إحداهن فقدت ابنها والأخرى لم تتزوج.. قصص مؤثرة فى حياة أشهر أمهات السينما المصرية

جسدت السينما المصرية منذ بداياتها دور الأم، وعلاقتها بأبنائها ودورها المهم في المجتمع ومدى تأثيرها على القريب والغريب، فمن منا لا يحب أمينة رزق والتي تعد واحدة من أشهر الفنانات التي جسدت دور الأم أبكتنا وأضحكتنا وخوفًا الشديد على أبنائها جعلتنا نصدق أن المشهد حقيقة، والفنانة القديرة فردوس محمد الأم التي تدعي لأبنائها في كل خطوة ليصبح اليوم مليئ بالتفائل.

 

اقرأ أيضًا: 

من جينيفر لورانس إلى ديانا كرازون.. فنانات أصبحن أمهات في 2022

 

ودعونا لا ننسي عزيزة حلمى، الأم الحنونة التي شعرنا معها بالحنان والمحبة لدي أطفالها وذكائها في تدبير الأمور وحل المشاكل، لكل فنانها قصتها المؤثرة، التي لم تتزوج، والتي توفي لها 3 أبناء، والتي فقدت طفلها الوحيدة، والغريب رغم إتقانهن لهذا الدور، وتقديمه بكل جدارة، إلا أن لكل منهن قصة مؤثرة، وتزامنا مع احتفلات يوم الأم لعام 2022 نستعرض لكم قصة كل منهن وحكايتهن مع الأمومة على أرض الواقع.

 

أمينة رزق "عذراء الفن"

لقبت الفنانة القديرة أمينة رزق بـ عذراء الفن، فلم تتزوج ابدًا، ووهبت حياتها إلى الفن الذي أحبته منذ الطفولة واستمر عطاؤها الفنى حتى قبل وفاتها بأشهر قليلة، وعلى الرغم من عدم زواجها وإنجابها أي أطفال، اشتهرت أمينة بأدوار الأم والغريب أنها أبرع من جسد الأمومة على الشاشة حتى أنها عرفت فى الوسط الفنى بلقب "ماما أمينة".

 

 

وانتشرت أقاويل بأنها احبت الفنان يوسف وهبي، ولكن الحب كلن من طرف واحد لهذا لم يتوج بالزواج، وفي عام 1953 تحدثت أمينة عن أسباب عدم زواجها وقالت :" كنت أرى فى كل مأساة أجسدها أو أقرأها أن الرجل كان سببا فيها بعدما يسلط على المرأة  مغناطيس الحب ، لذلك كرهت الحب بسبب الكوارث التى يسببها ولذلك أطلقوا على لقب عدوة الرجال، ولكن على الرغم من ذلك احترم الرجال ولكني لن تتزوج وساتفرغ للفن".

 

 

وفي أخر أعداد مجلة الكواكب، نشرت أمينة رزق مقال بعنوان "رجال في حياتي" وتحدث عن أول حب لها وكانت حيث ذاك في سن الرابعة عشرووقتها أحبت شابا قويا لامع الإسم محاطا بكل أسباب الشهرة والمجد ولم تذكر اسمه ، وربما كان هذا الشاب هو الفنان الكبير يوسف وهبى ، مؤكدة أنها أحبت هذا الشاب الذى لم تذكر اسمه فى صمت وأنه لم يلتفت لهذا الحب ، ولم تجروء على الافصاح عن حبها حتى قرأت خبر خطبته لإحدى بنات العائلات المعروفة فسقطت من الصدمة وأغمى عليها.

 

وصرحت رزق بأن مختار عثمان وكان أحد زملائها فى فرقة رمسيس كان يبدى اهتماما واضحا بها وصرح لها بحبه ورغبته فى الزواج منها ولكنها لم تبادله حبا بحب.

 

 

 

فردوس محمد "ماما فردوس"

ولدت فردوس محمد، في 13 يوليو 1906، بحي المغربلين في مدينة القاهرة، وتوفى والديها وهي صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة "المؤيد"، وألحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال.

