رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمضان شهر «الشحن» الإيمانى للنفس السعيدة

بوابة الوفد الإلكترونية

احذر من فوضى الشبكة العنكبوتية و«المرتزقة» الذين يقومون بإقراء «القرآن» وهم ليسوا مؤهلين للتساهل فى منح الإجازات القرآنية تزوير وتزيين وانعدام للضمير

 

فضيلة الدكتور عبدالفتاح محمد أحمد خضر عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها جامعة الأزهر الشريف بطنطا هو أستاذ التفسير وعلوم القرآن، حفلت مسيرته العلمية بإضاءات كبيرة فى العلم والإدارة، حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، وحصل على الثانوية الأزهرية ثم التحق بكلية أصول الدين والدعوة ليحصل على الليسانس فى قسم التفسير والحديث بكلية أصول الدين بالمنصورة 1985.

ثم التحق بالعمل بعد تخرجه مباشرة فى مجمع البحوث الإسلامية عام 1986 حتى 1996، ليبدأ مشوار الدراسات العليا ويحصل على درجة الماجستير فى التفسير وعلوم القرآن بتقدير ممتاز عام 1992 ويستكمل درجة الدكتوراه فى عام 1996 بتقدير «مع مرتبة الشرف الأولي» وعين مدرساً بقسم التفسير بكلية أصول الدين بالمنوفية حتى أعير إلى جامعة الملك خالد بأبها بالمملكة العربية السعودية حتى «2009» بعدها عمل رئيساً لقسم التفسير وعلوم القرآن لمدة ثلاث سنوات حتى تم تكليفه ليكون عميداً للكلية عام 2019.

 

أشرف العالم الكبير على أكثر من (100) رسالة علمية داخل الأزهر وخارجه، وحفل نتاجه العلمى بأبحاث ومؤلفات تربو على الـ(40) مؤلفاً، كما أسهم فضيلته فى نشر الوسطية والاعتداءات فى العالم الإسلامى من خلال لقاءاته العلمية المتعددة.

 

حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، تضمنت جائزة شيخ الأزهر عام 1992 وجائزة الأمير سلطان الدولية عام 2007 وجائزة مجلة البحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد عام 2008م، وأصدر رئيس الجامعة قراراً فى 11/5/2022 بتكليف الدكتور عبدالفتاح خضر عميداً لكلية القرآن الكريم جامعة الأزهر الشريف بطنطا «الوفد» التقت فضيلته وهذا نص الحوار.

 

< بداية..="" نود="" إعطاءنا="" نبذة="" تعريفية="" عن="" كلية="" القرآن="" الكريم="" وأهم="" المواصفات="" التى="" يتسم="" بها="">

- كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا هى كلية متخصصة فيما يتصل بالمصحف من بداية نزول القرآن ورسمه وتلاوات القرآن الكريم وتطبيقات هذه التلاوة وعلوم التجويد بصفة عامة بكل حيثياته، بحيث إن الذى يتخرج فى هذه الكلية يكون من الماهرين ليس فقط بقراءة القرآن على وجه واحد وإنما من خلال كل من قرأ القرآن الكريم إن كان بقراءة متواترة أو من خلال قراءة شاذة، وعلى هذا فخريج الكلية يستطيع أن يؤم الناس إمامة صحيحة لا يوجد بها أى لحن ويستطيع أن يحكم المسابقات القرآنية ليس الخاصة بالكتاتيب أو الحفظ المبدئي، ولكن يزيد على ذلك ما يتعلق بقراءات القرآن الكريم بكل أنواع التلاوة التى نسبت إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحت أو نسبت إلى الصحابة أو الشاذ، وأيضاً يستطيع تالى القرآن الكريم أن يكون فى لجان المصحف، المصحف الذى يمكن أن يكون تصحيحاً لكل ما كتب فى النص، وهى لجنة تصحيح المصحف، ولدينا الآن بفضل الله عز وجل لجان تصحيح المصحف فى الأزهر الشريف لدينا أكثر من عضو فيها ولله الحمد.

