رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسين فهمى: أرفض تسيس المهرجان.. وقبول الآخر هدفنا

النجم حسين فهمى
النجم حسين فهمى

أدعو الفنانين المصريين لاستقبال النجوم العالميين وحضور محاضراتهم وندواتهم تأكيداً لاحترام السينما المصرية

 

النجم حسين فهمى أحد أهم وأفضل نجوم السينما المصرية والعربية الذين ظهروا على الساحة الفنية فى الستين عاماً الأخيرة، حملت شخصيته مقومات الموهبة والوسامة والجاذبية والثقة بالنفس ما جعله نجما مفضلا ومحبوبا لدى الجميع.

 

جمع بين روح زمن الفن الجميل وحيوية هذا العصر، وما زال مليئا بالطاقة والحيوية والقدرة على الإنجاز والإدارة، فهو يملك مشوارا طويلا زاد خبراته ليصبح شخصاً قيادياً قادراً على العطاء، مما أهله لتولى رئاسة الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى المهرجان الأهم والأشهر فى مصر سينمائياً.

 

 التقيناه وهو يضع اللمسات النهائية للدورة الـ44، المقرر إقامتها فى الفترة من 13 وحتى 22 نوفمبر، لتعيد إلى الاذهان تاريخ النجم حسين فهمى مع مهرجان القاهرة وهو تاريخ طويل بدأ عام 1976، وهو يحضر الدورة الأولى كنجم شباك، ووجه سينمائى يحقق إيرادات ضخمة، وتم اختياره لاستقبال النجمة العالمية كلوديا كاردينالى التى حضرت لمصر للمرة الأولى لتكريمها فى المهرجان، ويكون جزءا أساسيا من الدورة الأولى، ويستمر المشوار ويتولى مسئولية المهرجان لأول مرة فى 1998 خلفا للراحل سعد الدين وهبه، واستطاع أن يحقق إنجازات واضحة أرثى خلالها قواعد جديدة، واستطاع أن يظهر المهرجان فى أبهى صورة، واعتذر عن الاستمرار لضعف الميزاينة آن ذاك، والتى كانت عائقاً أمامه لاستكمال نجاحه بعدما استمرت رئاسته لسنوات طويلة، وتوالى الرؤساء بعده، حتى عاد من جديد لرئاسة الدورة الـ44 المليئة بالتحديات والاختلافات فى عصر التكنولوجيا.

لن أجبر الفنانين على دعم المهرجان.. و«عبدالحليم حافظ» قدم نموذجاً يحتذى به

النجم حسين فهمى

 

فى حوار من القلب يتحدث النجم القدير عن كواليس الدورة الأولى للمهرجان، مرورا بدورات المهرجان وذكرياته، ليكشف النقاب عن تفاصيل الدورة الجديدة ويوضح وجه المقارنة بين الدورات السابقة وخطته ليخرج المهرجان بشكل يرتقى باسم مصر.

 

● فى البداية سألته.. عن الذكريات قبل مرور 46 عاماً منذ انطلاق الدورة الأولى التى تميزت بحضور فنى مميز جمع كل الأجيال، وأحيتها النجمة شادية، ودعم المهرجان ماديا عبدالحليم حافظ، واستضاف معظم نجوم العالم.. والدروس المستفادة لتقديم دورة جديدة تحظى بنفس الأهمية والتقدير العالمى؟

- الدورة الأولى للمهرجان حملت أحلام الوسط الفنى كله، فهى كانت مميزة، أرست كل قواعد المهرجان التى استمرت إلى 46 عاما، حيث كانت دورة حضرها عدد كبير جدا من نجوم العالم الأجانب والعرب، وحضرها كل نجوم السينما فى مصر، جمعت كل الأجيال، وحازت على اهتمام شديد جدا، حتى أن رئيس الوزراء ممدوح سالم بنفسه افتتحها وأعطى شارة الانطلاق، وأحيت الحفل النجمة القديرة الراحلة شادية، فهى الدورة الحلم التى انطلق بعدها عيد الفن وغيره من الاحتفالات الفنية، وبعد مرور كل هذه السنوات تنطلق الدورة الجديدة، والتى تحمل ظروفاً مختلفة تماما على المستوى المادى والمعنوى، وتقام فى ظل ظروف سلبية للغاية لكننا نحاول أن نحصل على الجوانب الإيجابية بصعوبة شديدة.

