرصاص هناك وأصابتهم بحالة نفسية سيئة.

 

تحرك برلمانى

النائب الوفدى محمد عبدالعليم داود رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب، تقدّم بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى، يطالب فيه بوضع رؤية واضحة ومطمئنة حول مستقبل الطلاب فى جامعات السودان.

 

وقال داود إن حالة الخوف والرعب التى تنتاب الأسر المصرية بسبب ضبابية المشهد فى السودان، والمصير المجهول لمستقبل أولادهم التعليمى فى الجامعات السودانية، يستلزم التدخل الفورى والعاجل لعدم ضياع عام جامعى على الطلاب، وضمان مستقبلهم وحفاظًا على الأسرة المصرية التى أنفقت آلاف الدولارات من أجل مستقبل أولادهم.

 

كما تقدم النائب هشام الجاهل، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة إلى وزير التعليم العالى بشأن تسهيل عودة الطلاب المصريين الدارسين فى السودان إلى مصر والتحاقهم بالجامعات المصرية.

 

وقال «الجاهل» فى طلبه إنه لا يخفى على أحد ما يمر به السودان الشقيق من ظروف عصيبة، لا سيما الحرب وتدمير البنية التحتية وصعوبة المعيشة، وما لهذا من تأثير واضح على الطلاب بالجامعات وعلى مستقبلهم العلمى والدراسى؛ نظرا لتوقف الحياة بالسودان.

 

وأضاف عضو مجلس النواب، أنه قد وردت الكثير من الاستغاثات من الطلاب المصريين بالجامعات السودانية بشأن توقف الدراسة وتأثيرها عليهم وعلى مستقبلهم الدراسى والعلمى، حيث يوجد الآلاف من الطلاب المصريين يلتحقون ويدرسون بالكليات هناك وتأثروا بظروف الحرب وتوقفت حياتهم الدراسية فى السودان.

مطلوب تدخل فورى لإنقاذ عام جامعى وضمان مستقبل الطلاب المصريين فى السودان

 

واقترح النائب إتاحة فرصة التحويل للطلاب المصريين الدارسين فى الخارج إلى نفس الكليات والتخصص داخل مصر، والتحاقهم بالجامعات المصرية بذات الكليات ونفس السنوات الدراسية؛ حرصا على مستقبلهم العلمى وعدم تأخرهم فى الدراسة، وقبولهم بالجامعات المصرية دون اية شروط أو قيود.

 

جهود حكومية

 

تسعى الحكومة جاهدة وبشكل سريع لنجدة أولادها فى السودان المعرضين للتهديدات والخطر جراء الحرب المشتعلة هناك.

 

فى هذا الإطار أكدت السفيرة سها جندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن هناك غرفة عمليات مستمرة على مدار الساعة؛ لمتابعة الموقف فى السودان، وأن هناك تواصلاً مستمرًا مع المصريين هناك لتنسيق عودتهم إلى بلادهم، وضمان سلامة أبناء الجالية المصرية هناك، خاصة الطلاب الدارسين فى السودان، والتى تعمل من أجل إعداد برامج بديلة وسيناريوهات تحفظ لهم مستقبلهم، وتبعث فى نفوسهم الطمأنينة.

 

وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن الطلاب المصريين الدارسين فى السودان، أغلبهم فى العاصمة السودانية «الخرطوم»، ويبلغ عددهم نحو 5 آلاف طالب، يمثلون نصف عدد الجالية المصرية هناك، معلنة عن إطلاق «استمارة»؛ لتسجيل بيانات الطلاب المصريين الدارسين فى السودان، لحصرهم، وتجهيز كل الخطط التى تضمن أمنهم وسلامتهم، إلى جانب التنسيق مع الوزارات المعنية؛ لعدم ضياع العام الدراسى عليهم، وإتاحة بدائل، لافتة إلى أن عدم وجود حصر دقيق بأعداد المصريين فى السودان يرجع إلى عدم تسجيل أغلب المصريين بياناتهم عند الوصول إلى هناك.