 

< ماذا="" عن="" إجازات="" قراءات="" القرآن="" الكريم="" وأهم="" الضوابط="">

- الإجازة عبارة عن إسناد، ما يسمى فى علم الحديث «العنعنة والأنانة» من أول  الرسول صلى الله عليه وسلم مروراً بالحفاظ الذين سمعوا منه، ومن الصحابة ثم التابعين ثم تابعى التابعين إلى أن تصلنا التلاوة كابراً عن كابر عن طريق التواتر، هذا التواتر لا يمكن أن يكون المسمى بالإجازة أى فلان قرأ على فلان إلى أن وصلنا فى العصر الحديث إلى الشيخ فلان، إن لم تكن هذه الإجازة أولاً من شخص مجاز، أى له سند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثانياً: سمع القرآن كلمة كلمة على القراءة التى سيجيز بها، هل حفص عن عاصم، هى التى سيجيز بها أم ورش عن نافع، الخ، إن لم يكن قد سمع كلمة كلمة من القرآن الكريم وعلى نفس القراءة التى سيجاز بها، فهذه الإجازة لا تعتمد، ويكون هذا من قبيل التزوير أو التزييف التاريخي، فى حق التاريخ، لأنه ليس له صلة بالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سلسلة الإسناد أو من خلال التزوير أنه قال «سمعت وكذب وهو لم يسمع، ونبرئ مساحة أهل القرآن من أن يفعل واحد كذلك، لأن القرآن كما قال النبى صلى الله عليه وسلم «القرآن حجة لك أو عليك» حجة لك إن أعطيته بحق، قلت بالفعل فلان مجاز، أى سمعت منه القرآن من أول بسم الله الرحمن الرحيم إلى السين فى قوله تعالي: «من الجنة والناس» فلابد أن يكون سمع المصحف كاملاً غير منقوص.

 

< وما="" الحلول="" الناجعة="" فى="" التساهل="" عن="" منح="">

- هذه تعتبر تزويرات وتزييفات لا يسمعها إلا من قل ضميره، لأنه يثبت ما لم يكن على أرض الواقع ولم يسمع القرآن كلمة كلمة، فهذه الإجازات كما يقال - بالعامية «أكل عيش» وهؤلاء يجب أن ينتهوا وأن تحذر منهم كل من يتعامل معهم، لأن هذا فيه انعدام للضمير، حتى الضمير المهنى، يجب أن أكون إن شهدت مثل الشمس، فإذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع، فإذا سمعت كلمة كلمة بأذنى أمنحه الإجازة، أم إذا لم أسمع مائة فى المائة، فهذه شهادة زور، لا تجوز فى القرآن.

 

< رمضان="" شهر="" القرآن..="" فكيف="" يغتنم="" المسلم="" أيام="" هذا="" الشهر="">

- هذه الأيام المعدودات هى أيام بركة وخير ويمن وسعادة كما يوجد، سنة هجرية تبدأ من وتنتهى إلى، وسنة ميلادية تبدأ فى وتنتهى إلى، حتى سنة قبطية تبدأ من وتنتهى سنة إيمانية جديدة تبدأ مع رمضان، وطالما أنها سنة إيمانية تبدأ مع هذا الشهر الكريم، فعلى كل إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر ويدرك إدراكاً كاملاً أنه بالفعل يقوم على شأن اغتنام واكتناز شهر رمضان، فإنه عليه بالفعل أن يجعل لنفسه رداً من القرآن الكريم وأن يقيم الصلوات فى جماعة وأن يذهب إلى صلاة التراويح مع الناس و«قوموا لله قانتين» وأن يحضر التهجد، فيا ترى هل سيعيش إلى العام القادم أم لا، فهذه منيحة، وهذا كنز ثمين لكل إنسان مهتدٍ أن يغتنمه، لأنه لا يعود، والحياة شاهدة أن أناساً كانوا معنا، الكتف فى الكتف واليد فى اليد فى صلاة القيام العام الماضى وافتقدناهم هذا العام، فالصحابة كانوا يتمنون رمضان كل عام ليغترفوا من أنواره، وهذا من السعادة، فالسعيد من حمل لسانه على الخير فى رمضان ويده على العطاء فيه، والقرآن وعلى الحفظ والتلاوة فيه، وتغيير خطط الإنتاج النفسى للإنسان فى لسانه ومفرداته، بحيث يأخذ شحنة إيمانية فى رمضان لأحد عشر شهراً هى ما دون رمضان، فرمضان شهر الشحن الإيمانى للنفس السعيدة.