نجل عمر الشريف رفض إقامة معرض لمقتنياته بالمهرجان

النجم حسين فهمى

● ولماذا لم تطلب من النجوم إقامة حفلات، لدعم المهرجان، مثل الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذى أقام 3 حفلات رغم مرضه، وأهدى العائد لمساندة المهرجان فى دورته الأولى؟

- الفنان هو من يفعل ذلك بنفسه، والفنان هو الذى يقرر دعم مهرجان بلده، ولا أستطيع كرئيس للمهرجان أن أجبر أحداً على المساندة، ما فعلته اللجنة التأسيسة فى الدورة الأولى المكونة من سمير صبرى وكمال الملاخ وغيرهم من المؤسسين وقتها هم من وصلوا بالمهرجان إلى هذا المستوى الآن، وبالفعل المهرجان لن يستمر إلا بدعم الفنانين المصريين، وهى تجربة نجحت لكنى لا أستطيع أن أطالبهم بذلك.

 

● توليت إدارة المهرجان فى 1998، ما المختلف بين الدورات القديمة والجديدة؟

- "التطور التكنولوجى" هو وجه الاختلاف الأهم، الوضع اختلف تماماً فى تكنيك اختيار الافلام المشاركة، الفيلم كان يعرض فى مصر أحياناً مجانا وبتكنيك مختلف، الآن أصبح هناك منافس قوى وهى المنصات والمهرجانات الأخرى، ودور العرض العالمية، وكان هناك لجنة لاختيار تكنيك عرض الفيلم لكن الأفلام الآن أصبحت تعرض بالتزامن مع أماكن أخرى فى نفس الوقت، وهناك اختلاف كامل فى الوضع.

 

أيضاً على مستوى فريق العمل أفتقد كثيرا الناقد الكبير أحمد صالح ود. رفيق الصبان ويوسف شريف رزق الله وميرى غضبان، أنا الآن أعمل مع فريق عمل شباب ومختلف ومتزامن مع التكنولوجيا والتطور الجديد وهم: المدير الفنى أمير رمسيس ومدير المكتب الفنى اندرو محسن وعدد كبير من الشباب، الذين يساندوننى لمواكبة هذا التطور الكبير.

 

صناعة السينما المصرية تواجه أزمة.. والحل فى الاهتمام بالمستوى الفنى بجانب التجارى

 

أيضاً فعاليات المهرجان اختلفت بشكل كبير، وأهم اختلاف هو قلة عدد دور العرض، وأصبحت هناك أزمة فى دور العرض، فكانت الأفلام تعرض فى سينمات وسط البلد، وفى الأحياء، بالإضافة للتعاون مع المعاهد الفنية، وكنا نرسل الأفلام لأكاديمية الفنون حتى تعرض لديهم مجانا لإتاحة الفرصة لشباب الفنانين من مشاهدة أكثر عدد من الأفلام العالمية، كل ذلك اختلف بقلة دور العرض، واضطررنا لمواكبة العصر، ومحاولة تفادى هذه الأزمة بالعرض فى الأوبرا وعمل تذاكر مخفضة حتى نستطيع إقامة المهرجان.

 

● هل ترى أن قلة دور العرض تؤثر على صناعة السينما حالياً؟

- بالطبع وهو تأثير سلبى للغاية، وهو ما يفسر قلة عدد الأفلام المنتجة الآن مقارنة بالفترات السابقة التى تنتج مصر أكثر من 70 فيلما فى العام، لكن للأسف دور العرض تقلصت فى الأحياء بشكل كبير وتم غلقها فى معظم المحافظات، وانتهت فى أماكن كثيرة، وخلال بداياتى فى السينما كانت قاعات العرض فيها 1200 مقعد، الآن دار العرض فيها 100 مقعد، وهذا مؤثر بشكل كبير، كذلك هناك ارتفاع فى أسعار التذاكر بشكل مبالغ فيه، كل ذلك يؤثر على الصناعة.