 

>> خبراء: يجب وضع شروط استثنائية لقبولهم فى الجامعات الأهلية والخاصة فى مصر

 

وأكدت أن هناك تنسيقا مستمرا مع الخارجية المصرية، بجانب التواصل مع ممثلى مركز وزارة الهجرة للحوار «ميدسى»، وكذلك رموز الجاليات هناك، بصورة مباشرة؛ لمعرفة أماكن تواجدهم، وتقييم مدى الخطورة التى يتعرضون لها حاليا، وفقا للمستجدات لإعداد تقرير بالموقف، والنظر فى البحث والتقييم الشامل؛ لدراسة إمكانية وضع «خطة إخلاء عاجلة ومناسة» وفقا للموقف والمستجدات، بصورة موضوعية وسريعة.

وأشارت إلى أن مصر نجحت فى عودة ما يربو على الـ1539 مصريًا حتى مساء الثلاثاء 25 إبريل، على متن طائرات عسكرية، وبراً عن طريق الحافلات البرية، مشددة على أن الجهود مستمرة حتى عودة الجميع بسلامة الله إلى مصر

 

 وأعلنت وزارة الهجرة منذ اللحظة الأولى إجراءات التحرك عبر إعلان خلية أزمة على اتصال مباشر بجميع الجهات والأجهزة المعنية بالدولة، وعلى رأسها وزارة الخارجية والسفارة المصرية والقنصليات بالسودان، ونقل صوت المواطنين بالسودان وأماكن تواجدهم عبر الاستمارة التى تم تعميمها عليهم ووصل التسجيل فيها إلى نحو 3800 مواطن، وعبر آليات التواصل المباشر معهم.

مطالب مشروعة

رفع عدد من طلاب الجامعات المصريين الدارسين فى السودان وأولياء أمورهم شعار «مطالب مشروعة وجماهيرية»، مطالبين بالعمل على استكمال الدراسة بالجامعات الأهيلة والخاصة المصرية، بحسب ما قالته «أم إسلام» قائلة: «بلدنا أولى بينا، كفاية غربة وبهدلة».

وأضاف محمد الشورى أحد أولياء الأمور، قائلًا: يجب تحويل الطلبة إلى الجامعات المصرية، وهو مطلب ضرورى وحتمى حفاظًا على مستقبلهم وأرواحهم، وهذا الإجراء يجب تطبيقه

بشكل فورى وعاجل.

 

وقال عصام بلال ولى أمر آخر: أولادنا الدارسين بالسودان لابد من إنصافهم بعد كل ما تحملوه وتحملناه معهم، الحرب فى السودان ستمتد آثارها لفترة، وبالتالى سيكون التأثير كبيرا على أبنائنا ومستقبلهم التعليمى الذى قارب البعض منهم على الانتهاء منه.

وتابع «بلال» مطالبًا بضرورة تدخل السلطات المصرية لتحويل أبناء المصريين الدارسين فى السودان والعائدين هربًا من الأوضاع المضطربة هناك، وحفاظًا على مستقبل الأبناء والحالة النفسية والاقتصادية لهم ولأسرهم الذين يبذلون أقصى ما لديهم من أجل رعايتهم.

 

وأضاف «عز الدين سالم»- ولى أمر لأحد الطلاب المصريين فى السودان  قائلًا: أولادنا يجب تحويلهم إلى جامعات أهلية وخاصة، أسوة بإخوانهم العائدين من أوكرانيا وبنفس مراحلهم بالجامعات السودانية، تعويضًا عما لاقوه هناك وما شاهدوه من ويلات الحرب.

 

الاستيعاب هو الحل

يقول الدكتور سيد رشاد أستاذ مساعد بجامعة القاهرة، منسق عام الطلاب الأفارقة الوافدين فى كلية الدراسات العليا الإفريقية، إن مصر لديها من الخبرات فى التعامل مع الأزمات المختلفة ما يؤهلها للقدرة على احتواء هذه الأزمة والتخفيف عن كاهل ليس المصريين فقط وإنما الأشقاء فى السودان أيضًا خلال هذه الأزمة، سواء كان على المستوى النفسى أو الاقتصادى والمادى.