 

< بصفتك="" عميد="" كلية="" القرآن="" الكريم="" ما="" رأى="" فضيلتكم="" فى="" المقارئ="" الإلكترونية="" وهل="" ترى="" نتائجها="">

- إذا أسست المقارئ الإلكترونية تأسيساً صحيحا فهى كالمقارئ المعتادة، أما إذا كانت كما يقال «أكل عيش» فهى تهدم ولا تبني، وهى وبال على القرآن وعلى أهله، لأن من يقوم بها ليس مؤهلاً للإقراء ويأخذها كما يقال «سبوبة» من أجل الارتزاق في زمن يحتاج إلى المال ورقة الحال الاقتصادى لمعظم الناس، فلا يوجد مانع مطلقاً من أن يتكسب بالقرآن على حبس وقته على الإقراء، فلا مانع مطلقاً من أخذ الأجر على القرآن الكريم لكن بحقه، ولابد أن يكون ابتداءً ماهراً بالقرآن، فلا يقرئ الناس وهو لم يقرأ على يد شيخ، فكما هى القاعدة المعروفة لدى القاصى والدانى «لا تأخذ العلم من صُحفى ولا القرآن القرآن من مصحفيّ»  فالعلم لا يؤخذ من إنسان قرأ الكتب على نفسه دون أستاذ ولا تأخذ القرآن من مصحفىّ أى إنسان اجتهد وحفظ القرآن على نفسه بنفسه دون شيخ، فهذا لا يجوز أبداً، هو يقرأ كما يقال «خصخصة» لنفسه حتى لو تتعتع فى القرآن فله أجران، أما أن يقرئ غيره فهذه خيانة، لانه ليس ماهراً بالقرآن، والقرآن يلقي، قال تعالى: «وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم خبير» فالتلقى من الله عز وجل تلقاه سيدنا جبريل، فتلقاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريقه وكان يحرك به لسانه، فالله قال له: اصمت لتسمع جبريل عليه السلام «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين» فقال للنبى صلى الله عليه وسلم «لا تحرك به لسانك لتعجل به إن

علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه» (القيامة: 16- 19) وبناء عليه فالنبى صلى الله عليه وسلم ذاته صاحب الرسالة تعلمه عن طريق التلقى وبناء عليه فإن الطريق الوحيد الذى لا يمكن أن تقول إن من معه دكتوراه من حقه لأنه وصل إلى أعلى الشهادات العلمية أن يقرئ غيره، فهذا كلام خطأ، بل خطيئة، لان الذى معه القرآن ولم يتلقاه سيقرأ خطأ، فمن الذى فرق بين الألف واللازم والميم فى أول سورة البقرة عن التى فى أول سورة الفيل، التلقى والسماع، ومن هنا أحذر بشدة من فوضى الشبكة العنكبوتية لكل المرتزقة الذين يقومون بإقراء القرآن الكريم وهم ليسوا من أهل الإقراء خاصة بعض هؤلاء القراء الذين تعلموا اللغات الأجنبية، فدخلوا فى البيوت الأجنبية أياً كانت إيطالية، فرنسية، إسبانية، أو أى لغة من لغات إفريقيا مثل الهوسا أو غيرها، ولأنه استطاع ان يتحدث إليهم بلغتهم فيقول أنا أقرأ القرآن ثم يُضل فى نفسه لأنه لم يتعلم المصحف على يد شيخ ويُضل غيره، ومن هنا كانت القاعدة (ذلةُ العَالمِ دَلةُ العاَلَم) كالفرق بين الكسر والفتح، لأنه لم يتعلق القرآن ممن تعلم على يد الشيوخ وأهل الإقراء.

 

< فى="" رأيك="" ما="" شكل="" الخطاب="" الإسلامى="" المعاصر="" الذى="" يجمع="" بين="" مقاصد="" الشريعة="" الإسلامية="" ويحقق="" مصالح="">