 

● هل هذا ما يفسر غياب أفلام مصرية للتمثيل فى ترشيحات الأوسكار؟

- دائما كانت مصر تعانى من هذه الأزمة، فهى ليست أزمة جديدة، لكن فى الحقيقة أن السينما تأسست على فن وصناعة وتجارة، وفى كل فترة كان هناك انحياز لجانب على حساب الآخر، للاسف الآن التجارة غلبت على الفن والصناعة، والفيلم الآن أصبح تجارياً بهدف ربحى فقط بصرف النظر عما يقدم، ويمكن تجاوز هذه الأزمة، بزيادة مستوى الفن، ونموذج فيلم "العار" وهو فيلم فنى تجارى، لابد أن ينجح الفيلم فنياً، ويجمع المنتج دخلاً لكى يستطيع الاستمرار فى الصناعة، وبالتالى فى المهرجانات نبحث عن القيمة الفنية بشكل أكبر وهذا لم يعد موجوداً بشكل كبير.

النجم حسين فهمى

ترميم «أغنية على الممر» احتفاء بمخرجه على عبدالخالق

● هل الأزمة الاقتصادية أثرت على المهرجان هذا العام؟

- بالطبع العالم يعانى أزمة اقتصادية، وحرباً دولية شديدة التأثير وأرفض أن تجبرنى كرئيس مهرجان أن أسيسه، أنا اسمح بوجود الأفلام الروسية والأوكرانية، وشعار المهرجان يؤكد ذلك أن القبول والمشاركة للجميع.

 

● وهل اعتذار رعاة الدورات السابقة سبب أزمة؟

- فى كل عام من المتعارف عليه اختلاف الرعاة، وهذا أمر له علاقه بالإدارة المسئولة، بالإضافة للوضع الاقتصادى، وهذا العام هناك عدة رعاة لم تمكنهم ظروفهم الاقتصادية من

التواجد، وهناك رعاة جدد منهم " بنك مصر" الذى يعتبر رائد الفن فى مصر، وهو من أنشأ ستوديو مصر فى بداية السينما المصرية، وله علاقة وطيدة بالفن منذ نشأته، بالإضافة إلى الوزارات المتعددة التى تساند المهرجان، وميزانية المهرجان هذا العام 40 مليون جنيه كما كانت فى الأعوام الماضية.

 

● وجهت انتقادات شديدة للمهرجان بسبب بعض الشراكات فى الدورات السابقة؟

- لا يوجد "بيزنس" بينى وبين المهرجان، أنا حضرت لإقامة مهرجان تابع لوزارة الثقافة والوزيرة نيفين الكيلانى أعطتنى كل الصلاحيات وتبنت كل الأفكار المطروحة عليها، وهناك اتجاه ووجهة نظر وهناك هدف نحاول الوصول له، وهذا الأمر ما جعلنى أتولى مسئولية المهرجان، بالإضافة إلى أننى شعرت بأننى أريد العودة من جديد للمهرجان، عندما عرضت على المنصب الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة السابقة، وجدت أن هناك أموراً تستحق أن نعيد تقييمها من جديد.

 

● حدثنا عن فيلم الافتتاح؟

- فيلم الافتتاح هو the fabelmans أحدث أفلام المخرج العالمى ستيفن سبلبيرج، هو فيلم تجارى فيه قيم فنية متميزة، وهو يقدم انبهاراً فى اختيار ديكوراته وملابسه وإضاءته يحمل القيم الفنية والتجارية، وتمكنت من خلال علاقة الصداقة مع ستيفن سبلبرج على الحصول على الفيلم وللأسف اعتذر عن الحضور بسبب ارتباطه فى نفس توقيت المهرجان، لكن الفيلم هو عرض أول عالميا.

 

● ماذا عن عرض مقتنيات عمر الشريف ضمن الفعاليات؟

- للأسف لم نحصل سوى على " بدلتين" من ملابس عمر الشريف، بالإضافة إلى أن ابنه طارق رفض الفكرة دون إبداء أسباب، وفكرة الاهتمام بمقتنيات النجوم مهمة لأننى يحزننى أن تباع مقتنيات رشدى أباظة وسعاد حسنى على الأرصفة.