 

وأكد رشاد فى حديثه لـ«الوفد» أن مصر قادرة على تسخير قدراتها البشرية واللوجستية والأدوات المختلفة للتعامل مع الأزمة، خاصة مع الطلاب، وذلك بواسطة الوسائل التكنولوجية الحديثة حيث إطلاق التطبيقات لمراحل التعليم المختلفة وتوسيع خدماتها والعمل بنظام الترم المقلوب لاستيعاب ووضع مسارات دراسية تمكن من ضمان نظام تعليمى للمصريين والسودانيين.

 

وأشار منسق عام الطلاب الأفارقة الوافدين فى كلية الدراسات العليا الإفريقية، إلى أن مصر تحتضن أكثر من 7 آلاف طالب أفريقى فى جامعة الأزهر، وأكثر من 3500 طالب أفريقى فى جامعة القاهرة، بالإضافة الى آلاف آخرين فى الجامعات الأهلية والخاصة والمدارس التى تضم أبناء الجاليات الإفريقية التى من بينها الجالية السودانية

 

وقال: «مصر قادرة على تقديم كافة أوجه الرعاية الكاملة، فهناك ما يقرب من 17 ألف طالب إفريقى تحت مظلة الاتحاد العام للطلاب الإفريقى، استيعاب هذا العدد يؤكد أن مصر قادرة على احتضان أبنائها فى المسارات التعليمية المختلفة سواء كان أونلاين أو حتى بالتعليم العادى.

 

ولفت إلى أن المنصات الإلكترونية يمكن من خلالها تذليل الكثير من العقبات فى إدماجهم بالعملية التعليمية وإلحاقهم  بالجامعات المصرية عبر التسجيل الإلكترونى، بشكل يسير ومنجز، كما أن الجامعات المصرية قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب السودانيين  الذين من المتوقع فرارهم من نيران الحلاب الأهلية فى بلدهم.

ويقول الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوى، إن ما لاقاه الطلاب المصريون فى السودان وعاشوه من أحداث صعبة يجب تعويضهم عنه التعويض المناسب، والعمل على استيعابهم واحتضانهم تعويضًا عن المعاناة التى عاشوها وشاهدوها على الأراضى السودانية.

 

وأضاف شحاتة فى حديثه لـ«الوفد» أن تلك الظروف الطارئة هى ظروف خارجة عن الإرادة، سواء للطلبة أو لأولياء الأمور، فبالإضافة إلى تحملهم النفقات والتكاليف العالية وسفرهم إلى السودان بسبب درجاتهم التى لم تكن تؤهلهم للالتحاق بالجامعات المصرية، جاءت الحرب هى الأخرى لتضيف عبئا جديدًا عليهم وألقت بتأثيراتها السلبية على مستقبلهم الذى بات مهددًا وجعلهم يعيشون حالة من التوتر والقلق.

 

وشدد الخبير التربوى على ضرورة قبول الطلاب العائدين من السودان بالجامعات الأهلية والخاصة بشروط استثنائية تعويضًا عن المعاناة التى حلّت بحلول الحرب فى السودان، وذلك على غرار الإجراءات التى تم اتخاذها لصالح الطلاب المصريين فى أحداث الحرب الروسية الأوكرانية والحرب بين العراق والكويت، لضمان الحفاظ على مستقبلهم من خلال تيسير وتسهيل إجراءات القبول كحالة استثنائية.

 

وأضاف شحاتة هذا هو حق الطلاب على الوطن، بأن يحتضنهم ويضمن لهم مستقبلهم ويوفر لهم الرعاية التعليمية والصحية، فالاستثمار فيهم سيعود بالخير على الوطن ويبعث برسائل طمأنينة للطلاب والأهل بأن الوطن لا يُفرط فى مستقبل أبنائه.