 

 

جسدت فردوس محمد أدوار الأمومة بمنتهي البراعة، ووصلت عدد أفلامها إلى 127 فيلما، تزوجت من المونولوجست محمد إدريس، وتعد قصة حبهم من أغرب قصص الارتباط حيث كانت تعمل في هذا الوقت مع فرقة فوزي منيب الفكاهية، وتلقت دعوة لتقديم عرض في فلسطين، ولكن كان القانون المصري في هذا الوقت يمنع سفر الفنانات الغير متزوجات، وكانت الفرقة في

أزمة كبيرة لأنها كانت البطلة الرئيسية للمسرحية، ليعرض عليها فوزي منيب، زواجها من محمد إدريس زواجًا صوريًا، ووافقت فردوس وسافرت إلى فلسطين وقدمت الفرقة عروضها لأيام عديدة، وفي إحدى الليالي، وبعد انتهاء العرض المسرحي فاجأ محمد إريس فردوس محمد بأنه يحبها ويطلبها للزواج فعلاَ فوافقت واحتفلت الفرقة بزفافهما في الفندق الذي تقيم فيه وتحول الزواج الصوري إلى زواج حقيقي واستمر لمدة خمسة عشر عامًا انتهى بوفاة محمد إدريس.‏

 

 

وعلى الرغم من حظها في لعب أدوار الأم، إلا أن فردوس لم تكن محظوظة في الواقع، حيث توفى 3 أبناء لها بعد ولادتهم، حتى نصحتها إحدى صديقاتها بأنه حال إنجابها طفلًا آخر يجب أن تخفي نبأ الولادة منعًا للحسد، وتقول إن المولود توفي كالعادة، ثم تعلن تبنيها طفلًا من أحد الملاجئ.

 

 

وبالفعل أنجبت فردوس ابنتها الوحيدة "سميرة" في عام 1941، ونفذت نصيحة صديقتها، لتعلن تبنيها لها بعد 3 أسابيع من إخفاء أمر ولادتها، ويصير الأمر هكذا طيلة 17 عامًا، وحين زفاف الابنة من مدير التصوير السينمائي، محسن نصر، انهمرت دموعها بشدة، واعترفت بحقيقة ابنتها، معلنة أن العروس ابنتها، وهو ما لم يصدقه الحضور وقتها، معتبرين ما أفضت به لرفع الروح المعنوية لـ"سميرة".

 

 

عزيزة حلمي "الأم الحنونة"

عزيزة حلمي من مواليد محافظة الشرقية، بدأت مشوارها الفني في سن مبكر بسبب علاقتها بالقوية بالفنانة زينب صدقي، والفنانة فردوس محمد، حيث قدماها للمخرج الكبير أحمد بدرخان، وأعطاها دور في فيلم "قبلني يا أبي" عام 1946.

 

 

اشتهرت الفنانة عزيزة حلمي في معظم أفلامها بتجسيد دور "الأم"، ومن أشهر أفلامها "ظلموني الناس" و"حماتي قنبلة ذرية" و"سيدة القطار" و"الملاك الظالم" و"الوسادة الخالية" و"شاطئ الأسرار"، أغلب أدوارها كانت مثالا واضحا للأم التي تعيش في حالة فقر ولكن على الرغم من ذلك تسعى لتربية أبنائها، وتعليمهم القيم والمبادئ رغم ما تمر به من ظروف قاسية.

 

 

أحبت عزيزة حلمي الكاتب الروائي علي الزرقاني، وأنجبت منه ابنها الوحيد، وذات يومًا فقدت عزيزة نجلها، وتوفى بسبب وعكة صحية شديدة، وفي آخر لقاء للفنانة عزيزة حلمي في برنامج "شموع"، مع الإعلامية سهام صبري، قالت إنها فقدت نجلها الوحيد، ولكنها أثرى أم في العالم بعدد الأبناء.