رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحب الأعمى يتحدى الرصاص

الحب الأعمى
الحب الأعمى

 

 التضحية أسمى المعاني فى الحياة لمن يستحق ذلك، هى أن تتخلى عن أهم الأشياء التي لا تعوض لصالح الآخر، ولكن هناك من يضحي لك، وأيضًا من يضحي بك، وضحية جديدة لغدر البشر، فتاة دُمرت حياتها، وباتت لا ترى سوى العتمة وسط الدروب، بعدما فقدت الشعاع الذي ينير لها طريقها من دون تردد منها، لإنقاذ أول من تخلى عنها في عز أزمتها ليتركها وحيدة بلا أمل تُصارع الزمن بقلب مكسور وعيون نائمة.

 

 "سارة محمد"، فتاة رقيقة تبلغ من العمر 21 عامًا، نشأت في محافظة الإسكندرية، وكانت قريبة من قلوب الجميع بملامحها الهادئة وروحها الفكاهية وخفة ظلها التي لم يختلف عليها محبيها، فهى صانعة محتوى تقدم للفتيات ما يخص عالم الأزياء والموضة، حتى نالت إعجاب واهتمام الكثير من الجماهير ونجحت في الوصول إلى الكثير من طبقات المجتمع، ثم تحول محتواها مؤخرًا إلى الجانب الترفيهي الكوميدي من خلال حسابتها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 اقرأ أيضًا: والد خطيب البلوجر سارة محمد يكشف سبب رفض كتب الكتاب (فيديو)

 

 وقعت الفتاة في غرام "مصطفى" يسكن في العقار المجاور لها، ثم مرت الأيام والشهور وأصبح قلبها يخفق باسمه، واختارت ألا تتنازل عن حبها وهى على يقين بأنها سوف تصبح له في يوم ما، فأخذت ترسم وتشرد بخيالها وسط الأحلام عن الحياة التي تريد استكمالها معه، اعتقدت بأن القدر ابتسم لها عندما تقدم لخطبتها، فكانت كالفراشة الطائرة المنطلقة في السماء، بعدما مر عليهم 5 أشهر، تنتظر تلك اللحظة من داخل ثنايا قلبها، ولكنها لم تعلم بأن نهاية الحلم السعيد هو كابوس مفزع يسرق منها نور عينيها، وسرعان ما تبدل الحال وأتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فنشبت خلافات بين مصطفى ووالدة سارة انتهت بالانفصال الذي حطم قلب الفتاة صاحبة الوجه الملائكي، إلا أنه رفض الاستغناء عنها وتمسك بها وظلا سويًا بعد محاولات كثيرة لتخطي تلك العقبات التي ترعرعت بينهم.

 

 وجاء اليوم المشؤوم، الذي لم يستوعبه العقل ولا يتوقعه البشر، فخرجت سارة مع خطيبها للتنزه كعادتهم، وكانت في السيارة إلى جواره، يتجولون في مفترق طرق شوارع الإسكندرية، وفي وسط ضحكات متعالية وأجواء من المرح والفرح، انقضت عليهم سيارة ضخمة تحاول الاقتراب منهم، بها أشخاص مجهولين عدة، استمروا في الهجوم المروع بهدف سرقتهم، فتجمدت الفتاة

 

 

من الرعب والهلع الذي سيطر على الموقف حينها، وأخذت تردد وتطلب من مصطفى ألا يتوقف ويستمر مسرعًا فى الهروب، وأثناء حديثها نظرت من نافذة السيارة وجدت رجلًا يصوب اتجاههم ببندقية، وعندما صرخت في حالة من الذهول بصوتها المكتوم، بدأ في إطلاق النيران.

 

 انهالت الطلقات عليها هى وخطيبها، حتى تمت إصابتها بطلق ناري في المخ وعندما تهشم زجاج السيارة تطايرت الشظايا في عين سارة، مما أدى إلى فقدانها للبصر على الفور، وذلك قبل ذهابها للمستشفى، وبعد الحادث الشنيع فقدت الفتاة الرؤية، بعدما حفظها الله برعايته من الموت المحتم، ثم نقل معها مصطفى خطيبها بإصابات طفيفة، وساد الظلام يبلور حياتها ويقضي على بقايا الأمل بداخلها، بعدما عادت لوعيها وعلمت بأنه تخلى عنها واختفى تمامًا، ولم يهتم لأمرها، ولا تراه مرة أخرى.

 

 انحدرت حالتها النفسية، وباتت تنغمر يومًا تلو الآخر في الحزن والظلام الذي ابتلع روحها الباهتة على ما وصلت إليه، فأصبحت الدموع تنهمر من عينيها على وجهها الشاحب الصغير في كل صباح جديد، ولم يخبرها أحد أن خطيبها حاول مرارًا وتكرارًا زيارتها ووقف إلى جانبها، ولكن أسرتها منعته، فكل ما تعلمه أنه لا يبالي بها مطلقًا، وتلك هى الصورة التي أكدتها أسرتها لها، ولكن مصطفى متمسك بخطيبته التي ضحت من أجله، ويريد إكمال مشوار حياتهما سويًا، وأنه لم يتخل عنها فيما تبقى من عمره، لأنها هى حب حياته الذي طال يحلم به، مبديًا حزنه الشديد لما تعرضت له وحزنه الأكبر على منعه من التواصل معها.