رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في مناقشتها أمس.. الشاميرا أسطورة الكاتب في إطار نفسي

بوابة الوفد الإلكترونية

أقيمت مساء أمس الخميس ندوة لمناقشة رواية "الشاميرا" للكاتب د.هشام الفخراني، والصادرة عن دار أكوان للنشر والترجمة والتوزيع، ناقشها كل من: د.رشا الفوال، د.منال رضوان، وأدار اللقاء الكاتب الروائي فؤاد مرسي.

بداية أكد الكاتب فؤاد مرسي أن الأسطورة محرك رئيس في أحداث الرواية، وقد غلبت على النص لغة صوفية واضحة، وكأن البطل في حلقة ذكر، أو غائب عن الوعي.
وأكد فؤاد أن خلق ذلك العالم الأسطوري طوال أحداث الرواية كان أمرا ضروريا؛ فالعالم الواقعي لا يتحمل هذا الكم من الأزمات، مما أدى إلى تحول النص نفسه إلى أسطورة جديدة خلقها الكاتب، فصارت هناك أسطورة خاصة.
وهو أيضا ما يؤكد جودة النص، فالنص الجيد عندما يستلهم من الأسطورة يتحول نفسه لنص أسطوري.
وأردف فؤاد مرسي أن الرواية تحفر مسارات خاصة وتترك علامات مهمة في القصة.

 

فيما أشارت الناقدة والقاصة د.منال رضوان، إلى دور الرمز وإحالاته الواضحة طوال النص، مؤكدة تشعب ثقافة الكاتب، وهو ما يؤكده تناصاته مع العهد القديم والجديد للكتاب المقدس،  وبات تأثره واضحا بأسفار العهدين وبخاصة أشعياء ورؤيا يوحنا اللاهوتي.
وأضافت أن الكاتب استخدم التعددية بشكل محمود فيما بين السارد المباشر الذي كانت عباراته واضحة شديدة الدلالة، بينما استخدم العبارات الغائمة عندما تحدث البطل لتوضيح أن الشخصية تعاني اضطرابات وضلالات نفسية.
كما أثنت على تنوع الأساليب السردية لديه، مؤكدة أن الرواية تسمح بتعددية صوتية أكثر.
مستشهدة ببعض النصوص والعبارات التي وردت في الرواية.

أما الناقدة والشاعرة د.رشا الفوال فقد أكدت أن رواية الشاميرا قائمة على فكرة الكرب الوجودي الذي يعني يأس الإنسان في الحاضر وفقدان الأمل في المستقبل، حيث تناولت الرواية من منظور نفسي تحت عنوان "تفكك بنية الذات والاتجاه نحو الموت"، وكيف أن الكاتب برع في وصف الإخفاقات وطرح التساؤلات الوجودية الكبرى عن الموت والحياة والعزلة وسيادة اللامعنى.
مسهبة في الغوص في نفس البطل، في تأويل نفسي لسلوكياته كما ورد بالأحداث.

ثم بدأت مداخلات الضيوف، حيث تحدث الكاتب الصحفي والشاعر والناقد الكبير ماهر حسن، مؤكدا أن لغة الرواية شاعرية، وتؤكد مرجعية الكاتب الشعرية، متناولا دلالة الغلاف وارتباطه بالفكرة الرئيسة للرواية.
مثنيا على كلمة المناقشتين دكتورة رشا ودكتورة منال، حيث تناول الأولى للبعد النفسي وملامح الشخصيات النفسية والداخلية مما قربنا إليهم، وتناول الثانية للدلالات والرموز التي تتماس مع الكتاب المقدس، مما سهل فهمها للقاريء والباحث.