 

وأكبر دليل على أهمية الفكرة هو المعرض المقام فى ستوديو الأهرام الذى أقيم فيه متحف متميز به ملابس ليلى مراد وراقية إبراهيم وغيرهما، وفيه معدات السينما لذلك الاهتمام بعرض المقنيات شىء مهم، وأتمنى أن يتم تنفيذها فى الدورات القادمة.

 

● الفيلم المصرى المشارك بالمهرجان من إنتاج رئيس المهرجان السابق.. هل هناك علاقة بين اختيار الفيلم لتمثيل مصر بالمهرجان بهذا الشأن؟

- إطلاقاً، اختيار الفيلم تم بمعزل عن المنتج، نحن اخترنا الفيلم لقيمته الفنية، لا يشغلنا مَنْ منتجه، وأنا ابنى على ما حققه من تولى قبلى، أنا لدى تصالح مع نفسى، من ينجح لابد أن نسانده ونتفادى أخطاء الماضى.

 

● وماذا عن المنافسة مع المهرجانات الأخرى؟

- أنا سعيد جداً لإقامة مهرجانات منافسة، مثل البحر الأحمر وكانت هناك منافسة قوية بيننا حاولنا أن نعرض أفلام عرض أول وهم نافسونا بشكل كبير، وهذا سيشجع المنتجين والمخرجين لتقديم أفلام مهمة من أجل المشاركة فى كل هذه المهرجانات، وأنا حزين لإلغاء مهرجان الجونة وكنت أتمنى لو تتاح فرصة لإقامة كل المهرجانات.

 

● للعام الأول يخوض المهرجان فكرة ترميم الأفلام؟

- وضعنا أساسا لترميم الافلام وهى تجربة مهمة للحفاظ على كلاسيكيات السينما المصرية وربط الحاضر بالماضى، وبمجرد وفاة المخرج على عبدالخالق قررنا ترميم فيلم" اغنية على الممر" فهو فنان قدير وقدم أعمالا مهمة وصديقى على المستوى الشخصى، وله مشوار طويل يستحق التكريم عليه، وهذا الفيلم لم يكن سيعرض أو يتم ترميمه هذا العام، لكن إدارة المهرجان قررت ذلك تكريماً لاسمه، بالإضافة إلى ترميم فيلم "نائب فى الأرياف"، وكذلك يعرض فيلم "الاختيار" ليوسف شاهين، وقام بترميمه المنتج جابى خورى.

 

● وما أبرز كواليس التجهيز للمهرجان؟

- اهمها اننى وفريق العمل حضرنا معظم المهرجانات خاصة الدولية منها التى أقيمت هذا العام، حتى نخرج بنتيجة جيدة، ونختار أفضل الأفلام الممكنة للعرض، حضرنا (كان) و(فينيسيا) اللذين يعدان بجانب مهرجان برلين من أهم وأكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية فى العالم، وتمكنا من الالتقاء بمنتجين وبها تفاعلات عديدة، وهى تعد مجالاً واسعا لاختيارات أفلام أو أعضاء لجان تحكيم، لكننا أجرينا أيضاً اتفاقات مع شخصيات عديدة ستتواجد بالمهرجان، سواء كضيوف أو فى لجان التحكيم.

 

● وماهى أمنياتك للدورة الجديدة من المهرجان؟

- يهمنى تحقيق لمسة حضارية فى الدورة المقبلة، لا بد أن يكون هناك احترام كبير للسينما المصرية، التى تعد السينما الأم فى المنطقة العربية، لا بد أن نقدم السينما فى أفضل شكل، لذلك أدعو جميع نجوم السينما المصرية للحضور، ليس فقط حفلى الافتتاح والختام، بل فى كل فعاليات المهرجان، وأن يكونوا فى استقبال ضيوفنا، لدينا ضيوف مهمون جداً سيقدمون محاضرات فى السينما، وستكون هناك حركة فنية على مدى أيام المهرجان، وسوف تزدهر دار الأوبرا بالأفلام والحضور.

 

● تعود للسينما بفيلم الملحد، متى ستبدأ التصوير؟

- كان من المقرر أن أشارك فى العديد من الأعمال لكنى أجلت كل شىء حتى الانتهاء من دورة المهرجان وخروجها فى أفضل شكل ممكن.