صُنع في الوفد
يختلف الآخرون كثيراً معنا، ولكنهم يتفقون دائماً علي أن الوفد مصنع الوطنية المصرية، فالوفد منذ نشأته ليس حزباً بالمعني المفهوم أو الدارج في الأيديولوجيات السياسية، ولكنه صوت الوطن الذي أنشئ عن طريق توكيلات شعبية من كل طوائف الشعب المصري ليسطر أكبر ملحمة وطنية في المطالبة باستقلال البلاد وإرساء دعائم الوحدة الوطنية علي مدار التاريخ، لقد كان شباب الوفد ورجاله هم الانتاج الأول الذي كانت جودته تفوق أي فصيل سياسي في القدرة دائما علي توحيد الجماهير وانطلاق شرارات الثورة ضد المحتل الأجنبي بنسيج الوحدة الوطنية، والذي اختلط بكفاح المصريين لرفع شعار عاش الهلال مع الصليب لتتجلي من خلاله روح الوطنية التي استمدتها ثورة 25 يناير التي أزاحت زبانية النظام السابق، إن "الوفد" بتاريخه الوطني ورواده الذين تركوا علامات بارزة من النضال السياسي في مصر، قادر أن يكون هو القائد في أي وقت بعد أن قاد المعارضة المصرية في السنوات العجاف الماضية والتي كان يحكمها عصابة أرادت أن تكون هي فقط السلطة والمعارضة والقوي السياسية من خلال الحزب المنحل الذي استولي علي ثروات مصر.. إن الوفد بشبابه الذي ارتوي من فيض سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين وأعلام السياسة المصرية استطاع أن يكون منذ تواجده علي الساحة السياسية مصنعاً لتفريخ القادة من سياسيين وصحفيين أثروا الحياة السياسية والإعلامية في مصر واستطاعوا بقوة الارادة وبجودة حديثهم السياسي أن يواجهوا النظام السياسي السابق، رغم محاولة النظام تنحيتهم دائما لكونه كان يعلم جيداً أنهم ضمير الأمة والأمل القادم، إن الرجال الشرفاء من أبناء الوفد الذين كانوا يهتز لهم برلمان الأمة أمثال المستشار ممتاز نصار وعلوي حافظ واللواء عبدالمنعم حسين استطاعوا تربية اجيال من الشباب المصري