فيما تحدث الكاتب الروائي د.حاتم رضوان عن دلالة عنوان الرواية "الشاميرا"، وقدرة الكاتب على خلق أسطورة تلك الزهرة المتخيلة وإقناع القاريء بأنها حقيقية بالفعل، عارجا على الحديث عن أسلوب السرد، وما يمثله من تميز وتفرد، مؤكدا أن تلك الرواية تعد علامة فارقة في تاريخ القص الروائي، موضحا أن للدكتور هشام الفخراني مشروعه الخاص في النحت والتصوير يجسد فيه البعد النفسي والاضطرابات النفسية مثل الفصام، قائلا إنه يزعم أن رواية الشاميرا امتداد لهذا المشروع ونرى هذا في غلاف الرواية المعبر وصورة التمثال في قلبه زهرة الذي يعد من أحد أعماله.
مستطردا أن الرواية تتنقل بين ضمائر السرد من الراوي العليم للمخاطب للأنا وتعدد الأصوات بسلاسة ونعومة دون أن يشعر القارئ مطبات، واستخدم الكاتب خبرته في التشكيل في رسم بعض مشاهد الرواية بحرفية وأساليب القطع في مشهد النهاية البديع.
مختتما أن الرواية ثرية بإشارات متعددة كالأسطورة والتراث الديني المسيحي والإسلامي، ولغة الرواية شفيفة تقترب من اللغة الصوفية والشعر.

فيما تحدث محمد خالد عبدالغني عن اختيار الكاتب لأسماء الشخصيات، وكيف أن هذا الاختيار جاء محملا بدلالات نفسية ومرتبطا بشكل كبير بطبيعة كل شخصية.

 

 وعن ترجمة الرواية، أكدت المترجمة دنيا نبيل أن الرواية ستأخذ مجهودًا في ترجمهتها؛ لما تتضمنه من تعدد السرد وزخم المصطلحات المتخصصة والشاعرية.

بينما توجه الدكتور يسري عبدالسلام بسؤال عن ذلك الربط بين الشاميرا وفقد الصديق مؤمن.

 

كما تحدثت الكاتبة الصحفية والقاصة سمية عبدالمنعم، لافتة إلى ذلك التمازج والتنوع في السرد لدى الكاتب، والذي مثل لها مفاجأة عندما علمت أنها الرواية الأولى له، رغم أنها مكتوبة بحرفية شديدة، حيث ذلك المزج السردي الذي لا يقدر على التجول بين أنواعه سوى كاتب قدير، لافتة إلى علاقة لوحة الغلاف والتي تمثل تمثالا نحته الكاتب بنفسه، بأحداث الرواية ودلالتها.
منتقلة بالحديث عن تلك اللغة التي استخدمت طوال الرواية، والتي تمزج بين اللغة الشاعرة والصوفية في إطار من البساطة، يصعب الإتيان به.


وفي الختام علق الكاتب د.هشام الفخراني، موضحًا بعض النقاط، قائلا إن الكتابة الحقيقية هي النبتة التي تعيش كل يوم على المطر، فالشاميرا هي زهرة أهداها مؤمن للبطل، الذي لا علاقة له بالزهور، وبعد فقد مؤمن أصبح نادر مسئولا عن بيت الزهور بعده.
مؤكدا أن الكون كله قد سخر من أجل الرجل والمرأة، وأن هناك من المفاهيم والموجودات التي قد يكون لها مفهوم في عصر آخر، فالشاميرا كانت طقسا للموت في عصر من العصور، لكنها صارت تستخدم كزهرة جميلة .
مؤكدا أنه ربما هناك بعض الأساطير التي لها مرجعية واقعية فالبلورة السحرية على سبيل المثال هي الآن تمثل الموبايل.

وأوضح هشام أن الرواية لم يكن لها مخطط كامل مسبقا.
وعن علاقة التمثال الذي يمثله الغلاف بالرواية وأيهما أسبق، أكد أن التمثال يسبق الرواية.
أما تعدد المجالات لديه، حيث إنه فنان تشكيلي وكاتب وشاعر، فقال إنها عملية شحن وتوازي طاقات يفيد المبدع بالتأكيد، مؤكدا أن القراءة في علم النفس مهمة جدا لأي مبدع، فالمحصلة الثقافية لابد من تنوعها وجمعها بين العديد من المجالات.

يذكر أنه قد شهد الندوة من الضيوف أيضا كل من:

د. يسري صبري، د.وليد أحمد سمير، دنيا نبيل، الكاتب الصحفي أسامة فطيم، خالد سعيد، رائف حامد، م.محمد رضوان، ندى شريف، فريدة إبراهيم.