- الخطاب الإسلامى المعاصر الذى يجمع بين مقاصد الشريعة ومصالح العباد هو خطاب يجب أن يكون استقرائياً، بمعنى أن يكون الخطاب الدعوى وليد دراسات علمية إحصائية ومعاهد وأماكن بحث متخصصة فى تحليل ما يحدث فى المجتمع، وهذا ما ليس لدينا، كما يحدث عند الصيدلانى فى معمله، ويأتى بالدم ويحلله ليأتى بالعلاج السليم، كذلك الخطاب الدعوى يجب وجوباً أن يخرج من خلال محللين من علماء الدين والنفس والاجتماع، فالنفس الذى يخرج من المجتمع يجب أن يحلل، هل هو يحمل صحة من جسد الناس أم يحمل مرضاً أو عرضاً، ثم بعد ذلك يصدر إلى كل القائمين على الخطاب الدينى مصر والعالم - وكل جهات الإصلاح فى البلاد تأخذ من خلال تحليل الظواهر المجتمعية ثم ترد علينا بالعلاج من القرآن والسنة، فنحن لدينا أكثر من 120 ألف عالم يصعدون المنابر، يقولون للناس اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، ونرى أن الجريمة تكثر وأن هناك تنوعاً أو ما يسمى بالجريمة النوعية التى لا يستطيع الشيطان ذاته أن يصنعها، فعندما تقتل البنت أمها، أو أن يقتل الولد أمه من أجل الميراث، عندما يقتل شخص خطيبته فتنتقل الظاهرة من بلد إلى آخر لتنتشر الجريمة، هذه التراجيديا التى تحدث غير متوقعة، فأين الخطاب منها وأين التوعية من جرائم الانترنت، فأين نحن من هذا فلابد من النظر إلى مقاصد الشريعة الإسلامية وما يجب أن يكون من إصلاح الناس (المصلحة العامة) فلو جمعنا بين مقاصد الشريعة ومصالح الناس سنقول إننا نحتاج إلى طوق نجاة من العلماء والمراكز البحثية المتخصصة لتقوم بتحليل الهاء، وبناء عليه من خلال علم الإحصاء يتم تصدير الخطاب إلى وزارات التربية والتعليم وإلى المعاهد والجامعات وإلى الأوقاف ومشيخة الأزهر، وإلى كل مفاصل الدولة التى لها قرار فى توجيه البلاد إلى الصواب وإلا فإننا دُهسنا تحت (سنابك الحداثة) وأصبحنا يهيئ إلينا أننا من الحضارة بمكان وقد جهلنا أن الحضارة أو المتحضر هو من يخلق الحضارة أو يصنعها أما نحن فمجرد مستهلك للحضارة وفرق كبير بين مستهلك للحضارة وبين من يصدر الحضارة إلى الآخرين.

 

< نرى="" البعض="" تجرأ="" على="" الاجتهاد="" حتى="" مع="" النصوص="" القطعية="" بحجة="" إعمال="" العقل="" أو="" عدم="" ملائمة="" النص="" للعصر="" فما="" ردك="" على="" هذا="">

- لا اجتهاد مع النص، بمعنى ليس معناه بترًا لإعمال آلة الفكر مع النصر أبداً، لكن معناه التعمق فى النص مقطوع الدلالة، أى الذى لا توجد فيه شبهة، وهو عبارة عن أفعل ولا تفعل بالقرآن، أو بحديث صحيح لا دخل فيه للوضع، قطعى الدلالة مثل (أقيموا الصلاة) وعدد ركعات الظهر والعصر والمغرب والعشاء وهناك من يجتهد فى تقليل أو زيادة عدد ركعاتها، فهذا اجتهاد مذموم فلا اجتهاد مع النص، وهناك من يفهم ذلك خطأ بأن الإسلام يحجر على العقل، فمعنى (لا اجتهاد مع النص) أى الشيء الذى ثبت بدليل قطعي، ثبوت قطعى الدلالة لا يجوز مطلقاً فيه جديد، لأنه شيء أبدي، مثل «أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة» فالخطأ والصواب فى الاجتهاد بعيد عن القطعيات، فالقطعيات لا يجوز مطلقاً الاقتراب منها، وإنما فقط نجلّى للناس الحكم والعظات مثل لماذا الصلاة؟ والزكاة والصوم والحج، وما الهدايات وما الأسرار، هذه العلماء يجتهدون فيها لبيان ما يرغب الإنسان لمزيد من طاقة الله.

 

< أخيراً="" ..="" روشتة="" إيمانية="" تقدمها="" للصائم="" فى="" رمضان="" للسير="" عليها="" بعد="" قضائه="" شعيرة="">

- أنصح نفسى وغيرى أن يعتبر أن رمضان - بلغة العصر - (أوكازيون إيمانى) فيه كل الأصناف ومتاح لمن معه ومن ليس معه «فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» (البقرة: 186) فعلينا أن نأخذ من رمضان طيب اللسان فإن سبه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم، فلننظف أنفسنا من الحرام، الغيبة، المال الحرام، من أجل أن نعيش بقية العام بنفس أخلاق رمضان، فشهر رمضان (ماراثون) أو نقطة انطلاق لمزيد من العطاء فى غير رمضان فسارعوا إلى الله وفروا إليه، فلابد أن يكدح الإنسان إلى ربه كدحاً فيلاقيه.