رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التربية النبوية في فن إدارة الأزمات

 فن إدارة الأزمات
فن إدارة الأزمات

لا تخلو حياة الأمم والشعوب من الأزمات والمحن المتوالية التي تتكررعلى مدى السنوات، ولا يكاد أحد من الناس ينجو من أزمة تحل به أو مشكلة تعرض له.

اقرأ أيضا: نائب رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرض المشغولات اليدوية بكلية الدراسات الإسلامية للبنات

وجعل الله الحياة ذات وجهين، تٌقْبِلُ حيناً وتُدبِرُ حينا،ومن إدبارها ما يلقاه الإنسان من مصائب وما يقع فيه من أزمات، وقال تعالى (لقد خلقنا الانسان فى كبد ) والأزمة هي تعبير عن الشدة والعسر والضيق تود النفوس الخلاص منها، والأزمات متنوعة فقد تكون اقتصادية أوسياسية أواجتماعية أوأخلاقية أونفسية,لكن الناس يختلفون في مواجهة مشكلاتهم وأزماتهم ومصائبهم تبعاً لعدة عوامل تختلف من

يلجأون شخص لأخر فهناك أناس ينهارون بالبكاء أويتجهون بالشكوى الى غيرهم.

وآخرون إلى الهروب من المشكلات والأزمات وقد يُرجئون حلها ,وهناك آخرون يتعاطون الخمر والمخدرات لنسيانها مما يُعقد الأزمة وتستفحل به المشكلة ويكون الشأن كمن يعالج الداء بداء آخر، وآخرون يذهبون للمنجمين والعرافين والكهان, وهناك من يتحدى الأزمات و يحاول جاهداً التغلب عليها وكان ولا يـزال يقاوم أحداثها، ويكابد نتائجها، يبلغ به ذكاؤه إلى أهدافه حيناً، ويقصر به حيناً، ينجح مرة، ويخفق أخرى.

 و آخرون لهم قدرة على التحمل يأخذون بالأسباب الشرعية ويتوكّلون على خالق الأرض والسموات وهذا المسلك هوالذي يعبرعنه البعض بالإيجابية في حل الأزمة والبعد عن السلبية وهوأجدى من الوقوف في مقاعد المتفرجين. ومن عدلِ الله سبحانه ورحمتِه أنه صَنَعَ الإنسانَ ثمَّ زوَّده بكتيِّبٍ معرِّفٍ يبيِّن له فيه كيف يتعامل مع الصنعة على اختلاف الأحوال وتبدُّل الظروف، إقبالاً و إدباراً، ثم أرسل مع هذا الكتيِّب خبيراً مرشِداً يشرح ما فيه ويبيِّن غاياتِه وما خفي منه والعاقل كلَّما واجهته مشكلة رجع إلى الصانع وما بيَّنه في كتابه،وعاد إلى الخبير وما شرحه من بيانه والنبي صلى الله عليه و سلَّم هو الخبير المرسل من عند الصانع.

منهج النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الأزمات :

من رأى أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية تحويل المحنة إلى منحة وتحويل الموقف السلبي إلى إيجابي لرأى عجبًا علماً بأنَّ هذه المواقف إنماهى تنفيذ عملي منه صلى الله عليه و سلَّم للتوجيهات القرآنية النظريَّة أي للكتيِّب المعرِّف الذي أنزله الصانع جلَّ وعلاالقائل:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ}النحل89 . وإننا لنحتاج إلى تفعيل التربية النبوية في الأمة والتذكيربها في كل حين، لكي نسلم من هذه الأزمات وما يحصل فيها فقد كانت وما زالت التربية النبوية الإسلامية هي السبيل الأمثل للخروج بهذه الأمة لمقدمة الأمم فهي تربية كاملة شاملة لجميع الأحوال وجميع الأزمنة ،والتربية النبوية تختلف عن جميع أنواع التربية الأخرى المخالفة لها في التصور لأن التربية النبوية تظهرقوتها وتميزهاليس في وقت السعة والنعمة فقط وإنما مع هذا كله يظهرتميزهاوقت الشدة والمحنه أوالأزمة .ولكون السيرة النبوية هي المنهاج

العملي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي إحدى المصادر للتربية الإسلامية وهي النموذج الذي يجب أن يحتذي به المسلمون في كل زمان ومكان كان التنقيب في هذه السيرة عن الجوانب التربوية وخاصة ما يتعلق بالفترات الحرجة في سيرة النبي، والتي أثبتت صلابة القاعدة التي ربى عليهاأصحابه , وقدظهرت براعة النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة الأزمات مهما صغرت أو كبرت بكل حكمة،حتى غدت هذه الإجراءات والسياسات النبوية المتبعة إنموذجا ًتستقى منه الدروس والعبروسنتناول بعضا ًمن هذه الإجراءات النبوية لمواجهة الأزمات المحن كما يلى :

1- الرؤية الصحيحة للأزمة :

فالرؤية الصحيحة للأزمة هي سبب مؤثر في صحة حلها أومواجهتها، وصوابية الرؤية تؤدي إلى صوابية الحل،وذلك كالتشخيص السليم للمرض عند الاطباء والذى عليه النصيب الاكبرفى وصف العلاج المناسب له, لذلك فان من أراد علاج الأزمات فعليه بدراستها والفهم لطبيعتها دون تهويل أوتهوين ودون إفراط أو تفريط فإذا توافق الدواء مع الداء تم البرء والشفاء بإذن الله وهذا ماكان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم كما سنرى لذلك قال الله تعالى لمن شوشت الازمات أفكاره (وّلّوً رّدَوه إلّى الرَّسٍولٌ وّإلّى أٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنًهٍمً لّعّلٌمّهٍ الَّذٌينّ يّسًتّنبٌطٍونّهٍ مٌنًهٍمً )النساء 83 .

2- مواجهتها وعدم الهروب منها:

فالجانب الأهم في التعامل مع الأزمات بعدالفهم والرؤية الصحيحة لها,هو مواجهتها وعدم الهروب منها، ووضعها على طاولة التفكير والنظرلدراستها دراسة جيدة، والذين يهربون من مواجهة مشكلاتهم تظل مشكلاتهم وأزماتهم بغير حل أوانقضاء، بل إن بعضهم يظل قيد مشكلته حتى بعدما تنقضي المشكلة والبعض يلحق به مرض نفسي أوعضوي كالاكتئاب وكثرة النوم أوقلته,والانطواء بسبب عدم مواجهة مشكلته أوالخوف من مواجهتها، ولذلك كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم عدم إطالة الأحزان،لأن قلب المصاب عند قصر فترة الحزن يكون قد بدأ في الهدوء وبدأ الجرح في الاندمال فلا نفتح المجال لإثارته .

لمزيد من الأخبار..اضغط هنا